«رأس المال المغامر» يتدفق على شركات إنترنت الشرق الأوسط
21-07-2012 02:20 PM
عمون - الاقتصادية - قبل ما يزيد على عقد بقليل، أي بعدما بدأت الموجة الأولى من شركات الإنترنت العربية تجتاح الشرق الأوسط، قال أصحاب مشاريع ومستثمرون إن البنية التحتية التي تدعم الشركات المتبدئة ليست في حالة حسنة على الإطلاق.
وفي الأيام الأولى من نشاط الإنترنت في المنطقة، في أواخر التسعينيات وأوائل الألفية الثالثة، كان لدى أصحاب المشاريع القليل من الأماكن التي يمكنهم اللجوء إليها عند البحث عن استثمارات للمراحل الأولى والحصول على دعم لشركاتهم المبتدئة.
وقد نجح القليل منهم، مثل البريد الإلكتروني ''مكتوب'' الذي نشأ في الأردن وأشترته شركة ياهوو عام 2009 مقابل 164 مليون دولار. لكن بالنسبة للغالبية كان المناخ المحيط بشركات الإنترنت المبتدئة ببساطة قاسيا جدا.
وقال هاني السنباطي، وهو مدير سابق لصندوق التكنولوجيا في بنك هيرميس الاستثماري ـ أول مستثمر خارجي في مكتوب ـ ويعمل حاليا لدى ''سواري فينشرز'': ''قبل عقد كان لدينا عدد قليل جدا من أصحاب المشاريع، لكنهم كانوا يتسمون بالصلابة، لأن العظماء حقا هم وحدهم الذين يمكنهم القيام بهذه الأعمال والنجاة''.
وتغير الأوضاع الآن بعدما أطلق في السنوات الأخيرة عدد من مشاريع الدعم والاستثمارات الممولة جيدا، لمساعدة الشركات المبتدئة في العالم العربي ـ وهي غالبا ما تعرف بالحاضنات .
في مايلي مزيد من التفاصيل:
قبل ما يزيد على عقد بقليل، أي بعدما بدأت الموجة الأولى من شركات الإنترنت العربية تجتاح الشرق الأوسط، قال أصحاب مشاريع ومستثمرون إن البنية التحتية التي تدعم الشركات المتبدئة ليست في حالة حسنة على الإطلاق.
وفي الأيام الأولى من نشاط الإنترنت في المنطقة، في أواخر التسعينيات وأوائل الألفية الثالثة، كان لدى أصحاب المشاريع القليل من الأماكن التي يمكنهم اللجوء إليها عند البحث عن استثمارات للمراحل الأولى والحصول على دعم لشركاتهم المبتدئة.
وقد نجح القليل منهم، مثل البريد الإلكتروني ''مكتوب'' الذي نشأ في الأردن وأشترته شركة ياهوو عام 2009 مقابل 164 مليون دولار. لكن بالنسبة للغالبية كان المناخ المحيط بشركات الإنترنت المبتدئة ببساطة قاسيا جدا.
وقال هاني السنباطي، وهو مدير سابق لصندوق التكنولوجيا في بنك هيرميس الاستثماري ـ أول مستثمر خارجي في مكتوب ـ ويعمل حاليا لدى ''سواري فينشرز'': ''قبل عقد كان لدينا عدد قليل جدا من أصحاب المشاريع، لكنهم كانوا يتسمون بالصلابة، لأن العظماء حقا هم وحدهم الذين يمكنهم القيام بهذه الأعمال والنجاة''.
وتغير الأوضاع الآن بعدما أطلق في السنوات الأخيرة عدد من مشاريع الدعم والاستثمارات الممولة جيدا، لمساعدة الشركات المبتدئة في العالم العربي ـ وهي غالبا ما تعرف بالحاضنات ـ وهي تلعب دورا حيويا في تأسيس شركات الإنترنت. وقال السنباطي إنه ''لم يكن متفائلا مثل ما هو متفائل اليوم''.
وكانت أكبر موجة بين الحاضنات هي ''واحة 500'' التي يوجد مقرها في عَمان. فمنذ إطلاقها في العام الماضي حددت لنفسها هدفا يتمثل في تمويل 500 شركة جديدة خلال خمس سنوات.
وتحصل ''واحة 500'' على 20 في المائة مقابل استثمار مبدئي يصل إلى 32 ألف دولار، يأتي جنبا إلى جنب مع المتابعة والتدريب وإتاحة الوصول إلى شبكة من ذوي الخبرة من المستثمرين.
وانتهجت شركة Flat 6 Labs المصرية التي تمولها مشاريع ''سواري'' الخاصة بالسنباطي نهجا مماثلا، وقد قبلت استضافة فرق من أصحاب المشاريع في معسكر لمدة ثلاثة أشهر في مكاتبها في القاهرة.
واستثمرت الشركة ما بين عشرة آلاف و12 ألف دولار في كل فريق، مقابل حصة راوحت بين 10 و15 في المائة، فضلا عن خيار الاستحواذ على حصة إضافية عندما تتخرج الشركة من برنامج الحاضنة.
حنان عبد المجيد، الرئيس التنفيذي لمؤسسة OTVentures التابعة لشركة أوراسكوم للاتصالات، المزود لخدمة الإنترنت ومشغل شبكة الهواتف النقالة الإقليمية، هي واحدة من العديد من قادة الصناعة الخبراء الذين يتابعون الأعمال التي أنشأتها حاضنة 6 Labs Flat، وبعد مراجعات تتم كل ثلاثة أشهر، فإنها ترى أن واحدة على الأقل من هذه الشركات ستكون ذات شأن أو يتم بيعها لقاء سعر جيد.
وتقول السيدة حنان عبد المجيد: ''ستصبح بعض الشركات كبيرة، لكن جميع الشركات سيكون لها تأثير، فما يجري هنا مفيد للصناعة كلها. إنهم يجهزون ويعدون هؤلاء الرجال''.
ونتيجة لظهور عشرات من الشركات الناشئة من الأعداد المتزايدة من الحاضنات، يشعر المخضرمون من رجال الصناعة بالقلق من الصعوبات التي ستواجهها هذه الشركات للحصول على استثمارات أكبر تبلغ عادة بضعة ملايين من الدولارات اللازمة للنمو.
وتفضل البنوك إقراض الشركات المدعومة من الحكومات، أو الشركات المتصلة بالعائلات التجارية المعروفة في المنطقة، ولا تزال صناديق رأس المال الاستثماري ضعيفة على أرض الواقع.
ويقول سميح طوقان الرئيس التنفيذي لإحدى شركات مجموعة جبار لشركات الإنترنت والشريك المؤسس في شركة مكتوب: ''ستكون هذه هي المشكلة التالية''. ويضيف: ''هناك العديد من الشركات الجيدة التي ستخرج من هذا البرنامج لكن سيكون من الصعب عليها أن تنتقل إلى المستوى التالي''.
ويقول السنباطي موافقا: ''إننا في منتصف عملية قد تستغرق بضعة عقود. هناك الكثير من الأجزاء التي يجب جمعها، وفي جميع الأحوال سيبقى رأس المال الاستثماري هو العقبة الكؤود''.
وفي الوقت الحالي تعد التجارة الإلكترونية هي بقعة الضوء التي تتسع سريعا في المنطقة. ويتوقع ''اليورومونتور''، مركز أبحاث مراقبة اليورو، أن يتضاعف حجم سوق التجارة الإلكترونية الإقليمية إلى ملياري دولار بحلول عام 2016.
ويتمتع موقع جادوبادو JadoPado وهو أحد المتاجر الإلكترونية في دبى، بنمو سريع حيث تجاوزت مبيعات الموقع مليون دولار في غضون عشرة أشهر من إطلاقه. ويتوقع مؤسسه، عمر القاسم، أن تتضاعف المبيعات هذا العام ثلاثة أضعاف.
ويقول: ''سمات سوق الإمارات تجعل منها سوقا صغيرة ثرية تصبغها الثقافة الاستهلاكية القوية، وتجعل منها المكان المناسب للبيع بالتجزئة''. ويضيف: ''هي بلد تعتمد حياته على ماكينات الصرف الآلي، وهذا ما نسميه ثقافة الإرضاء الفوري، فعملاؤنا يرون أنه طالما يمكن أن تصل الخدمة إليهم فلماذا يجب عليهم الذهاب إلى السوق''.
لكن مع وجود عمالقة عالميين مثل أمازون Amazon.com يعملون على هامش ربح ضعيف، يرى القاسم أن القادمين الجدد إلى عالم التجارة الإلكترونية سيستغرقون وقتا حتى يبدأوا في جني الربح. ''هناك بعض الناس في المنطقة استطاعوا أن يحققوا عائدات معقولة، لكنني لم ألتق أي ممن حققوا مكاسب عالية حتى الآن''. ويتوقع قاسم أن تصل جادوبادو JadoPado إلى نقطة التعادل خلال 18 شهرا.
ويعد موقع ''ماركة في آي بي'' Marka VIP وهو مختص في بيع الأزياء عبر الإنترنت، أحد المواقع التجارية الأسرع نموا على الإنترنت في المنطقة وقد جمع في الآونة الأخيرة استثمارات بلغت عشرة ملايين دولار من صناديق رأسمال مغامر في أوروبا والولايات المتحدة.