سياسة خارجية متزنة وحكيمة لبلد النشامى بلد المهاجرين والأنصار
يوسف ابو الشيح الزعبي
19-07-2012 04:28 PM
عندما شاهدنا بعض الصور الحصرية على موقع التواصل الاجتماعي" التويتر" الخاص بوزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي إستقل برفقة وزير الخارجية ناصر جودة طائرة عسكرية أردنية وقاما بزيارة الى سكنات اللاجئين السوريين في مدينة الرمثا والتقيا عدد من اللاجئين السوريين واستمعا الى معاناتهم، تولدت لدينا بعض الإنطباعات وترسخت جملة من الحقائق بشأن هذه الصور والزيارة غير المعلنة، على النحو الآتي:
اولاً : كنا في وكالة كل العرب الإخبارية قد سلطنا الضوء وركزنا إهتمامنا بأن يكون تنسيق وتعاون المسؤولين لكافة الدول الغربية والاجنبية وسفرائهم لدى المملكة مع مؤسسات الدولة الاردنية الرسمية فقط وبالذات وزارة الخارجية الاردنية صاحبة المسؤولية المباشرة عن إدارة ملف علاقات الأردن الخارجية، وعدم السماح لأي جهة خارجية او اجنبية مهما كبرت عضلاتها وانتفخت جيوبها سواء كانت سياسية او امنية أو إقتصادية بأن تتدخل في الشأن الداخلي الاردني حتى لو كانت الملفات ذات طبيعة خارجية كالملف السوري الا في حدود التنسيق والتكامل مع الجانب الرسمي الاردني، وهذا العرف الدبلوماسي كان واضحاً ومراعى في نهج زيارة وزيري الخارجية الاردني والبريطاني لمناطق تركز اللاجئين السوريين على الحدود الشمالية، الأمر الذي كان محل إحترامنا وتقديرنا.
ثانياً: ما يلفت الانتباه ايضاً السياسة الخارجية المتزنة والفعّالة التي يمارسها الاردن بحيوية وحنكة جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يجوب المعمورة شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً من اجل تعزيز إمكانات الوطن ورفعة شأنه في المحافل الاقليمية والدولية ومدافعاً عن القضايا والمصالح العربية العادلة، هذه السياسة الأردنية الخارجية المريحة والفاضلة أساسها الوقوف لجانب الحق والعدل ونصرة المستضعفين اينما كانوا، في حين أن الدبلوماسية الأردنية النشطة التي تنتهجها وزارة الخارجية الأردنية والتي يحمل لوائها بكل اقتدار وزير الخارجية ناصر جودة أضحت محط احترام وتقديم المجتمع الدولي رغم جسامة المهام وتعقد الملفات وخطورتها، ولا ينكر هذه الجهود المضنية في ادارة السياسة الخارجية الاردنية إلا من هو مغرض وصاحب اجندات خاصة وجاحد للعمل الناجح الذي يمارسه وزير خارجيتنا الموقر ومسيرة الوطن نحو التنمية والازدهار.
لدى وزير الخارجية الاردني الحنكة والحس السياسي و الدبلوماسي والانساني النابع من مرتكزات السياسة الخارجية الاردنية الأصيلة منذ نشأت الدولة وذلك من خلال دعم التعاون العربي المشترك وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة والصديقة إلا في الحدود الذي تسمح به الأطر القانونية والأعراف الدولية والدبلوماسية والإنسانية وحقوق الانسان بنصرة الشعوب المضطهدة، وطبعاً كان هذا الحس الدبلوماسي ماثلاً في تصريح وزير الخارجية الأخير خلال زيارته الى سكنات اللاجئين السوريين في الرمثا برفقة وزير الخارجية البريطاني، حيث اكد جودة: "انه رغم ما يعانيه الأردن من شح الموارد إلا انه يستقبل الاشقاء السوريين لأننا نفصل بين المساق السياسي حيث اننا نؤمن بالحل السياسي، وهناك الوضع الانساني الذي يجب علينا التعامل معه لتقديم العون للأشقاء السوريين". مشيرا الى ان الاردن يأمل ان تنتهي الاحداث في سورية من خلال حلول سياسية تضمن عودة اللاجئين السورين الى بلدهم.
ثالثا : المكانة المتميزة التي يتبؤها الأردن على المستوى الاقليمي والدولي حيث يلعب دوراً رئيسياً وبارزاً ويمارس جهود مضنية لحل قضايا وصرعات المنطقة، كافة كما يشارك بفعالية لحفظ الامن والسلم الدوليين، والعاصمة عمّان هي دائماً محل اهتمام وتواجد ولقاءات الزعماء والمسؤولين الاجانب والامريكيين والغربيين ومنها واليها تكون الجولات المكوكية لكبار زعماء العالم.
* رابعاً: الأمن والأمان الذي ينعم به الاردن ، لقد قالها احد الاشقاء اللاجئين العرب عندما قارن ووصف نعمة الصحة على جسم الإنسان:" بأنها تاجاً لا يراها إلا المرضى على رؤوس الأصحاء ، تماماً كنعمة الامن والاستقرار والتي هي تاجاً على رؤوس ابناء الاردن النشامى لا يراها إلا اللاجئين والهاربين من القتل والتدمير"، وربما هذه النعمة التي يغبطنا إياها الآخرين هي اساس اي تقدم اقتصادي وسياحي والاستقرار الاجتماعي في المملكة، ومن هنا فإن مصدر سعادتنا وسرورنا ورأس مالنا عندما نشاهد ضيوفنا من الاشقاء والاصدقاء المسؤولين والسياح يزورون المملكة ويتجولون في مختلف المناطق بكل يسر وراحة وطمأنينة ، حتى الى المناطق القريبة من بؤر التوتر في الدول المجاورة كمدينة الرمثا الحدودية مع سوريا التي تبعد 5 كلم عن مدينة درعا السورية الملتهبة ، حيث لاحظنا زيارات متكررة للمسؤولين الاجانب والعرب بهدف الإطمئنان على احوال اللاجئين السوريين، ولفت انتباهنا زيارة وكيلة وزارة الخارجية للأمن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان ماريا أوتيرو قبل يومين إلى الرمثا وتحديداً الى سكنات اللاجئين. اوتيرو في زيارتها عرّجت على مطعم اسامة هي والوفد المرافق علماً بأن هذا المطعم هو مطعم شعبي مكتظ على طريق الشام بالقرب من الحدود مع سوريا ولا تميزه اية مظاهر امنية، وقد تناولت اوتيرو الشاورما داخل المطعم وبجانبها المواطنين والاهالي من المدينة دون اية بروتوكولات مزخرفة .