هذا عنوان الندوة التي عقدتها جمعية الشؤون الدولية على مدار يوم كامل وقد ضمت أربع جلسات افتتحها الدكتور عبد السلام المجالي رئيس الجمعية بكلمة التقطت الحال الاردنية واشارت الى مواقع الخلل وحذرت من استمراره وقد مهد للندوة الدكتور ابراهيم بدران والدكتور عزت جرادات بورقة مرجعية هامة شخصت الحال الأردنية في مقاربات عملية للخروج من الأزمة وقد استقصت الورقة المرجعية جوانب عديدة ونبهت الى مخاطر الاستمرار في العمل الارتجالي البعيد عن المؤسسية وتوقفت عند مجموعة من المحاور السياسي/ والحاكمية الجيدة/ والاقتصادي/ والمياه/ والطاقة/ والزراعة/ والاجتماعي/ والشباب/ والتعليم والتربية والثقافة/ والاعلام/ والتعليم العالي والبحث العملي/..وقد سمت الورقة المرجعية الاعراض السلبية ووضعت مقابلها الحلول وقد جاء التشخيص مفجعاً لكشفه حجم هائل من الخلل فاجأ البعض في حين اعتبر البعض أنه عارف به ومدمن على سماعه دون ان يتوفر العلاج أو تبدأ ممارسته..
الندوة ارادت تعليق الجرس بل ان بعض المنتدين في اوراقهم التفصيلية قد قرعوا الجرس وبعضهم سمى الاشياء بأسمائها خاصة في مداخلات الاستاذ عدنان أبو عودة الذي دعا الى ثورة فكرية لتغيير الواقع ومداخلة الشريف فواز شرف الذي عاب على واقعنا غياب المؤسساتية وقصور الحكومات وتراكم اخطائها وحالة التردي التي يجب وقفها بتوسيع دائرة المشاركة في اتخاذ القرار..وغياب الديموقراطية ويرى أصحاب الورقة ان الأزمة متأتية من غياب مراكز فكرية وعلمية للدولة ومن غياب التخطيط الافقي والعمودي وغياب برامج الاحزاب والحكومات وغياب برامج وطنية توافقية وهيئات استشارية وطنية للوزارات والتغيير السريع للادارات وغياب رؤية المستقبل وتراكم المشكلات المزمنة من بطالة وفقر وطاقة ومياه..ودعت الورقة الى قيام مجالس عليا قطاعية فاعلة والى وضع استراتيجيات والى انشاء اكاديمية اردنية ملكية للعلوم والتكنولوجيا وتأسيس مجلس حكماء..
الغالبية أجمعت ان الازمة سببها غياب الاصلاح السياسي الكافي والعميق وغياب الديموقراطية وحملوا مجالس النواب بسبب ضعفها مسؤولية كبيرة وعابوا الاختلاف على قانون الانتخاب باعتباره وسيلة يجب ان تكون قادرة على بناء برلمان واسع التمثيل محقق للعدالة..
الندوة تأتي في ظروف أردنية ذاتية وموضوعية صعبة وتحاول ان تجيب على أسئلة عديدة رغم اتهامها من البعض بالتقليدية وعدم استلهام المستجدات الناشئة عن الربيع العربي بما يكفي.. أشارت ورقة الدكتور عبد الله عويدات عن المواطنة والهوية والتي رئس جلستها الدكتور عبد الله النسور الى مخاطر عدم تعريف المواطنة وتبيان حقوقها وواجباتها وجعل ذلك تشريعاً واضحاً واجابت الورقة عن مفهوم المواطنة ووصلت الى انه مفهوم مضبب او غائم واننا بحاجة الى تأصيله وممارسته ونقل التصالح عليه الى صيغة مدنية وليست اهلية .. في حين جاءت ورقة اللواء المتقاعد محمود ارديسات عن الحاكمية والديموقراطية لتفضح هزال التعاطي مع هذه المصطلحات والالتفاف عليها وما يحدثه غياب فاعليتها من اثار سلبية نراها في الازمة الماثلة .. في حين قدم طاهر العدوان ورقة الاصلاح السياسي مشيرا الى ان ما انجز اقل مما هو مأمول واننا ما زلنا في المحطات المبكرة . وقد عالج الدكتور جواد العناني في ورقته الواقع الاقتصادي تحت اسم الاصلاح الاقتصادي وقدم رؤية متماسكة لم تكتف بالتوصيف وانما اشارت الى العلاج .. وفي الجانب الاجتماعي قدم الدكتور موسى اشتيوي ورقة ازمة التغيير الاجتماعي والتي اخذ الامير الحسن في محاضرته التي استضافها اليها اتحاد الجامعات العربية ورئيسه د.سلطان أبو عرابي منها ما أشار اليه بتقدير للجهد الوارد فيها..وقد ذهبت ورقة المحامي حمزة حداد لمناقشة مفهوم هيبة الدولة وسيادة القانون في حين قدم المهندس سمير الحباشنة ورقة الاصلاح الشامل التي تستحق ان نتوسع في تناولها..
alhattabsultan@gmail.com
الراي