عمون – محمد الخوالدة - صدر عن المتقاعدين العسكريين في محافظة الكرك بيان تطرق إلى مجمل الاوضاع القائمة على الساحة الاردنية بما في ذلك الحديث الدائر عن قانون الانتخاب وتعديلاته، معتبرا هذا القانون متطابقا وطبيعة المرحلة، داعيا إلى مشاركة شعبية واسعة في الانتخابات القادمة اقتراعا وترشيحا، حاثا الاردنيين بكل اطيافهم والحكومة إلى فتح حوار جاد وبناء للتوافق على ما يحفظ المصلحة الوطنية العليا، وجاء في البيان:

أن المراقب لمايجري على ساحة هذا الوطن العزيز يشعر بالحيرة تارة وبالقلق والذهول تارة اخرى، ويتزاحم في وجدانه الكثير من مشاعر القلق والشك ولايجد تفسيرا لها سوى أن هناك مساع حثيثة إلى تدمير مقدرات الوطن واضعافه بطريقة ممنهجة لادور فيها للصدف .

واضاف البيان أن مايجري هو تعبيرعما هو مبيت لهذا الوطن وقيادتة ، وهناك اسئلة كثيرة تدور في الاذهان لمصلحة من اختزال كل الشعب الاردني في مجموعات صغيرة هنا وهناك استعملوا انفسهم واستعملهم اصحاب االاجندات الخاصة لحرفهم عن مطالب الوطن الحقيقية النظيفة البريئة لمقاصد ابعد هدفها تقويض بناء الوطن كله .

وتساءل البيان لمصلحة من يقف المسؤولون واصحاب الولاية العامة يتفرجون دون أن يقوموا بدورهم الذي اوكلته لهم قيادتنا ، ولم يعد الكثير منهم يملك سوى انامله التي تقلب اوراق الرزنامة اليومية التي تمربه وهو جالس في موقعه ، لابل أن البعض منهم اصبح جزؤا من المشكلة وليس جزءا من الحل .

وتساءل البيان ايضا لمصلحة من كل هذا النقاش الذي يدور حول قانون الانتخاب وفرض تعديلات لادور للراي العام فيها ، بل هو رضوخ لما سماه البيان لمطالب المجموعات الصغيرة التي لاتمثل الا نفسها وخشية منها معتقدين انها هي الصوت الاغلب ، متناسين أن الرضوخ لها ولطلباتها يقلب الاية ويجعل الاغلبية الساحقة الحقيقية من ابناء الوطن في خانة المعارضة ، فمثل هذه التعديلات وما يترتب عليها من مشاكل واحداث قال البيان لاتصلح بعدها المعالجة لان الاردنيين في عمومهم متسلحين بحقوقهم التاريخية في هذا الوطن الذي بنى على ارواح اجدادهم ودمائهم وحموه بالغالي والنفيس دون أن يكون لهم مطمع مادي ولامناصبي ، وليس ادل على ذلك اضاف البيان من حال الاردنيين المادية فهم ليسوا اصحاب شركات ولااقطاعيين او اصحاب رؤوس اموال ، بل هم فقراء ماديا واغنياء بانتمائهم لوطنهم ، وكل طموحهم امن الوطن واستقراره وديمومة قيادته الهاشمية التي افتدوها وسيبقوا بالمهج والارواح لقناعتهم الراسخة انها هي القيادة الشرعية وصمام امان الاردن والاردنيين .

وقال البيان كذلك أن هناك اهدافا ابعد من الصيغ وابعد من ادعاءات الاصلاح والتباكي عليه ، فلمصلحة من يجري تشويه مؤسسات الوطن واضعافها وخاصة الامنية منها بدعوى اخطاء فردية لفلان او فلان بدل أن ننهض بمؤسساتنا ونزيدها ثقة وعزيمة حتى تستمر بدورها الوطني ، يتطاولون عليها قال البيان محاولين اضعافها بدل تمكينها لتقوم بدورها بحماية الوطن واهله ، وتابع البيان هناك الكثير من التساؤلات والمخاوف والشكوك والحيرة وعدم الوضوح ،وفي المقابل هناك القليل ممن يجيبنا عن هذه التساؤلات فالى متى يبقى ذلك تساءل البيان .

واضاف البيان من منطلق حرصنا على هذا الوطن واهله ومؤسساته وقيادته ، ولشعورنا بالواجب الوطني الملقى على عاتقنا كمتقاعدين عسكريين ( وكلمة متقادعدين ملغاة عندما يتطلب الواجب )، فنحن ابناء الوطن المخلصين ومعنا الاردنيون الشرفاء جميعا ، لانسمح لفئة او مجموعة أن تحاول عبثا تغيير مسار الوطن وجره إلى المجهول والشواهد من حولنا تكفي.

ووجه البيان نداء إلى كل ابناء الوطن قادة وحكومة واحزابا لاجراء حوار مع النفس اولا ومن ثم مع الاخر ، حوارا شاملا وصريحا نخرج فيه من خنادقنا المتباعدة إلى ساحة ارحب في وضح النهار ، نبتعد عن المصالح العائلية او القبلية او المنصبية إلى ماهو اغلى واثمن، مصلحة الوطن ،ودعا البيان الحكومة أن لا تتمسك بما وصفه حرفية الديمقراطية المستوردة بل بما يناسب امن واستقرارالوطن ، وكل الشعبالاردني تابع البيان يؤيد ذلك إلى أن نصل إلى مرحلة من الوعي تكون الديمقراطية فيه قد تجذرت في عقول الناس واكتملت صفات الامة الواحدة المتحدة على مصلحة الوطن .

وواصل البيان أن كنا حريصين على الوطن لننأى به عمن يراهن عليه البعض ، وغير ذلك فسنكون جميعا شركاء في تجويع اطفالنا ونسائنا ومعاول هدم للوطن الذي يظللنا بسمائة وفيه عزنا وكرامتنا ، واضاف البيان من حقنا كاردنيين أن يكون لدينا قانون انتخاب مثالي ، ولكن لكل امة ظروفها ولنا ظروفنا الخاصة والتي اثرت سلبا على اوضاعنا الاقتصادية ، ولكن علينا التمسك بمصلحة الوطن ، وقال البيان لم يقصر الاردنيون ولاقيادتهم في العمل لمعالجة تلك الظروف ، وعليه فان راينا كمتقاعدين عسكريين أن قانون الانتخاب الحالي مناسب للوضع الحالي ونهيب بكل المواطنين بمباركة هذا القانون وان يرحموا الوطن وابناءه ومكتسباته من التبعات المترتبة على عدم الاستقراروافتعال ازمات فمواردنا كما جاء في البيان لاتتحمل شيئا من الخسائر، فالصدق والوضوح والانتماء للوطن والتضحية ونكران الذات هو الحل .

وختم البيان ، أن المتقاعدين العسكريين في محافظة الكرك يطلبون من شعبهم الاردني انجاح الانتخابات القادمة والتي توفرت من حيث المبدا كل عناصر نجاحها من خلال ما اتخذ من اجراءات وتعديلات دستورية وايجاد هيئة تمستقلة للانتخاب ، في ضؤ ارادة حكومية ملكية لتكون انتخابات نزيهة ، وما يجدر التاكيد عليه تابع البيان أن يعي شعبنا طبيعة المرحلة وان يفرز من ابنائه الخيرة وان يراعي مصلحة الوطن عند الفرز قبل اية مصلحة اخرى لنرسل لمجلس النواب نوابا لانوائب ، واذا لم نع ذلك قال البيان فان أي قانون لن يلبي مصلحة الوطن ، وتابع البيان سنصبرعلى الجوع والعطش ولكننا لن نصبرعلى من يقترب من كرامتنا ، فالوطن هو عنوان كرامتنا وعند حدوده ينتهي ماتبقى لدينا من صبر .

حفظ الله الوطن وقيادته الهاشمية وحفظ قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية حامية الوطن ومن ورائهم الشعب الاردني العظيم فهم منه وله.