شيء طبيعي أن تصحو في الأحياء الشعبية على مزامير سيارات الغاز وباعة الخضار والقماش الجوالين وبعض المعارك بين الجيران , لكن الطريف في هذا الصباح أنني صحوت على جارتنا "ميسر " وقد أشبعت زوجها ضربا بعد أن سلبت ما في جيوبه من دنانير قليلة . من وجهة نظري أن ميسر على حق وزوجها "أبو الكتلات "على باطل , فهي تريد الدنانير التي في جيبه لشراء "مؤن للبيت " وهو يريد أن يدخن بسبب غضبه على عدم كفاية الراتب . واستنادا إلى مبدأ الأكثر أهمية تمكنت ميسر من هزيمة زوجها شر هزيمة وسلب أمواله بعد رفضه التسليم بواقع الحال ومحاولة حفاظه على آخر ما يملك "للكيف " .
المهم أن صديقنا الرجل انهزم وهو الآن يتبجح في مكان آخر بأنه أوسعها ضربا , أنا شخصيا استخلصت عبرة خلصتني من مبدأ أن أكون التالي , فأعطيت أم ليث كامل مالي أربعون دينار وثلاثون قرشا , فهي الأقدر على إدارة ميزانية المنزل , وأنا الآن آخذ مصروفي منها وقد ارتحت من عناء المشاجرات والمناكفات .
وكوني مواطن "مخلص ومؤدب جدا " جاءتني فكرة لتوسيع تطبيق هذه القاعدة تحقيقا للمصلحة العامة , لمحاربة شبح الفقر , وهي أن نعطي رواتبنا للحكومة لتتولى المصروف علينا , فتلعب دور الزوجة الحنون بدلا من الذكر " المتوحش " وبذلك تريح نفسها من "التعويم والإغراق " لتسبح وحدها دون معارض أو مشتكي .
عموما علينا أن نكون رجال حقيقيون بالاعتراف أننا سلبنا المرآة دورها تاريخيا كمجتمع ذكوري "فحل " في المخيلة أنثوي في الأداء , وبمناسبة الانتخابات علينا أن نبرهن على صدق نوايانا وننتخب مجلسا نيابيا "جميلا " كله من النساء ولكي لا نكون "ظالمين "يمكن أن نعطي الرجال "كوتا " بستة مقاعد لا أكثر ولا أقل مراعاة لمبدأ العدالة عند انتقال خانة تطبيق القانون .
صدقوني تاريخيا المرأة أكثر قدرة على تحصيل الحقوق من الرجل , وبرهاني كبير , فلو ذهبت المرأة إلى أحد مراكز الشرطة واشتكت أنك روادتها عن نفسها بلا شك ستستنفر الأجهزة الأمنية كلها , وستنهال عليك الركلات منذ لحظة القبض عليك وحتى مثولك أمام القاضي , لكن لو ذهبت أنت لتشكو امرأة راودتك عن نفسك بلا شك ستتهم بالكذب وستضرب على "قفاك " مرة أخرى .
أنا شخصيا مع زمن الحريم ومع منحهن الولاية لتمثيل الشعب في المجلس النيابي , فهن على الأقل أكثر إخلاصا وإلحاحا في تحصيل الحاجة لصاحبها , وباختصار تجربتي الشخصية تفيد أن أمي كانت تعطيني ما أريد أما أبي فلم يكن "يمون " الأهم من ذلك أن أمي كانت مخلصة لأبي " والله أعلم ! " أما أبي فكان يغازل جاراتنا وكأنه الذكر الوحيد في الحي , جربوا النساء في البرلمان , واعتقد أن الحكومات سترضخ لمطالبهن بمعنى آخر لمطالبنا , ويا ويل الحكومة إللي ما بترضخ أكيد رح "تنفضح "بين الحكومات وستتدخل الأمم المتحدة لفض الاشتباك مع النواب "الحريم " . ...ولكم عبرة يا أولي الألباب أنا الآن في طريقي إلى ميسر لمنحها صوتي الانتخابي من غير "فلوس " أو " مال سياسي " أقصد مال أسود . ..فاتبعوني يرحمكم الله .