عمون - وجه عدد من الفنانين والمخرجين والمؤلفين انتقادا حاداً لنقابة الفنانين التي تنفذ إعتصام منذ أسابيع أعلنت عن تعليقه الاربعاء بسبب تعهدات رئيس مجلس النواب عبد الكريم الدغمي بتلبية مطالبهم.

وقال الفنانون الذي يندفعون إلى المشهد بعد صمت وينتقدون توجهات مجلس النقابة بالعلن " اذا تأملنا في مطالب الاعتصام (المطروح) علينا؛ نجد أن جُلها يُقبَلُ من حيث السياق أن يكون مطلبَ لأعضاء النقابة على مجلسها. وهذا بطبيعة الحال يشكل تشويشاً وضبابيةً تضع تلك المطالب في دائرة التشكيك وعدم الموضوعية والتنصل من المسؤولية الشجاعة في المطالبة، إذا ما قورنت بالسوية التي كان ينبغي أن تكون عليها مطالب الفنانين".

ووصفوا في بيان اصدروه مساء الاربعاء وصل "عمون" نسخة منه بان ما يجري من "فهم مُربك للمشهد العام للحراك الشعبي من قبل البعض في قيادة الاعتصام" زاد من تمزيق وحدة النسيج النقابي، واستنزاف طاقات النقابة.

ووجد الفنانون في "شعارات الاعتصام وآلياته " التي طرحت تنال من هيبة الفنان المُفترضة، مؤكدين ان الاعتصام قد أساء للفنان، وكان حرياً فيه أن يبلور خطاباً يليق بمستوى المشاركة الفاعلة بالحراك الإصلاحي العام وتبنيه على صعيد إبداعي، بوصف الفن مصدراً للجمال، ورافداً أساسياً من روافد المعرفة.

وكان لافتا ان ختم الفنانون بيانهم بالقول " ننتهي بالتأكيد أن مطالبنا على الحكومة الأردنية إنما تتجلى في (تنفيذها لقانون نقابة الفنانين الأردنيين حسب الأصول الدستورية)".

وتاليا نص البيان :

بسم الله الرحمن الرحيم
(بيان صادر عن مجموعة من الفنانين الأردنيين)

بدايةً، وبعيداً عن الأجندات على اختلاف أهدافها، وتبرأًً من الغايات الشخصية والتجمعية، وانطلاقا من حرصنا على واقعْ ( مطلقْ فنان)، نأمل أن يُؤخذ خطابُنا هذا بشفافيةٍ ترقى إلى مستوى الحيادية الموضوعية العلمية؛ لإعادة قراءة المشهد الماثل أمام نقابة الفنانين (الاعتصام) على مستوى المنطلقات والأهداف والتنظيم، بغرض الوصول إلى الحقيقة التي تقف خلف إعاقة تقدم الحركة الفنية على المستويين الإبداعي والمهني عبر تاريخها الطويل، وبسبب التداعيات الراهنة، والمستوى الذي بلغتهُ من الخطورة في التأثير بشكل سلبي على حال وحدة الحركة الفنية من حيث الغايات والأهداف والثوابت، في إطار ما تواجهه من تحدي ممنهج يتهدد وحدتها المهنية والوطنية.

واستناداً إلى ذلك، فإننا نود طرح تصورنا وتشخيصنا لواقع الحال، واحتمالاته المفترضة:

أولاً: من حيث المبدأ لسنا ضد أي شكل من أشكال الاحتجاج المدني المستند على موقف قانوني سليم، وفهم فكري واضح لدور الفنان ورسالة الفن، بل ونؤكد موقفنا الداعم لأية مطالب مسؤولة للفنانين منحازة بطبيعتها إلى احترام الرأي والرأي الآخر، وفق نهج ديمقراطي متقدم.

ثانياً: إذا ما تأملنا في مطالب الاعتصام (المطروح) علينا؛ نجد أن جُلها يُقبَلُ من حيث السياق أن يكون مطلبَ لأعضاء النقابة على مجلسها. وهذا بطبيعة الحال يشكل تشويشاً وضبابيةً تضع تلك المطالب في دائرة التشكيك وعدم الموضوعية والتنصل من المسؤولية الشجاعة في المطالبة، إذا ما قورنت بالسوية التي كان ينبغي أن تكون عليها مطالب الفنانين.

ثالثاً: إن الفهم المُربك للمشهد العام للحراك الشعبي من قبل البعض في قيادة الاعتصام، وفي محاولة مسطحة لمحاكاة هذا الحراك، وفي ظل غياب المنهجية وضبابية الهدف؛ ساهم إلى حد كبير في زيادة تمزيق وحدة النسيج النقابي، واستنزاف طاقات النقابة.

رابعاً: إننا كفنانين ندرك أن علاقتنا بجماهيرنا تتراوح ما بين الثقة، والسعي إلى تحقيقها، وعليه فإننا نرى أن شعارات الاعتصام وآلياته لم تكتفي بزعزعة الثقة وحسب، بل إنها تجاوزت ذلك إلى النيل من هيبة الفنان المُفترضة، لأن مطالبه في هذا السياق لم ترقى إلى الحد الأدنى مما يطالب به المواطن الأردني.

وبالمحصلة فإن الاعتصام قد أساء للفنان، وكان حرياً فيه أن يبلور خطاباً يليق بمستوى المشاركة الفاعلة بالحراك الإصلاحي العام وتبنيه على صعيد إبداعي، بوصف الفن مصدراً للجمال، ورافداً أساسياً من روافد المعرفة.

إلى ذلك؛ فإننا نأخذ على إدارة النقابة والاعتصام جملة من الملاحظات، أهمها:
1- النهج الاقصائي الذي عمدت إليه قيادة النقابة؛ لعدم شموليتها اللجنة الخاصة بالاعتصام لكافة القطاعات المهنية والتي يتضمنها تجمعنا النقابي، كذلك مما ترتب عليه من هجوم غير مبرر على الذين اختلفوا معهم على مستوى الرأي.
2- الالتباس فيما ورائية أسباب رفض قيادة النقابة لنظام التأمين الصحي المعروض من قبل الحكومة.
3- عدم اعتراض النقابة على قرار رئيس الوزراء رفع الأسعار، أسوة بباقي النقابات التي اعترضت عليه، وعبرت في غير مناسبة عن رفضها له، والذي بطبيعة الحال أثقل كاهل المواطن بأعباء إضافية، مما وسع الهوة بين الفنانين والمطالب الشعبية.
4- النهج الذي اختارته قيادة النقابة للإعلان عن مشروعها الاحتجاجي، ابتداءً من محاولتها التذمر من موظفي الديوان الملكي، وتحميلهم مسؤولية فشل تحقيق النقابة أية مطالب، وتهرباً من المسؤولية الأدبية التي عمد إليها النقيب بإيهام جمهور من أعضاء النقابة بوعود ملكية قال بشأنها وزير الثقافة أنه لم يسمع بها.
وانتهاءً بالهجمة غير المبررة التي تتعرض لها وزارة الثقافة، ممثلة بوزيرها الذي يسجل له إنجازه الإبداعي وبحثه العلمي المتضمنه كتاب (أردنيو ملقا)، وكذلك لم تراعي ذمة ولا ضمير في كادرها من الموظفين، الذين لم يسلموا بدورهم من الإساءة والذم، دون أن يؤخذ بعين الاعتبار أهمية وزارة الثقافة، وما تقوم به من دور كبير وهام في رعاية الثقافة على اختلاف صنوفها الإبداعية في الأردن. يجري ذلك كله في الوقت الذي لم نلاحظ به أية محاولة لمهاجمة إدارة مهرجان جرش على سبيل المثال، أو إدارة التلفزيون، في حين أن جميع هذه المؤسسات تتبع ذات الحكومة التي يزعم الاعتصام أنه يحتج عليها.
5- نذكر أن الهيئة العامة وفي مؤتمرها العادي الأخير قررت عدم إجراء أي شكل من أشكال التصعيد، فيما يتعلق بنفس المعلومات التي بنى عليها المجلس والنقيب قرارهم بالاعتصام، وذلك من خلال رفض الهيئة العامة الاقتراح بالتصعيد، والذي ورد على لسان أحد الزملاء حينها، وفي الوقت نفسه تجاهلت النقابة مطالب عدد من الزملاء، كانت تسعى للاحتجاج على الحكومة، ولأهداف ربما أكثر استحقاقاً.
ننتهي بالتأكيد أن مطالبنا على الحكومة الأردنية إنما تتجلى في (تنفيذها لقانون نقابة الفنانين الأردنيين حسب الأصول الدستورية).
حمى الله الأردن وشعبه العربي الكريم، وعاشت الأمة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقع عليه:

مخرج رشيد ملحس
مخرج خليل نصيرات
مخرج د.فراس الريموني
ممثل حسن الشاعر
مخرج د. مخلد الزيودي
ممثل أشرف طلفاح
ممثل شايش النعيمي
مخرج نعيم حدادين
مخرج مشهور الحديد
مؤلف وملحن موسيقي نصر الزعبي
مخرج عبد العزيز الجازي
تقني غسان فاخوري
مخرجة سوزان البنوي
مؤلف وملحن موسيقي سليم حداد
عازف ومطرب عبد الحافظ الخوالدة
تقني سمير الحديد
مخرج جلال طعمة