في العادات الشرقية وتحديداً عندنا, حين تُسلِّم على أحدهم , لا بد من بعض قُبلات .. وقد تكون ـ القبلات ـ بسيطة , ناعمة لا تسبب لك ألماً أوعُقدة الى نهاية العمر .. بمعنى أوضح غير " قاتلة " ... و" خيرُ البوس ... ما قلّ ودلّ " .
هناك أنواع من الأفواه : الفم اللطيف, والصغير, والكبير, والعادي .. وآخرها الفم " القاتل " .. الله ـ يبعدنا عنه ـ ويشبه فكيّ التمساح .. ما أن تقترب منه , فإذا به يبتسم لك, وتغرّك الابتسامة .. حتى يفترسك ويأكل وجهك .. وأنت " مسكين " لا تدري أن هكذا نهاية كُتبت عليك .
الغريب أن صاحب الفم " المطحنة .. بوّيس" أفندي .. يبتسم لك وأنت لا تعلم ما هو مخبىء لك .. فينقضّ عليكَ " إنقضاضُ الذئبِ على الشاةِ " .. فلا تقدر على الحراك, ولا الإفلات ... وليس من قوة على الأرض تبعده عنك .. حتى " يفرمك " !
هناك أفواه لا تحتمل المُزاح أبداً .. وكل ما يقترب منها " تأكله " على الفور .. وكأنه رُكِّب عليها " فراّمة " .. أو " مكبس " آليات ثقيلة .. وهناك أفواه " تشفط " الدم من وجنتيك, وتزيل النضارة من وجهك .. وهناك قُبُلات .. ما أن " يشمطك " أبو " ثِمْ " .. حتى تجد نفسك صريع " بوسة " مسمّمة .. فتقع على الفور !.
حينها؛ كل " الأمبولانسات " لن تستطيع ايصالك الى أي مشفى, ولا المشافي كلها تقدر على انقاذك .. لأن " جون ترافولتا " كسرَ لكَ صحون "خدودك " .. وتعود بك الذاكرة الى أغنية فريد الأطرش : " وجَعلتَ من جَفنيّ مُتكَئاً ومن عينيّ مهدك " .. حيث كانت حبيبة فريد " تتكىء " على خديه .. لكن من عذوبتها ورقتها .. لم تكسرها له .. أمّا " ابو شِفِّة " .. طحنها لك بمجرد أن لامس وجهك .
ليتهم يصدرون قانوناً .. يمنع " البوس " .. أو على أقل تقدير من له فم قاتل .. أن يضع " قارمة " على " صباحُه " .. تقول : " ممنوع التصوير أو الاقتراب " , أو.. أمامك منحدر خطر !
لماذا لا يحذّروننا من " الفك المفترس " , ويشيرون اليه بشاخصة كتلك التي على محولات الكهرباء : " إبتعد .. خطر الموت " .. وصورة " جُمجُمة " تنبِّه الى الخطر .. وربما تحذير يقول : " إنتبه ,, أنت أمام بوسة قاتلة " !!
Jamal-gammaz@hotmail.com