عزيزي القاريء .. أرجو المعذرة فقد قررت هذا الأسبوع ان أقدم لك ولنفسي خدمة من طراز خاص عبر وضع {وصفة} تتضمن مفردات ومصطلحات وكلمات ونصائح يمكن إستخدامها للتعبير عن أشياء محددة.
.. مثلا إذا قلت ان فلان من المسئولين او المستثمرين بطل قصة {فساد مالي} تكون مجرما بحث الوطن فالأصح إستخدام تعبير {سوء إدارة} عندما يتعلق الأمر بعشرة ملايين دينار فأكثر والأصح ان تلجأ لتحديد أكثر عندمايتعلق الأمر بمبلغ ما بين مليون وعشرة بحيث تقول{ سوء إدارة مالية او سوء تخطيط} أما إذا كان الفساد أقل عن مليون فينبغي ان لا تذكره أصلا فالميلغ {مش مستاهل}. بالقياس إذا إستخدمت تعبير {فساد إداري} يكون هدفك المساس بسمعة البلاد والعباد والأصح ان تقول {بيروقراطية} وينبغي ان لا تتجاوز الحقيقة وتقول بان الحكومة {رفعت الأسعار} بل {عدلتها}.
ويفضل ان تثبت انك أكثر صلاحا مما يعتقد الأخرون وأنت تسمي {التدخل الحكومي} في بقية السلطات {محاولات بريئة للمساعدة} أو تبرع من السلطة التنفيذية لتعبئة فراغ سلطة شقيقة .
والتصويت {الأمي} امام صناديق الإقتراع ينبغي ان تسميه {تقليدا تراثيا} يخدم الديمقراطية ويعتمد عند الكثير من الشعوب دون ان تنسى بان تكرار التصويت للمقترع الواحد لا يشكل أبدا {خرقا} لنزاهة الإنتخابات.
.. أخي القاريء .. إذا رغبت بالمقارنة لا تكفر وتذكر سويسرا ولا يوجد مبرر للحديث عن مصر أو لبنان ويكفي ان تشيد {بالنعمة} قياسا بما يحصل في موزامبيق او الصومال او حتى العراق أيام صدام حسين او حتى غزة أيام حماس.. وبطبيعة الحال يفضل ان لا تقارن أصلا إلا إذا كان هدف المقارنة التغزل بالحكومة وما تفعله حاليا.
إذا واجهت مسئولا كلف البلد مشروعا بعشرات الملايين يكفي ان تتحدث عن {سوء تصرف} وإذا رأيت وزيرا تشعر بانه في غير موقعه تذكر بأن الوزير الحالي قلبه {طيب} أكثر من السابق على الأقل وفي حالات أخرى تذكر بان فلان قد يكون عليه {شبهات} لكنه بكل تأكيد {لم يعتدي على المال العام} فقد إنخفض سقف التوقعات لدرجة ان الإعتداء على كل شيء ما عدا المال العام أصبح دليلا على النزاهة.
وعليك كمواطن ان تمتدح الحكومة دائما فبين ميزات وزير الصحة مثلا انه يتجول على المستشفيات {يخلف عليه} رغم ان عمله الحقيقي ان يفعل ذلك ووزير الأشغال لابد من إتقاط الصور له ولمرافقيه وهو يتفقد مشاريع الطرق رغم ان هذا التفقد قد يكون العمل الحقيقي الوحيد للوزير في وزارة مليئة بالكفاءات والشطار.
.. عزيزي القاريء عندما تحمل ورقة وتقرأ منها فأنت {مدعي تثاقف} اما إذا فعلها مسئول ما فهو {مفكر إستراتيجي}.. وتذكر دوما بان الهدف من رفع أسعار المحروقات هو {حماية} الطبقات المسحوقة لكن كيف؟.. لا أحد يعرف وغير ضروري أبدا وجود أي شخص يعرف.
.. لابد من تصديق الرواية الرسمية في كل ما تقوله وبدون طرح أسئلة او بحث عن {إقناع} وإذا لم تفعل فأنت مشروع {خائن ومتآمر} على الدولة والنظام وبالتاكيد لديك هدف باطني من طراز تمرير مشروع الديجتال في {بيع الأردن} والتمهيد للوطن البديل وإذا لم تعجبك هذه التهمة المعلبة فما رأيك بالتالية.. السعي لتفكيك مؤسسات الوطن والمساس برموزه و تبني طروحات {مدسوسة} ولاتسأل عن من يدس ماذا أين بالزبط؟ فهذا سؤال يكلفك أيها القاريء تهمة إضافية من طراز التحرك في فضاء المشروع الصهيوني.