عمون - كتب: النائب محمد البرايسه - إن الاصلاح بمفهومه الشامل هو هدف وغاية وهو في الوقت ذاته وسيلة للوصول إلى العدالة والحرية والأمن، وحل لمشاكل المواطنين.. ولكن هل نستطيع أن نصل الى تحقيق هذا الهدف في ظل وجود الكثير من العراقيل؟.. من هنا يحق لنا أن نقلق.

إن مدعاة القلق ليست خافية على أحد. وشعوري هذا هو شعور معظم الأردنيين المحبطون بسبب ترهل أداء الحكومات المتعاقبة –ومنها الحالية- التي مارست سلوكا ركيكا في جل المناسبات وكأنها تمارس عملاً تطوعياً لا عملاً سياسياً. حيث أنها لا تمتلك الرؤية الواضحة والبرنامج الصحيح للإصلاح الشامل.

لا بل أجزم أنها حكومات غير معنية بذلك أو أنها لا ترغب. وابتعدت جداً عن مضامين كُتب التكليف السامي التي تضمنت جميعها الأطر العريضة لإجراءات الإصلاح التي قدّمها جلالة الملك قبل كل المتغيرات الإقليمية. إلا أن مصيبتنا كانت وما زالت في الحكومات التي تُعطّل وتقتل كل المبادرات الملكية، وترددها في اتخاذ القرار.

وأصبحت حكومات تأزيم وتأجيج دون أن تدرك خطورة اللحظة التاريخية التي يمر بها الأردن بشكل خاص والمنطقة بشكل عام. مما جعلنا أن نصل الى عنق الزجاجة.

إن الواقع الذي نعيشه يحتم ضرورة أن يكون الحديث بكل وضوح وشفافية في مختلف القضايا الراهنة وتبني منهجية واضحة لمواجهة مختلف التحديات التي يمر بها الوطن، والسير قدما نحو اجراء اصلاح حقيقي بما يخدم القضايا الوطنية والمصالح العليا لترجمة توجيهات جلالة الملك، وجوهر النجاح في هذا الشان يعتمد على توفير الوسائل وتهيئة المناخ المناسب لإعادة ترتيب الأولويات وأن يقتنع المواطن بجدية إحداث اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية حقيقية، خاصة مع تنامي حجم الوعي العام بالحقوق. ويكون ذلك بالانتصار على الأنا عبر اجراء حوار وطني حول قضايا الاصلاح وفق قاعدة أن الجميع شركاء لأن الأمر يتعلق بالمصلحة الوطنية.

مع إدراكنا بأن الاختلاف في الافكار والرؤى حالة صحية وضمن الأطر الحوارية البناءة التي من شأنها اشراك الجميع برسم ملامح المستقبل. وأسشتهد هنا، بمقولة جلالة الملك "بأنه لا وقت نضيعه في عملية الاصلاح".

إننا حقاً قلقلون وهذا القلق يجعلنا نعترف وبكل صراحة بأننا نعاني من حكومات "خاوية المضمون" ومتخلية عن مسؤولياتها، وتعاني من "عقم شديد". مما يستدعي إنتاج حكومات قوية قادرة على النهوض بمسيرة البناء والنمو التي ينشدها الأردنيون ويطالب بها جلالة الملك.