إني لأستغرب أشد الاستغراب لم أشاهده وأسمعه كل يوم من مظاهرات وحركات تطالب بالإصلاح وما رافقه من تسكير شوارع وغلاء أسعار ورفع سعر البنزين و ... لماذا لم تدرك حكوماتنا القديمة والجديدة حتى الان أن حل هذه المشاكل سهلة وتقوم فقط على العودة للديمقراطية الفاعلة الحقيقية التي أرساها جلالة المغفور له الملك الحسين - طيب الله ثراه –ولو أننا بقينا نسير على هذا الدرب الحكيم بصدق لكان بلدنا عصيًا على الأزمات مهما علت واشتدت ولبقينا نراقب ثورات إخواننا العرب مراقبة الواثق من نفسه والواعي لنهج سيرة ولقدّمنا لهم الوصفات التي تساعدهم على تجاوز أزماتهم، ولكن وللأسف عندما أصبحت ديمقراطيتنا شكلية وزائفة وفقد المواطن ثقته بها عم الفساد وتفشى وتغلغل فظهرت حركات شعبية تطالب بمكافحته وهضمت حقوق المعلمين والأطباء فاضربوا عندما لم يجدوا مجلس نواب حقيقي وفاعل يحميهم ويجلب لهم حقهم واعتصم غيرهم وغيرهم ...وخلاصة الأمر إن كل مشاكل الوطن والمواطنين سببها نواب أضعف من أن يقدموا للوطن شيء؛ لأنهم إفرازات تناحر العشائر أو غياب الضمائر، فالأصل أننا نسير إلى الأمام وهذا الوضع الطبيعي في الحياة، ولكنني مثلي كمثل أي مواطن غيور على وطنه أتمنى وأدعو الله من قلبي أن نعود للوراء لديمقراطيتنا الأولى والتي كنا نعتز ونثق بها ونباهي بها الأمم عندما كان السيف على رقاب السارقين واللصوص وقتها سيهرب الفاسدين إلى الجحيم، وستغيب من قاموسنا كلمة اعتصام أو إصلاح وستضمحل الحيتان لتصبح أسماك صغيرة يسهل مراقبتها وحتى اصطيادها إن لزم الأمر.