«يا فرحة ما تمت» هي ملخص ما توصل اليه من شعر للحظات بسيطة ومعدودة ان الوقت حان لتغيير سيارته القديمة بسيارة جديدة وخاصة تلك المسماة «الهجينة او الهايبرد» فردد الجميع هايبرد على اعتبار ان كل واحد ستتاح له فرصة تملك سيارة حديثة ومحترمة ولكنها هي بعض لحظات ليبان الواقع المعيش ويعود الجميع الى الحقيقة وليصحوا من حلم ليلة صيف.
اذن فهو قرار لا قيمة له ولا انعكاس له على المواطن الذي توقع ان يغير سيارته باحسن منها فالقرار يتحدث عن خصومات كبيرة في الضريبة على السيارات التي سوف يشتريها المواطن ليكتشف الجميع ان الامر مجرد قرار ليس له ترجمة على ارض الواقع.
الدليل على ذلك كله انك عندما تذهب الى معارض السيارات يواجهونك بالحقيقة الناصعة المجردة من دون لف او دوران ولا حتى تجميل او دبلوماسية او احساس بانتقاء الالفاظ التي لا تقود الى ربحية فاصحاب المعارض تجار وهم يتعاملون بالفلوس اي بالارقام المجردة مع ان الواحد فيهم يسقيك القهوة السادة المعدة مسبقا ولكنهم لم يجدوا في القرار جديدا بل اقل مما هم عليه.
احد هؤلاء التجار قال «نحن نبيعك سيارة الهايبرد الان بضريبة تصل الى ثلاثة بالمئة وتستطيع ان تسحبها من المعرض الان وسعرها اقل بكثير من سعر سيارة يمكن ان تصل الى المملكة بعد ثلاثة شهور من مكان صنعها ويكون مجموع الضريبة المتحققة عليها خمسة عشر او عشرين او اكثر او اقل وسيكون سعر السيارة اعلى من سعر نظيرتها الموجودة الان في المعرض فالسيارة التي تشتريها «جاهزة مجهزة الان» هي اقل بحوالي الثلث من سعر السيارة التي سوف نستوردها لاحقا وحسب قرار الحكومة وسيكون سعرها اعلى مما تتوقع.
تجار المعارض ليسوا متفائلين بالقرار وتخرج من حراجات او كراجات سيارات في منتهى الجمال والروعة والحداثة وقلبك يتحسر انك لا تستطيع شراء اي منها وحتى بعد القرار الحكومي الجديد.
ما ينصح به اصحاب المعارض وما يرددونه تماما هو ان المستفيد الوحيد من قرار الحكومة من تصل قيمة سيارته فقط الفي دينار فاقل لانك عندها تستطيع ان تشطب سيارتك القديمة وقيمتها الفا دينار وتحصل على سيارة حديثة بضريبة اقل تساوي او تزيد قليلا عن سعر سيارتك الحالية القديمة جدا وعندها تكون الفائدة اما ان تكون سيارتك بعمر عشر سنوات فاكثر وهي من نوعية جيدة وتريد ان تستبدلها بسيارة هايبرد حديثة ظنا منك انك ستستفيد من انخفاض الضريبة وتركب سيارة جديدة فهذه لا تحصل حتى في الاحلام ولا حتى «نحلم فيها مجرد حلم» فالامور ليست كما يخيل اليك فاحتفظ بما تملك او لا تملك لان القرار ليس موجها لك انت كما تظن.
ثم لماذا الشطب؟ ولمصلحة من يكون الشطب؟ وكيف تتم عملية الشطب؟ ومن يملك قرار ان تشطب سيارة ثمنها عشرة الاف او اكثر او اقل مقابل ان تشتري سيارة بسعر تتوقع انه مغر فلا تجد ما تريد فتشطب سيارتك وتحصل على الريح من خفض الضريبة ولا شيء جديد.
وهناك تفاصيل لا يعرفها الجميع لدرجة انك تتعامل مع احجيات لا احد يستطيع او يملك الاجابة عنها فتبقى اسيرا للتوقعات والحسابات فالقرار ليس واضحا وليس له اب يتبناه وخاصة ان التفاصيل شحيحة مع ان الهدف منه وقف هدر مادة البنزين والاستعاضة بسيارات ذات قيمة وميزات الاستفادة من الكهرباء مع قليل من البنزين ولكن الفرحة لم تكتمل وهذا يذكرنا بقرارات حكومات سابقات لم تتوضح تفاصيلها الا بعد رحيل تلك الحكومة عندما تم الانقضاض على القرار السابق ليصار الى اتخاذ قرار معاكس جعل من الاردن ثاني اكبر مستورد للسيارات المستعملة في العالم.
الدستور