أداء سوق عمان المالي خلال النصف الأول يعكس عدة مؤشرات سلبية! ** زياد الدباس
09-07-2012 01:19 PM
عمون - أسواق الأسهم من أكثر وأسرع الأسواق تأثرا بأية أوضاع اقتصادية أو سياسية أو مالية أو استثمارية استثنائية سواء كانت ايجابية أو سلبية وبالتالي تعتبر هذه الأسواق باروميتر أداء الاقتصاد واستقرار الأوضاع السياسية والأمنية والاجتماعية والمالية.
وأداء مؤشرات سوق سوق عمان المالي خلال النصف الأول من هذاالعام تعكس العديد من المؤشرات السلبية في ظل استمرارية نزيف القيمة السوقية لاسهم الشركات المدرجة والذي بدأ خلال الربع الأخير من عام 2008 والانفتاح الكبير للسوق على الاستثمار غير الاردني ساهم بتأثر أداء السوق بأية تطورات اقليمية أو عالمية.
وحيث ما يزال هذا الاستثمار يمتلك أكثر من نصف رؤوس أموال الشركات المدرجة واستمرارية تراجع حجم التداولات في السوق وانخفاضها بنسبة 37% خلال النصف الأول من هذا العام مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي مؤشر على استمرارية تراجع الثقة في الاستثمار في السوق ومؤشر على ارتفاع المخاطر اضافة الى ضبابية القدرة على احتساب العائد المتوقع من الاستثمار في السوق و قيمة التداولات خلال النصف الأول بلغت مليار و أربعة و تسعون مليون دينار و اذا استمرت قيمة التداولات خلال النصف الثاني من هذا العام على نفس الوتيرة فان قيمة التداولات الاجمالية خلال هذا العام سوف تبلغ حوالي مليارين دينار بينما بلغت قيمة التداولات عام 2005 أثناء فترة بداية طفرة السوق (16,8) مليار دينار وانخفاض نسبة التداولات خلال هذا العام الى اجمالي القيمة السوقية لأسهم الشركات المدرجة والتي بلغت في نهاية النصف الأول من هذا العام 18,35 مليار دينار مؤشر على انخفاض سيولة السوق اضافة الى انخفاض نسبة القيمة السوقية الى الناتج المحلي الاجمالي وهو مؤشر على تراجع الدور الذي يلعبه السوق في الاقتصاد كما أن تراجع السوق بنسبة 5,7% خلال النصف الأول ساهم بارتفاع قيمة خسائر نسبة هامة من المستثمرين في السوق وانخفاض قيمة ثرواتهم و الذي له انعكاسات سلبية مختلفة ولا شك أن استمرارية استحواذ سيولة المضاربين على نسبة هامة من قيمة التداولات اليومية لا تساهم في استقرار السوق وارتفاع مستوى نضجه نتيجة الاعتماد على العواطف والاشاعات في اتخاذ معظم القرارات الاستثمارية سواء بالبيع أو الشراء وبالتالي نلاحظ تفاعل السوق بشكل مفرط مع تحركات مؤشرات أسواق الأسهم العالمية والاقليمية وحيث لاحظنا أن شركة التجمعات لخدمات التغذية احتلت المرتبة الأولى في قيم التداولات في السوق خلال شهر حزيران الماضي بحيث استحوذت قيمة تداولاتها على ما نسبته 14,6% من اجمالي قيمة تداولات السوق خلال الشهر بالرغم من أن القيمة السوقية لاسهم هذه الشركة لا تشكل نسبة تذكر من قيمة السوق بينما لاحظنا في المقابل استحواذ قيمة تداولات أسهم البنك العربي على ما نسبته 5,3% من تداولات السوق بينما تستحوذ القيمة السوقية لاسهم البنك على ما نسبته 20,8% من القيمة السوقية الاجمالية للسوق والاستثمار المؤسسي ما زالت سيولته اليومية محدودة مما لا يساهم في رفع مستوى كفاءة السوق اضافة الى تراجع تدفقات الاستثمار الاجنبي (غير الأردني) وحيث بلغ الفرق بين قيمة مشترياته ومبيعاته خلال النصف الأول من هذا العام (17) مليون دينار فقط وأن انحسار تداولات الأردنيين لا تشجع هذا الاستثمار على الدخول بالرغم من توفر فرص استثمارية هامة كذلك تلعب الأوضاع السياسية و الاقتصادية و المالية الاستثنائية في الأردن دور واضح في تراجع تدفقات هذا الاستثمار وسيطرة حالة من الحذر والترقب على قراراته في الوقت الذي تلعب فيه هذه الأوضاع دور سلبي أيضا على تدفقات الاستثمار المحلي على السوق اضافة الى تأثره سلبا بالأوضاع السياسية و الأمنية الاقليمية غير المستقرة وافصاح الشركات المساهمة العامة عن نتائج أعمالها عن فترة الربع الثاني و النصف الاول من هذا العام خلال الأيام القادمة قد تلعب دور ايجابي في تعزيز حجم الطلب على أسهم الشركات التي حققت أداء متميز خلال هذه الفترة و حيث لاحظنا تفاعل السوق مع نتائج الشركات ذات الأداء المتميز عن فترة العام الماضي و التي تم الافصاح عنها في بداية هذا العام اضافة الى تفاعلها الايجابي مع أسهم الشركات التي قامت بتوزيع أرباح مجزية على مساهميها والتي كانت لها دورهام في موجة الصعود المؤقته التي مر بها السوق خلال شهري أذار و نيسان من هذا العام و استمرارية تشدد البنوك الأردنية في منح القروض والتسهيلات للمستثمرين والمضاربين في السوق تلعب دور سلبي أيضا في انخفاض سيولة السوق. الرأي
** مستشار في بنك أبو ظبي الوطني