facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




شمعة اخرى ..


هديل الحليسي
09-07-2012 07:49 AM

وانا هنا على السرير الابيض، في انتظار الشفاء، الذي لم يكتمل بعد، وصل يوم ميلادي، مختلفا هذه المرة، ممزوجا بنكهة الدواء ولون دماء اطفال سوريا وذكريات ملؤها حياة. لأول مرة اشعر ان هذا اليوم لا يحمل بالونات والوان زاهية. للمرة الاولى اشعر انني كبرت جدا...كبرت وقرأت وكتبت واكتشفت ان الجهل بالاشياء نعمة حين تصطبغ باللون الاسود. كبرت وعرفت ان غسان كنفاني استشهد بعد ميلادي بيوم، ليس لان الارض لا تحتمل عظيمين اثنين من الكتاب على ظهرها، بل لأن دمنا العربي والخيانة على علاقة مضطردة وبان من نسجوا قصصا عن الحرية والبطولة رحلوا وتركوا القصص يأكلها تراب الواقع. كبرت وعرفت ان قومي ليسوا ملائكة كما ادعت طفولتي البريئة يوما، وبان الظلم يسود وان العدل "احرف ثلاث" ذكرتها الكتب السماوية ونسخناها على جدران المحاكم في بلادنا.



كبرت وعرفت ان الصمت جبن اذا كان ملء افواه الشياطين، كبرت وعرفت ان القمر ليس لؤلؤة في السماء وان احجاره صماء، كبرت وادركت ان دميتي الشقراء الجميلة راحت الى غير رجعة وان ملابسي قد صغرت لانني انا كبرت لا العكس. كبرت وعرفت ان اللصوص لا يودعون السجن وان "الشريف" لا يحظى برغد العيش الا اذا كان من "شرفاء" بلاط السلطان. كبرت وعرفت ان فلسطين ليست وطنا يسكن قلوب اثرياء العرب وبانهم لا يكرهون "الصهاينة" وبان "اسرائيل الكبرى" باتت واقعا ولم تعد حلم بني صهيون.



كبرت و...جدا بفضل مغامرات التقهقر العربية والاحتلال وسيادة "امريكا والصهاينة" واكتشفت بانني لطالما عشت في قمقم وعالم افتراضي كانت دائما نهايات احداثه سعيدة.



كبرت انا الطفلة حتى اني لم اعد اقو على عد حبات السكاكر في يدي وعرفت ان "عمو حمزة"، سائق باص المدرسة لم يملك يوما عينين في رأسه من الخلف كما كان يقول وانه كان يرانا في مرآة السيارة لينهر شقاوتنا في الطريق من المدرسة واليها. كبرت وعرفت ان امي وابي ملائكة وان" الامومة والابوة وطن...وكل ما عداه منفى". كبرت وصدمني الكبر بحقيقة ان احباب الله من براعم سورية وغزة وافغانستان والعراق....الخ ليسوا احباب البشروبان الدم ليس غاليا كما اعتقدت يوما. كبرت اعواما وادركت الآن ان سوريا التي لم ازر يوما رغم قربها الجغرافي تغيرت الى الابد وبان جدار العزل العنصري توالد من فلسطين الى العراق وبان اقبية سجون الانظمة العربية اكثر ظلما وظلمة من القبور.



كبرت وصغرت اشياء كثيرة على طريق عمري،،،لكن لم يصغر امل هو اكبر مني بان مارد المدينة الفاضلة موجود وبان احدهم سوف يفرك المصباح فيوقظه ،،كبرت وكلي امل ان يكبر حلمي بالوطن الكريم...حلمي الذي، هو وحده، ما زال صغيرا.





  • 1 زكريا النوايسة 09-07-2012 | 11:23 AM

    في كل مرة تستفزني هديل ببحثها المضني والدائم عن صبية جميلة رائعة اسمها ( الحرية )



    (أيتها المرأة المتزملة بدثار الحرية تحملين في قلمك بعض وجعي وتنزفين من مداده دمي فأنا المسكون بالسمع والطاعة ، أنقب في سِفر الرافضين عنّي ولا أجدني ، أأنا أنا أم هو ذاك الذي استولده القهر منّي فشق عنّي جلدي وأهداني قلما ودواة وقال : إن كنت تريد الحياة فانزع من حنجرتك كاتم الصوت وغنّي ، وارتحل مع السيّارة واسلك دربا من دربي والتقط اسمي واكتب ما كانت يوما بلاد القيد أوطاني ولكنها الحرية وطني.

    هديل نحن جميعا متورطون بذنبنا الجميل في البحث عن عروس بيضاء كجناح نورس ، لنهدي لها لوعة القلب وشوق السنيين الظامئة ،ونطلب منها أن ترخي لنا جناحها لتحملنا إلى حيث الغيمة البيضاء أطيافا انفك قيدها ، فتاقت روحها لجبل الثلج هناك لتحتويها السماء وترشف رحيقا ممزوجا بنبتة عطرية هي الحرية ، فينداح الظلام ويهدل الحمام وتطلع شمس غير شمس الأمس لترسل جدائلها تمسح عن وجه السلام آثام خطيئتنا حين استبدت بنا فحولتنا فاغتصبنا وجه الأرض ولوناها بعبثنا وزرعنا فيها شجر الانتقام.

    هديل لا تصدقي ما أقول ، فأنا مجرد عربي نام منذ ألف عام وهو الآن يحلم أنّ في بلاده كانت تعيش صبية رائعة القوام تدعى (حرية ) ،وحين فاق من سباته ولم يجدها أخذ يهذي في الأنام أن طيفها يراوده كل ليلة في المنام .)

    هديل... جنبك الله كل شر ومنّ عليك بثوب العافية

  • 2 د.المراشدة 09-07-2012 | 11:38 AM

    الف الف سلامة هديل ،
    وياريت فعلا ما كبرنا لحتى ما نكتشف الكذبة اللي عشناها وعايشينها

  • 3 د.ايهاب 09-07-2012 | 12:35 PM

    سلامات للكاتبة..........مقال أخجلني.

  • 4 د.ايهاب 09-07-2012 | 12:41 PM

    سلامات للكاتبة..........مقال أخجلني.

  • 5 محمد خصاونة 09-07-2012 | 02:07 PM

    الف سلامة للكاتبة وانت تستحقين كل الاحترام والتقدير وهاي حال الدنيا نسال الله جل في علاه ان يرفع عنا وعن الامة الاسلامية كل الهم والظلم

  • 6 المحامي محمد الربابعة 09-07-2012 | 04:37 PM

    على العموم كل عام وانتي بالف خير

  • 7 لانا القواسمه 09-07-2012 | 10:26 PM

    سلامتك هدووووووووووول وعنجد مفال مؤثر جدا وادمعني وكلام رائع الله يفرج الكرب على امة محمد صلى الله عليه وسلم

  • 8 أمينة جليسي 10-07-2012 | 02:40 AM

    كل ما اقرأ لك مقال بأعراف اكتر قديه أنا عندي أخت عظيمة وبتجنن بس بقول الله كريم وكبير وقادر انه يفرج هم المسلمين بس....................... الف مليون سلامة عليمي حبيبتي كتيب اشتقتلك

  • 9 أحمد الحليسي /الطفيلة 10-07-2012 | 10:14 AM

    لاباس عليك أخت هديل ،مقال مؤثر ورائع .

  • 10 سناء مراشدة 10-07-2012 | 11:59 AM

    سلامتك اولا .......ومقال جد رائع وياريت فعلا لو ما كبرنا .........

  • 11 خالد المرافي 10-07-2012 | 01:41 PM

    سلامات أم أسامه. مقال رائع..

  • 12 marafe 10-07-2012 | 05:25 PM

    الف الف سلامة الى الاخت الفاضلة مقال رائع ومؤثر وادعو الله عز وجل ان يعيد هذه الامة الى صواب السبيل لك تحياتي واحترامي اوجه لك الدعوه للكتابة الى بوابة الكرامة الالكترونية لأن مقالاتك تستحق النشر والقراءة شكرا لك اختي الفاضلة .

  • 13 عربيات - السلط 11-07-2012 | 12:08 PM

    نسال الله الشافي المعافى ان يصبغ عليكي ثوب الصحة والعافية

  • 14 محمد فال 13-07-2012 | 05:24 PM

    سلامتك يا ابنة العروبة ... وتكوني شفيت بإذن الله وكما تشفين تشفى جراحنا الغائرة... لقد قرأت مقالك الجميل بتمعن وذكرني بقرءات عديدة لي مؤخرا في كتب التاريخ العربي ... استخلصت من خلالها أننا أمة لم تستطع منذ سقوط الدولة الإسلامية العربية , مع استثناءات محدودة ومبتورة, أن تنجب رجالا ونساء يفكرون خارج دائرة اللحظة الضيقة والذات الضيقة. كم مرة مثلا تخيلت أن قادة الدول العربية الذين قتلوا أو شنقوا أو هربوا أو أطيح بهم فآلوا جميعا إلى مزبلة التاريخ كان بإمكانهم أن يجتمعوا يوما ليكتبوا أسماءهم بالذهب في أنصع صفحات التاريخ بخطوات تحفظ لهم شرفهم وللأمة مجدها, لا بخوض حروب خاسرة بل بتوحيد العرب في دولة واحدة ضاربة تخيف العدو وتسر الصديق وتستطيع بمجرد ثقلها البشري والمادي تحقيق كل أهدافها حتى دون خوض حروب. وكان بإمكان هؤلاء الزعماء الذين هم الآن غير زعماء طبعا أن يخلدوا أنفسهم وأن يتفادوا النهاية السخيفة التي آلوا إليها اليوم. كانت الشعوب ستجازيهم بما يشاءون من مجد ومن مال حتى وهم خارج السلطة. لكنهم فضلوا التناحر والتنابز والتقوقع والعمالة لمصالح شخصية وأسرية وطائفية فدارت عليهم الدوائر مثل أسلافهم في الأندلس. لم يقرأوا التاريخ فافترسهم التاريخ ... فهل من بين من خلفهم اليوم من سينتبه لهذه الحقائق والدروس؟؟؟؟؟

  • 15 شاكر الطهراوي 26-08-2012 | 03:50 PM

    الف سلامات يا أخت هديل ((بس شو مرضك لو سمحتي ممكن أساعدك))
    وبحكي للأخت أمينه أنو في الحكي وامر الله بتقرطي وكمان في الطباعة....
    مش هيك


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :