شعارات تقول القليلجهاد المومني
04-11-2007 02:00 AM
ما من دليل واحد على ان جهة رسمية استطاعت التأثير في الشعار الانتخابي لتطويره وجعله اقرب إلى واقع البلد وتطلعاته، تكررت المفردات وإن اختلفت مواقعها في الجملة الدعائية التي لا يبدو انها تعني شيئا لا للمرشح الذي اختارها دون اي رصيد معرفي أو استعان بمن يصيغ شعارته، ولا للناخب الذي يقرأها فلا تترك لديه اي انطباع، انها الديماغوغيا الديمقراطية على اصولها تتجلى في رحى معركة لا تعدو كونها استغلالا متبادلا بين المرشح والناخب فيما الدولة تكتفي بالحياد ولا تحرك ساكنا لجعل الانتخابات بتفاصيلها المختلفة تظاهرة ثقافية تصب في صميم التربية السياسية ما دمنا نخطط لبسط النموذج الديمقراطي الاردني في غضون السنوات الخمس القادمة، تغيب المبادرة وليس لدينا فكرة عن النموذج الديمقراطي الذي نريد، ومن الواضح ان الجهات المعنية بالتربية السياسية هي آخر من يملك القدرة على التغيير ربما لأن تغليب الطابع الامني على السياسي في أي شأن محلي سيظل يحكم المعادلة الوطنية الداخلية لاكثر من خمس سنوات قادمة وليس بيدنا حيلة للقفز فوق هذا الحاجز لاعتبارات وطنية واخرى قومية وثالثة دولية ..شعارات نواب المستقبل لا تعبر عن وعي بجوهر القضايا المصيرية بالنسبة لبلد يطمح بتجاوز عقبات حقيقية لكي يصل إلى نموذجه الديمقراطي بأسرع وقت واقل كلفة سياسية، وتفسير هذا الجهل يرجع إلى سوء تقدير المرشحين لما يعنيه النائب في الأردن وقلة معرفة بحقيقة أن مجلس الامة هو المؤسسة المرجعية التشريعية والرقابية الوحيدة المنتخبة الامر الذي يضاعف من شأن النائب ويلقي على كاهله مسؤوليات كبيرة ليست الخدمات اهمها ولا هي حتى جزء رئيسي منها، قليلون فقط يعون اولويات النيابة كوظيفة عامة في الاردن وكثيرون يتعاملون مع التشريع على أنه درس لهم وليس مهمة عليهم هم انفسهم تنفيذها، وثمة شعور لدى عشرات النواب ممن تخرجوا من المجالس السابقة أن الحكومات كانت دائما مسؤولة عنهم وتملك حق الإملاء عليهم وصياغة مواقفهم وعشرات غيرهم لم يعرفوا حقوقهم الدستورية وصلاحياتهم وتخرجوا ولم يمارسوا الدور الحقيقي لنائب الامة، ولو ان كل مرشح للدورة القادمة أطلع على الدستور الأردني وقرأه في ساعات تفكيره بالمقعد النيابي لاختلفت الشعارات التي تغص بها الشوارع هذه الايام كليا ولتغيرت صيغ البيانات الانتخابية وربما لتغيرت الاسماء أيضا وشهدنا ( غربلة ) لهذا الكم الهائل من الشجاعة لخوض معركة ما بعد النجاح، فهل يدرك المرشحون الطموحون أن المعركة الحقيقية ليست في الفوز بالمقعد وإنما في القدرة على القيام بالمهمة البرلمانية ونيل الشرف النيابي الذي يعني تمثيل الناس ليس بأشخاصهم فقط وإنما بوطنهم ومستقبله وبرامجه الكبيره، وهل يدرك الشغوفون بالوصول إلى امتيازات النيابة ان هناك ممن دخلوا ثم خرجوا من المجالس النيابية ولم يتركوا بصمة لتشهد لهم او عملا ماثلا يذكر الناس بهم.!؟
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة