أين حكوماتنا من الفقراء؟!
نايف المحيسن
09-07-2012 03:38 AM
يبدو انه مع زيادة اعداد الفقراء هذا العام قليلون هم من يقفون معهم فالحملات لمساعدتهم التي كنا نسمع عنها في كل عام يبدو انها توقفت او تقلصت خاصة وانهم في ازدياد مع زيادة ضنك العيش.
فالجهات الوحيدة التي ترعى الفقراء حاليا هي صندوق المعونة الاجتماعية وصندوق الزكاة وبعض الجمعيات الاهلية وهذه الجمعيات غالبيتها تتبع جهات اسلامية ونعتقد انها اي الجمعيات تعاني من قلة المتبرعين لها.
لا ندري كيف ستكون حال الفقراء في شهر الخيرات وهل سيجدون ايادي تمتد اليهم وهل سيجدون طعاما في رمضان وهل هناك من مغيث لهم في هذا الزمن وهل للحكومة خطط معينة لهم وهل رصدت لهم في ميزانيتها اية مخصصات مما تجنيه من ضرائب.
الجهات التي كانت تتبرع للفقراء في كل عام نعتقد نها احجمت او ستحجم عن ذلك وهي بعض الشركات والجهات الرسمية بسبب ما تعانيه هذه الجهات من عدم القدرة على وضع مخصصات لهم كما كان في الاعوام السابقة.
صندوق الزكاة من المؤكد ان ايراداته قلت لان من يزكي يعتمد على نسبة معينة مما لديه من اموال ولن تكون كما لديه في السابق وصندوق المعونة لن يكون بمقدوره التوسع في تقديم المساعدات؛ لان ميزانية الصندوق لن تلبي الزيادة المستمرة في اعداد من يحتاجون المساعدة منه.
الجوع كافر وهل بعد الكفر ذنْب، وعندما تتوسع رقعة الفقر فانها تنعكس على الجوع فالفقر جوع وكما قال الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه «لو كان الفقر رجلا لقتلته».
هناك مناطق واحياء كثيرة ستئن تحت وطأة الفقر واعتقد ان اكثر من 80 بالمئة من الشعب هم دون خط الفقر ومنهم ما لا تقل عن 60 بالمئة يعانون الفقر الشديد ومنهم اكثر من 30 بالمئة تنطبق عليهم مقولة الفقر المدقع وامام هذه الحالة فان من يملكون الثروة الطائلة في الاردن لا تتعدى نسبتهم خمسة بالمئة وهذه الفئة تستحوذ على غالبية الثروة وقد يكون بعضهم استولى على اموال الدولة ليزيد من ثروته.
اموال الدولة هي ملك للشعب وليست ملكا لمن سطا عليها وما تجنيه الدولة من ضرائب يجب ان يعود للشعب ويوزع على الفقراء منه لا ان تكون رواتب وامتيازات للقائمين على الشعب؛ فمن يرعى الشعب عليه ان لا يلتفت الى نفسه وهو يرى اناسًا قد يقتلهم الجوع وضنك العيش.
ها نحن على ابواب رمضان ونسأل ماذا اعدت الحكومة راعية الشعب للفقراء وماذا خصصت لهم خاصة وان المشاريع الحكومية الان ليست كما هي في السابق فماذا يضير الحكومة ان خصصت من ميزانية الدولة على الاقل مئة مليون دينار لتكون سترا لها من جوع الشعب؟؟.
لماذا لا تبادر الحكومة بانشاء صندوق اجتماعي لرعاية الفقراء فالحراكات الموجودة في الشارع غالبية المشاركين فيها يعانون من سوء الاوضاع الاقتصادية وما من اجراءات حكومية تجاههم وكان الاجدى بالحكومة عندما اعلنت عن رفع الاسعار وضع خطة موازية لان تكون نسبة من هذه الزيادة للفقراء، واعتقد ان أمام الحكومة متسعا من الوقت لتقوم بذلك خاصة وانها الان تجني من الاسعار ما هو زيادة عن توقعاتها بعد انخفاض اسعار النفط عالميا.
الدستور