احتجاج الفنانين الأردنيين قد يكون جديداً في أشكاله، ولكنه ليس جديداً في أهدافه.
وعلينا أن نفهمه في حدود تكوينه الحضاري، وليس بحثاً عن الدعم الحكومي أو غير الحكومي!.
خلال وزارتنا الاشبه بخلافة ابن المعتز.. يوم وليلة، حاولنا حل الجزء الأكبر من المشكل بإعادة إحياء ATV، فالدراما والوثائقية الأردنية بحاجة إلى حاضنة حقيقية وليس إلى دائرة حكومية. وكانت لنا في منتصف الثمانينات تجربة عملية لدى إدارتنا لشركة الإنتاج التلفزيوني، فقد تمت أردنة الشركة التي أنتجت خلال فترة التأسيس ثمانية مسلسلات مصرية القصة والتمثيل والإخراج، ومسلسلا واحدا أردنيا أخرجه الصديق صلاح أبو هنود اسمه طرفه بن العبد... وقتها أتخذنا قراراً : المصريون ينتجون مسلسلات مصرية، والأردنيون مسلسلات أردنية.
ورغم الشح المالي فقد أنتجنا مسلسلات عظيمة ومربحة كالطواحين والمصير.. وثقافية ووثائقية أبرزها «دفاتر الأيام» الذي رسمنا فيه «بورتريه» لميخائيل نعيمه، وكان عمره 99 عاماً وعمر أبو ريشة، ونجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم والجواهري وغيرهم من الشوامخ، وبدأنا بجهد المخرج المميز عدنان الرمحي بإنتاج سلسلة التراث الإسلامي.
لسنا هنا لاستعراض الماضي، لكننا كنا ثمانية عاملين في الشركة، وكان عندنا دائماً أكثر من مئتي فني وممثل ومخرج وكاتب يعملون بمكافأة الإنتاج والعقود.
وقد أقدمنا على مغامرة محسوبة حين تصدينا للشراكة مع أكبر مؤسسة للإنتاج التلفزيوني التعليمي وهي شركة C.T.W التي أنتجت «سيسامي ستريت» وكتبنا ومثلّنا وحورنا 63 حلقة تلفزيونية بقيادة الزميل المميز زيد فريز تحت إسم «المناهل» وربحت الشركة مليون دولار.. راحت في الرمال!!.
.. المخرج لبطالة جزء كبير من الفنانين الأردنيين هو حاضنة متوفرة هي A.T.V .. المشلولة الآن، وإطلاق المركز العربي وعدنان وطلال العواملة..
فهناك فرص عظيمة ولا نظن أن التلفزيون الأردني مطلوب منه أي شيء في هذا المضمار لإن التلفزيون بحاجة إلى عشرات الملايين من الدنانير لإنفاقها سنوياً، في حين أن شركة برأسمال عشرة ملايين قادرة على توليد عشرات الملايين من الإنتاج الذكي المدروس!!.
أشاهد عمالقة التمثيل والدراما الأردنية تطالب، وأشعر بغصة فهؤلاء يليق بهم الإبداع فقط!.
الراي