مسؤول اخواني ينفي دعم أمريكا مقابل ترحيل أهل غزة لـ"سيناء"
07-07-2012 02:26 PM
عمون - نفي مسؤول التنظيم العالمي للإخوان المسلمين فى الغرب الشيخ إبراهيم منير وجود دعم امريكي لجماعة الاخوان المسلمين نظير ضم قطاع غزة لمصر او ترحيل اهله لسيناء.
وقال منير المقيم في بريطانيا في مقابلة لصحيفة "الشرق الاوسط " اللندنية الصادرة اليوم السبت " هذا الكلام عار عن الصحة تماما وان جماعة الإخوان المسلمين بوصفها فصيلا من فصائل الوطن المصري لا تملك ولم يسبق لها ممارسة حق التفاوض مع أحد على أمر يخص شأن الوطن".
واضاف "لا أحد على أرض مصر ولا فرد من شعبها يقبل ان يفرط في حبة رمل واحدة من أرض سيناء، أو يقبل أن يتم انتزاع قطاع غزة من الجسد الفلسطيني ليساعد المحتل الصهيوني على حل مشكلته أو أزماته ويمزق بيديه فلسطين التاريخية بمثل هذه الأفكار ولو بمال الدنيا وكنوزها كلها".
وتابع منير إن الرئيس المصري محمد مرسي في مهمة استشهادية خلال الـ100 يوم الأولى من حكمه بالنظر الى حجم توقعات المصريين.
وقال " بالتأكيد أن مهمة الرئيس محمد مرسي في الحكم على قمة السلطة التنفيذية هي أقرب إلى ما يمكن وصفه بالمهمة الاستشهادية، فالرجل أصبح مسؤولا عن بناء مصر الجديدة كأول رئيس منتخب شعبيا طوال تاريخها، وعليه تجاوز عقبات وعوائق ومفاهيم فاسدة تراكمت خلال عقود من حكم الفرد الفرعون،".
وحول معايير تشكيل الحكومة المصرية الجديدة ، قال " الذي أجزم به يقينا أن معيار الكفاءة والنزاهة مع مشاركة القوى الوطنية والثورية في تشكيل الحكومة المصرية الجديدة للرئيس محمد مرسي أو أي حكومة أخرى طوال وجوده على رأس المسؤولية إذا أعطاه الدستور الجديد هذا الحق هو الذي سيحكم اختياراته .. أما نسبة منتسبي حزب الحرية والعدالة أو إخوان الداخل أو الخارج فلا أدري عنها ولا غيري من خارج مؤسسة الرئاسة الآن شيئا".
وتالياً نص مقابلة الشيخ إبراهيم منير للشرق الأوسط:
* من وجهة نظركم الـ«100» يوم الأولى من حكم الرئيس مرسي هل ستكون مفروشة بالصعاب.. وما التحديات أمامه خلال تلك الفترة من فترة رئاسته؟
- بالتأكيد فإن مهمة الرئيس محمد مرسي في الحكم على قمة السلطة التنفيذية هي أقرب إلى ما يمكن وصفه بالمهمة الاستشهادية، فالرجل أصبح مسؤولا عن بناء مصر الجديدة كأول رئيس منتخب شعبيا طوال تاريخها، وعليه تجاوز عقبات وعوائق ومفاهيم فاسدة تراكمت خلال عقود من حكم الفرد الفرعون، والتي كان فيها الولاء لشخص الحاكم مقدما على الولاء للوطن وللشعب فترسخت ما يطلق عليه الآن «الدولة العميقة» من ممارسات لا تعرف الفارق بين الحلال والحرام لا في المال ولا في أعراض المحكومين أو دمائهم مع بيروقراطية متخلفة رهيبة تقضي على أي تقدم وكفاءة لا تعرف معنى الشفافية، وتراجع في كل مؤسسات الدولة وعملها الثقافي والمالي والطبي والتعليمي والخدمي والسياسات الخارجية المتعلقة باستقلالها ومصالحها.. وبالتالي فما أتصوره أن أمامه تحديات ثلاثة بعد إحسان التوكل على الله سبحانه وهي اتخاذ البطانة الصالحة ثم تجاوز بيروقراطية العمل في الأجهزة والوزارات بما لا يهدم اللوائح المنظمة للعمل وبما يصحح ثقافة العاملين فيها ثم إخضاع الجميع بدءا من رأس الدولة إلى أدنى درجة في النظام الإداري إلى القانون والدستور ووقوف الجميع أمامهما متساوين، بعد أن انتهى عهد الرئيس المخلوع وما كان يتمتع به هو وأسرته وبطانته بالحصانة المؤبدة.
* ما معايير تشكيل الحكومة المصرية الجديدة من وجهة نظركم.. وكم ستكون نسبة الإخوان فيها، وهل سيكون فيها أحد من إخوان الخارج؟
- الذي أجزم به يقينا أن معيار الكفاءة والنزاهة مع مشاركة القوى الوطنية والثورية في تشكيل الحكومة المصرية الجديدة للرئيس محمد مرسي أو أي حكومة أخرى طوال وجوده على رأس المسؤولية إذا أعطاه الدستور الجديد هذا الحق هو الذي سيحكم اختياراته.
أما نسبة منتسبي حزب الحرية والعدالة أو إخوان الداخل أو الخارج فلا أدري عنها ولا غيري من خارج مؤسسة الرئاسة الآن شيئا، وكل ما أنا على يقين منه أننا سنلتزم بمعيار الكفاءة دون إخلال بمبدأ مشاركة باقي القوى ولن يكون لمنتسبي حزب الحرية والعدالة، وهو الحزب الذي كان على رأسه الرئيس أو أي من أعضاء الجماعة - إذا حدث مجتمعين - أغلبية.
* هل عرفتم الرئيس المصري الجديد عن قرب من خلال ترؤسكم للتنظيم العالمي في الغرب أو من خلال احتكاككم بإخوان الداخل؟
- أعرف الرئيس منذ سنوات طويلة وصاحبته في السفر وتعاملت معه مباشرة وشاركته في ندوات ونقاشات ووجدت في الرجل صفات كثيرة - ولا أزكيه على الله سبحانه - فهو ليس ملتزما بدينه فقط بل هو محب له مقبل على الله بروحانية طيبة لا مغالاة فيها ولا تفريط، متواضع منكر لذاته، ومن يتعامل معه يشعر أنه إنسان بسيط أقرب إلى عامة الناس منه إلى النخبة، التي هو منها فعلا باعتباره عالما كبيرا في تخصصه العلمي الذي أكسبه مهارات لا تتاح للكثيرين من الناس، منها الدقة في تناول الأمور في الوقت الذي لا تشغله فيه الدقائق عن الكليات، ولا يغفل في تناوله للكليات عن الدقائق التي تشكلها، وفي سلاسة الأستاذ الجامعي الذي ينقل علمه إلى تلاميذه، ولست مبالغا إذا قلت إن الرئيس الدكتور محمد مرسي كعالم في تخصصه قد كانت أمامه فرص كثيرة في أن يقتطف ثمار جهده في دراسته بالعمل كغيره من العلماء المتخصصين في مؤسسات عالمية كبرى فيثري من خلالها، ولكن ارتباطه ببلده (مصر) أظهر عنده خلق ابن البلد الأصيل الوفي الذي لا تغريه المادة لتفك ارتباطه بأرضه وأهله وناسه، وهو ما عبر عنه بعفوية في كلمات ألقاها أثناء جولاته الانتخابية، فلم تكن مقولات لدغدغة عواطف الجماهير، ولكنها سلوك وقرار خسر هو وأسرته فيهما مالا وراحة بدن وسعة عيش ورفاهية مجتمعات لا يصمد أمام إغراءاتها كثيرون.. وكسب نفسه، وفي النهاية وبقدر الله عز وجل جاءت لتكسبه مصر كلها أرضا ووطنا وشعبا.
ومما لا يعرفه الناس، ولا يريد أن يخبر به أحدا أن ابنه الأكبر (الدكتور) أحمد والابنة التي تليه (الصيدلانية) شيماء قد حصلا على الجنسية الأميركية بحكم ولادتهما في الولايات المتحدة أثناء دراسته وعمله فيها، وبعد عودته هو وأسرته إلى مصر حرص على أن لا يجدد لأي منهما جواز سفره الأميركي حتى يبلغ كل منهما سن الرشد تاركا لهما الأمر حتى لا يقعا في مرحلة المراهقة مع معاناة العيش في بلده تحت إغراءات الهجرة والتطلع إلى العيش في خارج وطنه وما قد ينعكس على أي منهما من سلبيات تؤثر على انتمائه الوطني الأصيل.
ولعل صحبتي له أثناء قدومه إلى لندن عام 2009 لإجراء عملية جراحية قد أعطتني لمحة أخرى لشخصية الرئيس، ففي مراجعة طبية عادية اكتشف الأطباء في مصر عن طريق الأشعة وجود ورم في الجمجمة، وكان الرأي هو ضرورة التدخل الجراحي للاطمئنان ومعرفة طبيعة هذا الورم، وبعرض التقارير الطبية الأولية على الأخ والصديق الطبيب المصري البريطاني البروفسور هاني الديب استشاري الأورام لم يعارض الرأي الأول وحدد جراحا يثق به ومستشفى في مدينة أكسفورد تكاليف العملية الجراحية فيه أقل من غيره ومناسبة لإمكانات الدكتور محمد مرسي المادية، وأثناء صحبتي للرئيس في السيارة للقاء الجراح أول مرة كان يشغلني هاجس هذه العملية وما أسمعه حسب معلوماتي الطبية البسيطة عن آثار سلبية يمكن أن تنتج عنها، وهو ما كان يشاركني فيه الإخوة المرافقون معه، ولم نشعر أن الرجل كان ينتابه مثل ما انتابنا بل كانت انفعالاته طبيعية جدا، وكأن الأمر لا يعنيه أو كأنه مقدم على أمر بسيط وعادي.
ومع ما حبا الله به البروفسور هاني الديب من روح دعابة ومرح وتجاوب الجراح البريطاني مع هذه الروح أثناء لقاء التعارف ومراجعة التقارير وما قاله الجراح كعادة الأطباء البريطانيين للمريض قبل أخذ موافقته على العملية عن الآثار السلبية التي يمكن أن ينتج عنها، فقد رأيت من ابتسامات الدكتور محمد مرسي ومرحه وهو مقدم على العملية ما لم أشاهده أثناء حملته الانتخابية بما أفسره بأن همه وانشغاله بما هو مقدم عليه من أمر بلده (مصر) أكبر بكثير من انشغاله وهمه على شخصه وصحته.
وجرت العملية وكان قدر الله اللطيف بالرجل الذي استقبل هذا القدر برضا واطمئنان أن الجراح وجد أن هذا الورم الذي شغل الأطباء ملتصق بالغشاء المبطن للجمجمة فأزاله، ثم جاءت التحليلات والفحوص بأنه ورم حميد ولم يمكث في المستشفى إلا ثلاثة أيام غادر بعدها بأيام إلى مصر، وبعد أن ألقى محاضرة في الشأن السياسي المصري أمام أساتذة وطلاب العلوم السياسية في جامعة أكسفورد لم يجهده الرد على مداخلاتهم واستفساراتهم والحوار معهم بصبر وبصيرة.
وفي هذه الزيارة، وأرجو ألا أكون متجاوزا حق الرئيس وأسرته في الخصوصية فالأمر أصبح من حق الشعب المصري فقد صحبته السيدة الفاضلة زوجته (أم أحمد) وهي كزوجة لا بد أنها كانت قلقة أيضا مما كان يقوله الأطباء، ولكن ما رأيناه منها نحن وزوجاتنا وأخواتنا وبناتنا من توكل خالص على الله سبحانه، وتسليم ورضا بأمره وقضائه، وتعامل مع الطاقم الطبي المعالج بسمو وفهم وبلغة راقية تجبر الجميع على الاحترام والتقدير فاق ما كان متوقعا، مما يدفعني بعد رفضها ورفض الرئيس أن تحمل اللقب البدعة «سيدة مصر الأولى» الذي تم فرضه على مصر خلال أربعين سنة، أن أطالب شعب مصر بأن تحمل لقب «أم المصريين» كما كان لقب زوجة زعيم ثورة 1919م سعد زغلول باشا فبين الرجلين تشابه كبير، أما الأول فقد قاد ثورة شعب بكل أطيافه والثاني شارك في ثورة لكل أطياف الشعب، واستهدفه النظام البائد بالاعتقال كما فعل الاحتلال بالزعيم الأول وخرج من معتقله إلى ميدان التحرير ليصبح قائدا لها بإجماع الشعب عليه.
* ما نصيحتكم للدكتور مرسي عند اختيار أعضاء الحكومة الجديدة؟
- لا أنصحه إلا بتذكيره بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يعرفه جيدا، والذي قال فيه نبي الهدى ما معناه: «من ولي من أمر المسلمين شيئا، فولى رجلا وهو يجد من هو أصلح للمسلمين منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين».
* سقف توقعات الناس من الرئيس مرسي ارتفع اليوم ويسهم في الوقت ذاته في زيادة شعبيته.. فهل تتوقع أن يحقق الرئيس نصف هذه التمنيات؟
- بإذن الله وفضله، فإن تعرف المسؤولين في الدولة على شخص الرئيس ومواصلة اللقاء بهم على مستويات عدة واكتشافهم ما لدى الرئيس من معلومات صحيحة بخلاف ما كان يتم من كتابته من تقارير مزيفة مع قدومه من وسط الناس والدقة في عمله سيدفع الجميع إلى الاجتهاد في إنجاز المطلوب منهم حسب واجباتهم التي شغلوا من أجلها منصبهم.
وأتوقع كما يتوقع كثيرون بعد العون من الله أن الأخذ بإخلاص بأسباب النجاح سيؤدي إلى النجاح حتى ولو كانت الإمكانات المادية للدولة في هذه المرحلة بسيطة، ويكفي أن يضرب المسؤول الأول في الدولة في السلوك والتعاطي مع شأنه الشخصي والشأن العام المثل والقدوة فيتبعه الآخرون، وكما يقول المثل «الناس على دين ملوكهم» والدين هنا ليس المعتقد العقدي ولكنه منهج النظم والعمل والقوانين.
* من وجهة نظركم ما خريطة نجاح الرئيس مرسي؟
- أولا إذا تجاوز نسبة 60 في المائة مما وعد بتحقيقه خلال المائة يوم الأولى من وجوده في الحكم فإنه قد يكون حقق نجاحا ملموسا، وثانيا أن يثق غالبية الشعب المصري من صوت له ومن لم يصوت له في كلماته وإخلاصه لبلده ولشعبه، وأن ينسى الشعب في وجوده ثقافة الحاكم الفرعون الذي كان يقول لشعبه «ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد» بل النصح والإبعاد إذا خان الأمانة.
* كيف سينفذ رئيس حكومة غير إخواني مشروع النهضة حجر الزاوية في وعود الرئيس مرسي؟
- مشروع النهضة الذي يحمله الرئيس وشارك بفاعلية في وضعه ليس خاصا بجماعة الإخوان المسلمين ولا حزب الحرية والعدالة وإن كانت الجماعة قد عملت عليه قبل سقوط النظام البائد بفترة، فالمشروع ملك مصر كلها وشارك في إعداده خبراء ومتخصصون من خارج الجماعة كانت الظروف الأمنية لا تسمح لهم بالإعلان عن أنفسهم، وليس غريبا أن يعمل رئيس الوزراء ومجموع الوزراء ومن منهم من خارج الجماعة والحزب في إنجاحه.
* وصول الدكتور مرسي إلى سدة رئاسة مصر هل يعني دفعة أكبر في الانتشار للتنظيم العالمي للإخوان في الغرب؟
- الأمر لم يعد يخص تنظيما معينا أو فصيلا واحدا ولكن الأمر يخص فكرة ومنهاجا وهو التيار الإسلامي الوسطي الذي حاول الكثيرون العمل على تشويهه وحربه وإلصاق كل التهم الباطلة والزائفة به. فقدر الله الحكيم أن ينتخب شعب مصر رجلا عالما مدنيا حصل على أعلى الدرجات العلمية من الغرب ملتزما بدينه منفتحا على كل الثقافات يحمل مشروعا يستوعب شعبه كله بكل أطيافه السياسية وطوائفه الدينية لا يعرف نفي معارضيه، ويتقبل النقد باعتباره غير معصوم، ويؤمن بمبدأ التداول السلمي للسلطة، وأن الشعب هو السلطة العليا في بلده، وهذا ما يكفي وزيادة.
* عندما أعطيتم صوتكم لمرسي في المرحلة الثانية هل كنت على قناعة بفوزه؟
- نعم وبصدق كامل لم يكن عندي أدنى شك في فوزه على الرغم من الحملة الإعلامية الشعواء عليه وعلى فكره والجهد الخارق الذي قامت به فلول النظام السابق لإنجاح آخر رئيس للوزراء قامت في عهده الثورة، ثم إن الإيمان بسنة الله سبحانه في التدافع بين الناس حتى لا تفسد الأرض كان حاضرا في روح الجميع وقلوبهم وقد بلغ النظام البائد مداه في الفساد فاستحق الدفع.
* يكثر الحديث عن صراع مكبوت بين الرئيس والمجلس العسكري، أين الحقيقة؟
- ما أشعر به وحسب معلوماتي البسيطة أن الأمر لم يصل إلى حد وصفه بالصراع بل هو خلاف في بعض وجهات النظر بين المجلس العسكري الذي تولى إدارة شؤون مصر في فترة حرجة من دون سابق إعداد أو تأهب لهذه الإدارة وبين مطالب ثورة شعب وطموحاتها، وما أتمناه ويتمناه كل المصريين أن تنتهي هذه الفترة الزمنية التي كادت تسقط فيها الدولة بأسرع ما يمكن خصوصا بعد تسليم المجلس العسكري السلطة للرئيس نهاية يونيو (حزيران) الماضي.
* تعهد مرسي بالإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن وعدم حديثه عن العلاقات المصرية الأميركية هل كان خروجا عن النص واستفزازا لواشنطن؟
- لم يكن الأمر خروجا عن النص بمعناه الحرفي وإنما جاء تعليقا على لافتة كبيرة مرفوعة أمامه أثناء حديثه للجماهير في ميدان التحرير ولم يكن من السهل تجاهلها مع علمه وعلم الجميع أن هذا الشيخ الضرير قد تم استدراجه إلى الولايات المتحدة الأميركية بمنحه تأشيرة زيارة لها من سفارتها في الخرطوم عندما كان في زيارة لها، وبالمخالفة للقوانين التي لا تعطي هذه التأشيرة إلا في الوطن الذي يقيم فيه الزائر إقامة دائمة أو في وطنه الأصلي، ثم جاء توريطه في المؤامرة التي ننكرها جميعا عن طريق أحد عملاء المخابرات المصرية الذي اختفى بعد تنفيذ المؤامرة، ثم إن الرجل مصاب بأمراض عدة تدفع إنسانية الإنسان حتى ولو كان رئيسا إلى العمل على الإفراج عنه بعد قضاء فترة عقوبة طويلة، وهو حبيس السجن والبعد عن أهله وفقدان البصر. ثم إن الرئيس الدكتور محمد مرسي نادى بالانفتاح على جميع القوى ويطالب الدنيا كلها بالسلام القائم على العدل مع الجميع، فأين استفزاز واشنطن أو غيرها إذن؟
* ما حجم مشكلات الساحة الإسلامية على الرئيس من وجهة نظركم من جماعة الإخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية (حزب البناء والتنمية)؟
- لا أتصور أنه ستحدث مشكلات مع هذه القوى مجتمعة أو منفردة فلقاءات الرئيس معهم قبل الانتخابات والاتفاق على التصور العام للمرحلة المقبلة كان واضحا مع الجميع، ويمكن أن تأتي قضية لا تتطابق فيها سياسات الرئيس مع مثاليات فكر وسياسة أحد الأطراف ولكن حرص الجميع على تماسك الصف الوطني سيكون بإذن الله العاصم من حدوث المشكلات.
* خطاب الرئيس مرسي في ميدان التحرير كان خطابا ثوريا، أما خطابه في المحكمة الدستورية فكان بلغة أخرى، وأيضا خطابه الأخير في الهايكستب، ما تفسيركم.. ومن كاتب خطاب الرئيس؟
- أولا أنا على يقين أن أساليب الخطابات هي لهجة الرئيس الدكتور محمد مرسي وأسلوبه في التعبير والمتأمل الدارس يدرك أنها كانت بعيدة عن رطانة كتابات خطابات الرؤساء.
أما اختلاف اللغة إذا جاز التعبير في كل مكان فقد جاء ليناسب كل موقع، فموقع خطاب رجل الدولة ورأس السلطة يختلف يقينا عن موقف خطاب الثائر أمام الجماهير الثائرة الذي يحمل مع الفكر والرؤية مشروع النهضة روح الثائر.. فخروجه عن ترتيبات الأمن وكشفه عن صدره في الميدان متحديا هذه الترتيبات لم يكن موجودا بالتأكيد كفقرة منصوص عليها في الخطاب، ولكنني أعتقد أن السيد الرئيس هو الذي يكتب خطاباته بنفسه.
* من وجهة نظر إخوان الداخل هل عليهم اليوم تغليب المصلحة الوطنية على حساب مصلحة التنظيم وتوسيع رقعة المشاركة مع القوى السياسية الأخرى لأن ذلك هو العاصم الوحيد من طوفان الفشل الذي قد يتعرض له الوطن بأكمله؟
- تاريخ الجماعة كله يثبت أن جماعة الإخوان المسلمين التي عملت بإخلاص لوطنها لم تغلب يوما مصلحة التنظيم أو أفراده على مصلحة الوطن، ولا يستطيع أحد أن يشكك في ذلك بدليل المحن تلو المحن والقضايا الملفقة وعشرات الآلاف من المعتقلين والمسجونين والمئات الذين قتلوا تحت التعذيب أو على أعواد المشانق، ومع ذلك حافظت الجماعة على سياسة رفض العنف أو الاستفزاز، وفعل الخير لشعبها طاعة لربها وتقربا منه كدعاة إليه. ومن التاريخ أيضا أن الجماعة وقبل ثورة 25 يناير 2011 قد رفعت شعار المشاركة لا المغالبة في العمل الوطني، وهو ما تنادي به الآن وما يعمل عليه الرئيس محمد مرسي، وبعد كل ذلك وقبل أي شيء فالأمل في الله وحده وهو العاصم من أي فشل قد يتعرض له الوطن.
* ما تعليقكم على ما تردد من أن هناك دعما أميركيا للإخوان مقابل ضم قطاع غزة لمصر أو ترحيل أهله لسيناء؟
- هذا الكلام عار عن الصحة تماما وواضح مدى التدليس فيه لسببين، أولهما أن جماعة الإخوان المسلمين بوصفها فصيلا من فصائل الوطن المصري لا تملك ولم يسبق لها ممارسة حق التفاوض مع أحد على أمر يخص شأن الوطن، وثانيهما هو أنه لا أحد على أرض مصر ولا فرد من شعبها صحيح الإيمان.. صادق الوطنية.. سليم العقل.. يتصور أن يقوم بالتفريط في حبة رمل واحدة من أرض سيناء، أو يقبل أن يتم انتزاع قطاع غزة من الجسد الفلسطيني ليساعد المحتل الصهيوني على حل مشكلته أو أزماته ويمزق بيديه فلسطين التاريخية بمثل هذه الأفكار ولو بمال الدنيا وكنوزها كلها، والحقيقة أن مثل هذه الأفكار قد تم طرحه عام 1953 على مصر عن طريق وكالة الغوث الخاصة بالفلسطينيين وتم رصد 30 مليون دولار من ميزانيتها لاقتطاع جزء من الشمال الغربي لسيناء ليكون وطنا بديلا للاجئين وتم رفض الفكرة من أساسها في هذا الوقت، وكان أشد الرافضين وقتها هم اللاجئين أنفسهم، ولكن يبدو أن الفكرة لم تمت عند أصحابها، فمن أجلها تم إنشاء ترعة السلام التي تحمل مياه النيل إلى سيناء، ومع كل ذلك ستبقى الفكرة مرفوضة ولا يمكن قبولها من أي طرف.