facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




فهل ننقذ التعليم العالي بما نحن عليه؟! **د.محمد خصاونة


05-07-2012 01:44 PM

ما أن يرد إلى المسامع بأن أعداد الخريجين من مؤسسات التعليم العالي باتت تزداد عاماً بعد عام باطراد ثابت حتى أصبح "عباقرة القوم" يفسرون الأمر على أن التعليم العالي يتمتع بصحة جيدة، وكأن الأمور تؤخذ بالأعداد، وهم بذاتهم باتوا لا يحسنون صنعا...

وما أن تعلم بأن الجامعات الرسمية والخاصة بات كل منها يخرج مئات من الطلبة في كل من التخصصات الهندسية والطبية (مع أن الأمر يمكن أن يستثني الحديث عن التخصصات الطبية نظراً لاطراد حاجة المجتمع المتزايدة لها) والصيدلانية والزراعية إلى درجة يمكن أن يجرنا بها الحال للحديث عن خلق إشباعات في سوق العمل يؤدي إلى حدوث بطالة طبيعية (ومقنعة على حد سواء) نتيجة عدم قدرة سوق العمل على الاستيعاب لمثل هذه الطاقات... نقوم بعدها بإلقاء اللوم على الدولة وتحميلها كامل المسؤولية وتكبيدها الأعباء المترتبه على إغراق سوق العمل بمن لا سوق لهم... ناهيك هنا عن الحديث عن مؤهلات اكتسبت أثناء الدراسة الجامعية لا ترقى إلى المستوى المهني المتوخى (بمعدلات يسودها في المتوسط مستوى المقبول) فينتهي الأمر بأن يقبل المهندس بعد التخرج ويرضى بأن يعمل في مطعم كنادل (جرسون) والمحامي كسائق تاكسي وربما الطبيب كبيطري حيث يكون هذا هو أقرب مكان يستطيع المرء العمل به بالمهنة التي امتهنها هذا النفر من الناس أو ذاك من خلال دراساتهم الجامعية!!! فكيف نقبل على أنفسنا بأن يؤول هذا الضياع الاجتماعي إلى ما آل إليه؟!

لقد قاد الاستنتاج الخاطئ آولئك "العباقرة من القوم" للحديث عن تفوق نظام التعليم العالي في الأردن عن مثيلاته في دول مجاورة لا بل قد اتخذ الحديث طريقاً للقول بأن خريجينا باتوا ينافسون أقرانهم خريجي المعاهد الغربيه!...

وكل هذا كان يحصل في غياب التحديثات اللازمة للخطط الدراسيه ذات العلاقه في بلادنا إلا أن المتحدثين على هذا المنوال لم يجدوا عيبا في طرق الموضوع على هذا النحو فتكبيد الدولة ديونا وأعباء لا طاقة اليوم لجالوت وجنوده بها من شيء سوى إغراق الدولة بمسؤوليات وهموم جديده نحن في غنى عنها لو كان الأمر قد درس بالشكل الصحيح... لا بل إن المتفيهقين من "الرجال" باتوا يريدون للقيادة اتخاذ الخطوات التي باتوا يصفونها بالشجاعه التي لا هم لهم بها سوى تعريض ذاتهم للأضواء الساطعة التي تقودهم لمناصب وأماكن طالما حلموا بها في رؤياهم طمعاً بأن يأتيهم الوحي في منامهم قائلاً ".... أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين!" فأصبحوا يتحدثون عن ال Super Computers(وكأنهم الخبراء في هذا المجال أو ذاك) ومراكز الحواسب في معاهد التعليم العالي باتت تعج بمثل هذه التجهيزات (وإن كانت قدراتها أقل من هذا المستوى بقليل) دونما استخدام يذكر وهذا يأتي مع فشل ذريع في بناء الخبرات لدى الطلبه لاستخدام الأجهزة البدائية (مقارنة مع مثل هذه التجهيزات) بالشكل المتوخى... لا بل إننا بتنا نطالب بتجهيزات ال Super Computers على الرغم من أننا فشلنا في إخراج المنتج المطلوب إلى السوق من الخريجين الذين باتت تنقصهم الكفاءآت اللازمه لكتابه برمجيات الحواسيب من الأنماط البدائية مع أنهم كانوا يحملون درجات علميه في تخصصات الهندسه الكهربائيه وهندسات الحواسيب وعلوم الحاسوب وغيرها من التخصصات ذات العلاقه.... فإن كنا لم نعد العده لمثل هذه الأمور فهل سيكون بمقدورنا الإجابة عن سؤال واحد بشكل مسؤول: "من سيكون بمقدوره استخدام مثل هذه التقانات المتطوره والإستفاده من تطبيقاتها في غياب الكفاءآت المطلوبة إذاً؟"... لقد فقدنا الإتصال على ما يبدومع عالمنا الذي هو على سطح الأرض وبتنا من خلال خيالنا الواسع نعيش على كوكب دري أو إن بقينا على كرتنا الأرضيه فإننا بتنا من المؤكد نتحدث عن المدينه الفاضله بعينها!!!

لقد كان من الأفضل لنا ولدعم أولوياتنا في التحسين والتطوير لو تطرقنا لموضوع "كيف نضع حداً للمشكلة المتنامية المتمثلة في ازدياد أعداد الخريجين بشكل تصاعدي عاماً بعد عام؟؟"... ففي الوقت الذي نرى فيه من احتياجات السوق المحلي والإقليمي بأن أعداد الخريجين المطلوبه فعلاً باتت لا تتعدى بضع مئات منهم على أحسن تقديرفإنك بتت تجد بأن الجامعه الواحده في بلدنا قد باتت تخرج مئات من جريجي التخصص الواحد الذين لم يعودوا يحققوا أدنى مراتب مؤهلات السوق هذا بشهادة القطاعات المختلفه نفسها بما فيها ما بات يسمى لدينا بال "القطاع الصناعي"!!! فكيف إذاً لم ننتبه لمثل هذه المعضلة التي لم توضع يوماً على سلم أولويات أي من الحكومات المتعاقبه عندما سمحنا لأعداد الخريجين بالتنامي إلى هذا الحد ولم نضع نظاما للتغذيه الراجعه نحدد من خلاله أعداد الطلبه الذين يمكن قبولهم عاماً بعد عام بناءاً على المعطيات والوسط المحيط من ظروف سوق العمل!!!! فبدلاً من وضع الحلول اللازمه من قبل "المخططين" فإننا بتنا نستحدث من أنواع التخصصات الجديدة ما لم ينزل الله بها من سلطان، بل إنك في بعض الأحيان تجد بأن بعض المسؤولين كانوا يستحدثون أنواع التخصصات التي كانت مطلوبة لتحقيق مصالح أبناء أو بنات أصدقائهم في الإبتعاث ثم لا يجدوا حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً في الإسراع في البت في إلغائها وإغلاقها ولم تكن قد مضت هنالك هنيهة من الوقت بعد على استحداثها!

لقد باتت الحاجة ملحة وآن الأوان لعمل الدراسات المسحية الحقيقية لاحتياجات سوق العمل ليتم بعدها تحديد الأعداد المستقبليه اللازمه من الخريجين يحدد من خلالها أعداد الطلبه الذين يمكن قبولهم في كل تخصص جامعي يتم طرحه، ومن ثم إعادة النظر في الإزديادات غير المبرره في أعداد المؤسسات التعليميه على المستوى الجامعي والتي باتت تثقل كاهل الدوله وتضعها تحت الأمر الواقع في تحمل وزر آولئك النفر من الخريجين الذين لم يجدوا لهم مكاناً في سوق العمل بسبب ضعف في كفاءآتهم المكتسبه نتيجة تقصيرهم وهم على مقاعد الدراسه، أو بسبب الإشباعات التي حصلت في أعداد الخريجين، أو بسبب عدم أهلية الخطط المطروحه في الجامعات ومواءمتها واحتياجات السوق. بل إننا بتنا مطالبين في هذه المرحله لتصويب الأخطاء التي حصلت في اختيار رؤساء الجامعات (في أوقات سابقه ولاحقه) لتحقيق كرم الضيافه العربية الأصيلة (التي هي على نفقة المصلحه العامه وحساب الآخرين) وما نتج عنه من أضرار باتت تضاعف من معاناتنا مع مرور كل يوم نشهده دون وضع النقاط على الحروف... ولا بد لنا هنا أن نتخذ الموقف البعيد عن كل خجل في إقصاء آولئك النفر من رؤساء الجامعات الذي انطبق عليهم هذا الحديث عن ساحات التعليم الحالي يفتح بعدها المجال لأصحاب الكفاءآت الحقيقية الذين يريدون لنا الخير يخرجونا بعدها من هذا المأزق الذي أصبح متوارثاً في صلب ثقافتنا التي لم تنجح يوماً لوضعنا على الطريق الصحيح نحو غد مشرق.





  • 1 متابع .... 05-07-2012 | 02:43 PM

    د.محمد انت من القلة الذين يحللون بموضوعية ويطرحون الحلول. 100% ما ذكرته يضنف جامعاتنا بالتجارية الخالصة بينما كنا نتغني ونتباها بمستى الجامعات. مشكلت المخططون انهم لا يفقهون شيئا ولا يفكروا قصيرا او بعيدا للاسف. أرجوك ان تستمر بالكتابة ولا تتوقف حتى ننقذ ما يمكن انقاذه .

    عبدالله الحياري - أبوظبي

  • 2 Super Computer 06-07-2012 | 12:55 AM

    May be if we import Super Computers and install a Super Hero to lead this initiative Our IT graduates will be Super Graduates as well!!!

  • 3 الدكتور ناصر المعايطه / ممثل الجامعات السودانية 06-07-2012 | 03:47 AM

    كل الاحترام والتقدير يادكتور لما تقدمت به من افكار ومعلومات قيمهحول التعليم العاليز
    كل التعليم العالي في الاردن مربوط بأفكار ومخططات اناس أحيانا ممكن يكونوا رجعيين في طروحاتهم ومحصورة بالمصالح الشخصيه لبعضهم بعضا.
    قرارات التعليم العالي متخبطه ومتغيرة مع كل وزير أو أمين لأنها غير مبنيه على مخطط استراتيجي مستقبلي للتعليم العالي.
    أما بالنسبه لأعداد الخريجين نعم هي بتزايد ولكن لانستطيع منع الناس من التعلم والحصول على الشهادات.
    العمل غير متوفر لكل الخريجين ولا لمعظمهم ولكن عاطل عن العمل ومثقف خير من عاطل عن العمل بجهاله.
    أكرر شكري للدكتور وادعوا للتعليم العالي [ان يسير على الخطى المطلوبه للوطن والشعب

  • 4 احمد.دبي 06-07-2012 | 02:19 PM

    يجب التركيز على الدكتوراة. في اوروبا الغربية يحتاج الطالب الى 5 سنوات بالمعدل للحصول على الشهادة و في بعض الدول مثل المانيا يشترط نشر الرسالة قبل الحصول على لقب دكتور. للاسف في الاردن سنتين و سلامة تسلمك و لا نشر ولا ما يحزنون و طبعا اذا كانت الرسالة مترجمة عن رسالة اخرى في شرق اسيا او شرق اوروبا او موزمبيق يستحيل بهذا كشف السرقة. اقترح تأسيس موقع اكاديمي مستقل يدقق رسالات الدكتوراة

  • 5 انس العمري 06-07-2012 | 04:12 PM

    بارك الله فيك يا دكتور .لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

  • 6 الى ديوان الخدمة واصحاب الهيئات الخاصة 07-07-2012 | 04:05 AM

    تخرجت قبل ايام معدودة احدى الطلبة/ات من احدى جامعاتنا الاردنية ، من غير السويين نفسيا وسلوكيا بعد سبع سنوات ونصف، بفضل فصول الاسترحام. كيف لمثل هذه النوعية من الطلاب ان يخرج اجيال المستقبل، أو ان ينجز عمله بمهنية واحتراف. ما نوعية هذه الاجيال يا ترى،لا بد من السؤال عن الخريج قبل تعيينه عن سلوكه اثناء دراسته التي تخرج منها.

  • 7 احمد.دبي to 07-07-2012 | 10:05 PM

    there is a program that detects plagiarism called" ithenticate it has been used in some universities in Jordan. It detected several cases where the work of others has been stolen by some professors. Those professors were not punished or fired!!!!!!

  • 8 shaker 08-07-2012 | 09:07 AM

    خلي الطلاب وأهلهم تفرح بالتخرج وتلف بالشوارع تزعج الناس بأبواق السيارات والشبابا والصبايا قاعدين على أبواب السيارات وهم يجوبون الشوارع وكأن ابنهم أو قريبهم الذي تخرج جاب السبع من ذيله مع أنه يمكن أن يكون تخرج بمعدل أقل من مقبول إذاجاز التعبير يعني إشي بخزي.

  • 9 ا.د.خالد الزعبي 08-07-2012 | 11:51 AM

    عزيزي ابو عبدالله اشكر لك اهتمامك بالعمليه التعليميه,لكنني اود ان اؤكد انه في غياب خطط استراتيجيه واضحة المعالم والمقاصد,ما اسهم في تفاقم هذة المشكلة بشكل جلي,هذا ناهيك عن تناوب وزراء على عملية اتخاذ القرار في التعليم العالي من مشارب واتجاهات مختلفه ومتبيانه بشكل واضحم ما ساعد على تبلور المشكله واستفحالها,حيث تحولت بعض الجامعات الى شركات ربحيه خالصه تخدم مصالح مالكيهاوركزت على اعداد الخرييجين دون ادنى اعتبار لمستواهم ,الامر الذي افقد المليه التعلميه بوصلتها.لذا فانها بحاجه الى وقفة واعادة نظر ممن يخاف الله في هذا البلد.

  • 10 ا.د.خالد الزعبي 08-07-2012 | 11:51 AM

    عزيزي ابو عبدالله اشكر لك اهتمامك بالعمليه التعليميه,لكنني اود ان اؤكد انه في غياب خطط استراتيجيه واضحة المعالم والمقاصد,ما اسهم في تفاقم هذة المشكلة بشكل جلي,هذا ناهيك عن تناوب وزراء على عملية اتخاذ القرار في التعليم العالي من مشارب واتجاهات مختلفه ومتبيانه بشكل واضحم ما ساعد على تبلور المشكله واستفحالها,حيث تحولت بعض الجامعات الى شركات ربحيه خالصه تخدم مصالح مالكيهاوركزت على اعداد الخرييجين دون ادنى اعتبار لمستواهم ,الامر الذي افقد المليه التعلميه بوصلتها.لذا فانها بحاجه الى وقفة واعادة نظر ممن يخاف الله في هذا البلد.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :