منهج متبع عندما تغيب القيم الحاكمة عن بعض السياسيين أو الناطقين باسمهم، وهو اختلاق القصص والمواقف والحكايات وخلط كثيرها بقليل من الحقائق، كما يتمنى اصحابها ثم نشرها وتناقلها حتى تغدو وكأنها حقيقية واقعة، يتناولها البعض بألسنتهم وليس بعقولهم فتشغلهم، ويبنون عليها مواقف ويتخذون قرارات، وقد تكون مفصلية وحاسمة من الآخر.
وكلما اشتدت الازمات وضاقت الظروف على البعض المأزوم، مال إلى هذا المنهج وهو الكذب، بل تحري الكذب وصناعته وتلفيقه؛ عَلّه ينقذه مما هو فيه، ويُكْشف زيف هذه الممارسة مرة ومرات ولا شك في أنها «تِدْوش» وإن لم تصب، وصدق الله العظيم: (وفيكم سَمَّاعون لهم).
البعض يطالعنا في كل يوم بقصة مختلفة في معظمها، ليبني عليها أحلامه وآماله، وإن كنت أدعو اخواني إلى أن لا يتيحوا مجالاً لهذه التخرصات، ويضيقوا عليها الخناق ويعزلوها.
إنهم يريدون صنع جو من الأوهام بأن الحركة الاسلامية في الاردن:
1- ستخذل شركاءها في الاصلاح.
2- وأنها واقعة تحت ضغوط خارجية من بعض اصدقائها، ثم يهيئون الأجواء لذلك كما جرى في السماح للأخ العزيز خالد مشعل وعدد من اخوانه بزيارة الأردن، وترتيب لقاءات مع الملك ورئيس الوزراء ومدير المخابرات العامة في الظرف الذي يقر فيه قانون انتخاب خلافي (الصوت الواحد المجزوء) لا يحظى بالقبول لدى شرائح عديدة في المجتمع الاردني، وفي ظل التنكر الرسمي لمطالب الشعب الاصلاحية منذ سنة ونصف السنة، وموقف الحركة الاسلامية المعلن.
الحقيقة أن الحركة الاسلامية قررت ألا تبت في المشاركة في الانتخابات النيابية، بعيداً عن شركائها في مشروع الاصلاح بمختلف مواقعهم واتجاهاتهم، وهي تستمع لجميع النصائح والقرارات المتعددة من أي جهة وطنية صادقة يعنيها الاردن واستقراره ومستقبله، وفي مقدمتهم حركة المقاومة الاسلامية حماس، والنصح واجب والاستماع للنصيحة ضروري، لكنها ليست ملزمة.
أما أن يصور كلام بعض الاخوة من حماس على سبيل الاقناع أو الالزام أو التأثير في القرار، وإيهام القارئ والسامع أنّ الملف بيد الناصح، وأنه ينصب نفسه قيّماً وحكماً موجهاً أو مقرراً فهذا اختلاق وافتراء وتحميل لبعض الكلمات الصادرة من بعض الاخوة المنزوعة من سياقها ما لا تحتمل.
وإن كنت اتمنى على اخواني الأحبة عدم تقديم أي مسوغ لهؤلاء بحسن نية، ليحمّلوا الكلام ما لا يحتمل، وبخاصة في الاعلام، والابقاء على منهج «أهل مكة أدرى بشعابها»، وقرار الحركة الاسلامية يخصها لوحدها.
لا أصدق ولا أريد أن أصدق ما نقل على لسان الأخ خالد مشعل أنه يقول للصحفيين -الذين لم يُذكَر اسم واحد مِنْهم- أنه قال إن المشكلة في تشدد الحمائم، وليس في الصقور، مع أنه لا يصدق هذا التقسيم ابتداء، وهو أعرف الناس بالحقيقة، كما أنه لن ينزلق الى تحديد مواعيد دقيقة لم يسمع بها أحد من القيادات المعنية في الاخوان، حول اتخاذ قرار من الانتخابات النيابية بعد اسبوع من انعقاد الدورة الاستثنائية، وهو يعلم ما لهذا الحديث من ظلال وابعاد يتلقفها المتربصون، وينسجون حولها القصص المختلفة والاستنتاجات المخادعة.
الحقيقة القاطعة أننا مع شعبنا ومع حراكه الواعي الصادق الجاد ومع شخصياته الوطنية الموازنة، ولن نتقدم عنهم ولن نخذلهم ولن نقطع أمراً بغياب رأيهم، هذه وعود قطعها اعضاء مجلس شورى الاخوان على أنفسهم أمام الله والناس، ولن ننكث بالوعد،
ولن نعقد صفقة على حساب شعبنا، ونكره مصطلح الصفقات لضلاله السلبية.
وإن ملف الاصلاح سياسي ومنه المبتدأ والمنطلق، وهو أساس الاصلاح، ونصر على قانون انتخاب يرضي معظم الاردنيين ويوفر بيئة لانتاج مجلس أمة منتخباً بكامل اعضائه، يمثله افضل تمثيل ولا ننتظر قانوناً نكسب منه أكبر عدد من الممثلين كما يفتري المغرضون، مما يقتضي تعديلات دستورية جوهرية، وإننا نستمع للنصيحة كيفما قدمت من الصادقين، وندرسها ونفسح لها المجال المناسب، أما التخرصات والأكاذيب فلا نهاية لها، ولن تشغلنا، ونأمل ألا يتوقف عندها الجادون الصادقون في شعبنا.
Salem.falahat@hotmail.com
السبيل