السودان : الصادق المهدى الحائر بين عبدالرحمن ومريم
04-07-2012 06:24 PM
عمون - يحذر زعيم حزب الأمة القومى المعارض بالسودان الصادق المهدى من أن الوضع فى بلاده ربما يكون أكثر دموية من أى ربيع عربى آخر، بسبب الحركات المسلحة المناوئة لنظام الرئيس عمر البشير، والرفض الشبابى لسياسات هذا النظام، ويدعو الحكومة لإجراء استباقى تصديا لهذه التحديات.
على الفور، ربط البعض بين تصريحات المهدى وابنه عبدالرحمن، مساعد عمر البشير، الذى يندد بمظاهرات الطلاب ضد سياسات التقشف التى أعلنتها حكومته، معتبرين أن الأخبار المتواترة حول مفاوضات بين الحكومة وأحزاب معارضة قد تنطبق على حزب الأمة وقيادته.
لكن كثيرين يرفضون هذه «الشائعات»، وتردد قوى تحالف المعارضة (قوى سياسية تنتهج العمل السلمى لإسقاط النظام)، أن المهدى اعتاد المعارضة كما اعتاد الحكم. فقبل 23 عاما كان المهدى رئيسا منتخبا للحكومة، قبل أن ينقلب عليه العميد (الإسلامى) آنذاك البشير فى 30 يونيو 1989، ومن يومها صار يتحدث عن نفسه باعتباره «رئيس وزراء السودان الشرعى».
لم تكن الديمقراطية الثالثة (1985ــ1989) أول مرة يتولى فيها المهدى رئاسة الحكومة، فقد شغلها من قبل لتسعة أشهر بين 1966 و1967، دعم حينها ما سمى «الدستور الإسلامى».
كان ذلك طبيعيا فهو سليل أسرة قادت ثورة إسلامية هى «المهدية»، ضد الحكم التركى فى القرن التاسع عشر، لذا يلقب باسم «الإمام الصادق المهدى». ويعتبره أنصاره أحد منظرى الحركة الإسلامية «المعتدلين»، وبرز ذلك فى العشرات من كتاباته خلال عقدى السبعينيات والتسعينيات؛ ما دفع البعض بتسميته «السياسى المثقف». ويقول الناشط السودانى، جدير بولاق، لـ«الشروق» إنه «حتى الآن ليس لدينا معلومات حول مفاوضات بين النظام وأى من أطراف المعارضة.. صحيح أن عبدالرحمن المهدى هو مساعد الرئيس، وبالتالى له مصلحة فى استمرار النظام، إلا أن أخته مريم، القيادية بالحزب، لها مواقف معروفة معارضة للحكومة».
ويفسر بولاق هذا «التناقض» بأنه «وضع طبيعى للأحزاب الطائفية فى السودان، التى غالبا ما كانت قيادتها تتمتع بأوضاع اقتصادية متميزة». وكان البشير قد عين عبدالرحمن، وجعفر الميرغنى، ابن زعيم الحزب الاتحادى، مساعدين له.
لكن فى المقابل، يعتبر ناشط فى المعارضة، رفض نشر اسمه، أن التجارب السودانية تثبت تخلى الأحزاب الطائفية عن المعارضة، مذكرا بلقاء جيبوتى بين المهدى والبشير أواخر التسعينيات، وهو ما «شق صف التجمع الوطنى» المعارض.
وقد منع تحالف قوى بين قادة الأحزاب التقليدية والنظام الإسلامى أى تحرك سياسى ضد البشير رغم كارثة انفصال الجنوب. وطيلة ربع قرن كان المهدى يضع قدما مع المعارضة وأخرى مع النظام، «لكننا الآن لن نتكلم خوفا على وحدة المعارضة»، بحسب الناشط السودانى.
ألشروق