الغرب يسعى لاقناع روسيا بمنح اللجوء السياسي للرئيس السوري
04-07-2012 06:06 PM
عمون - تشير صحيفة "كوميرسانت" الى انه يختمر في الازمة السورية المستمرة منذ اكثر من سنة انعطاف مفاجئ ، وتقول ان البلدان الغربية تسعى لاقناع روسيا بمنح اللجوء السياسي للرئيس السوري بشار الاسد ، إلا ان موسكو لم توافق على ذلك حتى الآن ولا يستثي الخبراء تسوية الازمة السورية حسب هذا السيناريو. كما ان الرئيس السوري اعلن بنفسه انه لا يستبعد تخليه عن منصبه طوعيا.
وتقول الصحيفة استنادا الى مصدر في الدوائر الدبلوماسية الروسية، إن الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية تبذل جهودا كبيرة من اجل اقناع موسكو لاستقبال الرئيس السوري ومنحه حق اللجوء السياسي.
وحسب قول المصدر "إن هذا يفند ما نشرته وسائل الاعلام الغربية مؤخرا التي ادعت بان موسكو قررت منح بشار الاسد حق اللجوء السياسي، وانه نقل كل مدخراته المالية الى روسيا". واضاف " لم تكن لدينا فكرة لاستقبال الاسد وليست موجودة حاليا". وتشير الصحيفة الى ان مصدرا في السلك الدبلوماسي الغربي من جانبه لم يؤكد للصحيفة ولم ينف الخبر الخاص بالاقتراح الغربي الملح المقدم لموسكو بهذا الشأن.
إن مسألة مصير الرئيس السوري تحتل مركز الصدارة في تسوية الازمة السورية، ويمكن أن تصبح سببا في تأزم علاقة روسيا بالغرب. فبعد المؤتمر الدولي المنعقد في جنيف الاسبوع المنصر حول سورية، اعلنت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية ومعها لوران فابيوس وزير خارجية فرنسا "على الاسد الرحيل". إلا ان مصدر الصحيفة الذي كان ضمن الوفد الروسي نصحهم بالاطلاع على قرار المؤتمر الذي لا يتضمن مثل هذه المقولة. لقد تمكنت موسكو من التوصل الى اتفاق يقضي بعدم ذكر اسم الاسد في البيان الختامي الصادر عن المؤتمر. حيث ثبت في البيان، إن السوريين هم من يقرر مستقبل بلادهم.
إلا أن الولايات المتحدة تفسر هذا على انه موافقة موسكو بصورة غير مباشرة على رحيل الاسد. وتقول فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الامريكية "الروس على حق، عندما يقولون ان اسم الاسد غير مذكور في البيان. ولكن الوثيقة تشير الى ان السوريين هم اصحاب القرار، بمعنى انهم لا يمكن أن يسمحوا له بالبقاء في السلطة".
وتشير الصحيفة استنادا الى مصدر مقرب من الكرملين، في الواقع ليس هناك اختلاف جذري في موقف روسيا والغرب من مسألة الاسد، كما تشير تصريحات الطرفين. ويقول المصدر "نحن لا ندافع عن الاسد. لقد اضاع الرئيس السوري الفرصة، وامكانية بقاءه لا تزيد عن 10 بالمئة. نحن لسنا ضد المعارضة السورية، بل نحن ضد التدخل العسكري الاجنبي في سورية".
من هذا نستنتج، إن موسكو لا تنوي الابقاء على الاسد بأي ثمن، الا انها تصر على ان يتفق السوريون على احتمال رحيله، كما حصل مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح. وحول هذا الموضوع لا تزال المشاكل قائمة بين معارضي الاسد.
لقد اكد اجتماع القاهرة الذي اختتم اعماله يوم 3 يوليو/تموز على وجود هذه الخلافات بين اطراف المعارضة السورية. فمثلا رفض "الجيش السوري الحر" المشاركة في هذا الاجتماع، لكي لا يضفي الشرعية على مؤتمر جنيف. وتقول المعارضة معبرة عن عدم رضاها على رفض مناقشة خيار التدخل العسكري الاجنبي في النزاع السوري، "لقد اتخذ المؤتمر قرارات خطيرة تهدف الى انقاذ النظام وتشكيل حكومة ائتلافية مع قتلة ابنائنا".
واضاف المصدر، إن عدم وجود الوحدة في معسكر معارضي الاسد هو من مصلحة السلطات السورية، وهذا يسمح للمحيطين بالرئيس الاسد ان يطرحوا سؤالا منطقيا: مع من علينا الاتفاق، وأي موقف علينا اخذه بنظر الاعتبار؟
ويمكن أن تتغير الاوضاع بعد الزيارة المحتملة التي سيقوم بها وفد للمعارضة السورية برئاسة ميشيل كيلو الى موسكو الاسبوع المقبل. وحسب راي الخبراء إن السيد كيلو الذي يعمل مع المعارضة السورية بقسميها الداخلي والخارجي، يمكن أن يصبح الشخص الذي سيجمع معارضي الاسد حوله ويوحدهم.
لقد سهل بشار الاسد مهمة المعارضة بنفسه. ففي المقابلة التي اجرتها معه صحيفة "جمهوريت" التركية، اعلن بصورة واضحة ولاول مرة استعداده للتنحي من منصبه، اذا تأكد من ان هذه الخطوة تؤدي الى تسوية الازمة.
وهذا يعني ان مغادرة الاسد الى بلدان اخرى، ومن بينها روسيا، ليس امرا مستبعدا. ويقول فلاديمير سوتنيكوف الباحث الاقدم في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لاكاديمية العلوم الروسية "يمكن ان تمنح موسكو بشار الاسد حق اللجوء السياسي، عندما تتاكد من ان الغرب ليس مستعدا لاعطاء الاسد وعائلته ضمانات امنية". ولم يستبعد الباحث ان "تجري موسكو مباحثات مع بيلاروسيا لكي لا تثير الرأي العام في الغرب، من اجل اقناع مينسك باستقبال الاسد، حيث ان لوكاشينكو(رئيس بيلاروسيا) مستعد لذلك".
المصدر: صحيفة "كوميرسانت"