على هامش زيارة "ليفي" للاردن .. ايهاب دهيسات
mohammad
04-07-2012 05:18 PM
بلا شك يعول سادة المشروع الممتد عبر الياف الضوء على منصة الاعلام ولا يتردد "بيرنار هنري ليفي" بالافصاح عن شهوته باجتياح المنطقة بدون اطلاق رصاصة واحدة ..مرتكزا على محوري المشروع الرئيسيين :الهيكل الذي وضع حجر اساسه "بيرنار لويس" في ثمانينات القرن المنصرم والروح التي ينفثها "جين شارب" بافكاره الممتدة عبر اجيال من الفتن التي صادف وجوده بينها ...ليولد من رحم التلمود ثورة الفوضى "رأس صهيوني وجسد عربي ".
وبكل سلاسة يغرق النظام في بحر من ظلمات الدهماء لحظة يسقط صاحب الغريزة من القادة في فخ الدم بالمقابل يرتفع صاحب التاريخ الانساني في معركة ظاهرها الوحشية وقطع الدم وباطنها "حرب العقول" مشهد اقرب الى الايدز حيث يستهدف المخطط جهاز المناعة المركزي للدولة ليسهل بعد ذلك اسقاط نظامها عبر لفحة هواء عليلة!!
.
ولحظة انتهاء المسرحية يجمع المصورين كاميراتهم ويتركون المدرج ويتوقف رصد الاعلام عن تقديم ما حل بالدولة بعد انتصار ثورة الفوضى!! ليبيا وحرب الشرق والغرب, اليمن وحرب الشمال والجنوب ومصر بين فكي المرشد والعسكر وقريبا سورية في حرب الطوائف ولا حقيقة سوى ما تعرضه عدسة اعلامية بعين واحدة..
دخان الفتن يملأ المحيط بالمقابل تعطلت حاسة الشم الانساني لدى الشارع فقد نجح صاحب الدعاية الثورية بتلويث روح الانسان باشاعاته المدروسة وهو تدمير اسوأ من تدمير الجسد..وفي علم الدعاية يفترض اسيادها تغلب العاطفة على العقل وهو ما ينجح بالضرورة في حراك القطيع حيث يسهل التلاعب بالمشاعر بعيدا عن الحقيقة .
وفي سيكولوجية الجماهير توصف المشاعر التحريضية التي تخضع لها الجماهير بقدرتها على كونها "كريمة او مجرمة" ,"بطولية , او جبانة" بحسب نوع وهدف هذه التحريضات , ولكنها دائما قوية بحيث تسيطر على نفوس الجماهير الى درجة زوال غريزة حب البقاء..ومن هنا نعود لمن يملك الاعلام مجددا
تقول الحكمة اللسان ليس عظاما .. لكنه يكسر العظام لذا كان سلاح الكلمة سلطة رابعة ويلقب عرش مهنة المتاعب ب "صاحبة الجلالة" ومنح صولجان القلم للعابرين يقضي باراقة المداد تمهيد ا لسفك الدماء فالفتنة شرارة تنتج عن احتكاك الحروف قرب حطب الاختلاف.
يقول تقرير نشر على صفحات "ايلاف" في حزيران الماضي:
"شهد العراق منذ العام 2003 ظهور عدد كبير من الصحف، حيث بات بإمكان أي شخص أن يصدر جريدة بدون أن يحصل على موافقة من أحد، وعلى الرغم من أنّ أعداد تلك الصحف سائر نحو التقلّص، إلا أن العديد من المشاكل أفرزتها المرحلة من أهمها دخول الآلاف ممن لا علاقة لهم بالصحافة إلى هذا الميدان" نتج عن هذا المشهد "ان الطارئين على مهنة الصحافة من محدودي الثقافة والعقل
احتلوا قصر “صاحبة الجلالة” واغتصبوها.. والخلاصة هدم ودم , بعد اعتلاء الغرائز صهوة القلم... ومن خلالهم نعبر الى نفق الفوضى وبالعودة الى النظرية الام نجد ان البناء تم على اسس ودراسات حيث
تقوم نظرية الفوضى chaos theory
على قاعدة تنص" ان اي تغيرات ضئيلة جداً قد تسبب انهيار التوازنات المستقرة جدا.. بمعنى اخر البلبلة التي ترافقها اضطرابات من كل نوع بغية الوصول إلى حالة من الخواء السياسي العام الذي يسمح بإعادة تركيب الأمور على نحو يتناسب وفق ارادة صاحب المشروع ويتم التطبيق بالخطوات التالية :
1- إطلاق الصراع الأيديولوجي
2- إطلاق صراع العصبيات
3- ضرب الاستقرار الأمني
4- خلخلة الوضع الاقتصادي
5- التعبئة الإعلامية
وهي ذات النقاط التي ان وصلناها امكننا رؤية الصورة الكاملة لما يدور حولنا .
يقال التعليم ثقافة إجبارية و الثقافة تعليم إختياري .ومنه صنع "بل جيتس" فكره الذي منه "قبل ان تشرع في انقاذ وتغيير العالم وانقاذ الغابات الاستوائية من الدمار وفي حماية البيئة والتخلص من السلبية في العالم، ابدأ اولا في تنظيف دولابك الخاص ، واعد ترتيب غرفتك"...
ومن ذلك ايضا لا تنسى احترام والديك وعدم الاعتداء على حقوق شقيقاتك..وتذكر ان جيرانك يستحقون مزيدا من التأدب في التعاطي معهم ..ولا تغفل عن الايمان بان حريتك لها حدود تنتهي عند بدأ حرية الاخرين ..وحاول عدم تعاطي المخدرات او ترويجها ولا تمتهن قدسية الامتحان بالغش والتزم بمواعيد عملك الرسمي وبقواعد المرور وحق الطريق ولا تتكسب عبر ادائك واجب وطني ولا تبتز وطنك فالامر اشبه بممارسة الدعارة باهل بيتك وهو أمر بات يمارس على أعلى المستويات ومن النخب والمؤتمنين على مسيرة التنمية بكافة اشكالها بما فيها التنمية السياسية .
توقف مليا اما اصغريك قلبك ولسانك, وفي الاخلاق كذلك سقطنا امام اختبار الجاهلية ففي مقياس "ابو جهل" ساعة قرروا اغتيال سيدنا محمد عليه السلام بالوقوف بالباب وانتظار خروجه للهجرة..نادى احدهم ان اقتحموا الباب واقتلوه ..صاح ابو جهل وقال: ويحكم "وتقول العرب ان عمرو ابن هشام هتك ستر بيت محمد"!!
اعتقد ان البعض وصل الى درجة ادنى من ان يوصف بها بابي جهل وان كانت خانة الديانة بالهوية يشغلها "الاسلام", ولكن المشهد برمته يصاغ باللطف الالهي ولا راد لقضاء الله.