عُمران عمَّان القديمةمحمد خروب
03-11-2007 02:00 AM
حين طلب المهندس محمد رفيع، وهو مهندس معماري، باحث وروائي، أن أبدي رأيي في الكتاب المصوّر الفاخر، مصقول الورق والملون الذي أعده الموسوم عُمران عمَّان القديمة أعمال المعماري الشريف فواز آل مهنا، والذي يقع في 312 صفحة من القطع الكبير (والعريض أيضاً مصحوباً بـ CD) داهمني شعور مزدوج الأول أن التكليف (إن صح الوصف) سهل ولا يكلفني من الوقت شيئاً، حيث ما عليّ سوى تقليب صفحات هذا الكتاب، وكأنني أطلّع على ألبوم صور عائلي ثم إذا ما عاد، م. رفيع، وسألني رأيي أقول له عبارة التكاذب التي باتت سائدة في مجتمعنا بعد أن تصدعت القيم وتبدلت الأولويات وتراجع منسوب الاهتمام بالقراءة والهم الثقافي (في العموم).. كتاب رائع جميل، اغبطك عليه، وربما أبالغ وأقول كما يقول كثيرون بل أحسدك.. اسجل نقطة لدى هذا الباحث طويل البال حد العناد، والذي يصر على مواصلة نبش الذاكرة الوطنية بأبعادها الشخصية والتاريخية ودلالاتها الاجتماعية، رغم ما يلاقيه من عنت وغالباً عدم اهتمام لأن موضوعاته جافة وقديمة ولا تثير الاهتمام الذي يليق بها في دوائر المثقفين، ما بالك الشباب واؤلئك الذين يلهثون خلف ثقافة الاستهلاك ومنتجات العولمة المتوحشة من مأكولات ومسلسلات وأزياء، دع عنك ما تنطوي عليه، من غزو ثقافي مباشر وهجمات لا تتوقف، لشطب الخصوصيات الثقافية والاجتماعية للشعوب، حيث لم تبق سوى قلة (آخذة في التناقص للأسف) مستعدة لمواجهة الرياح العاصفة الهوجاء لهذا الغزو الثقافي، الذي أخذ في الراهن لبوساً مختلفاً لم تعد الحكومات وخصوصاً في العالم الثالث قادرة على مواجهة (هذا إذا كانت راغبة في ذلك او قلقة منه).أعود الى الكتاب الذي أعده المهندس محمد رفيع، وأتحدث عن الشعور الثاني المريح الذي ساورني، وانا اسمع طلبه بإبداء رأيي في المُؤَلَف، وهو انني غير مختص ولا افهم في الهندسة وفنون العمارة شيئا، وسأكون في حل من إبداء أي رأي فني في هذا الشأن.. لكنني.. كنت مخطئاً في الحالين.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة