ولرياض الشعيبي .. ايضامحمود الزيودي
11-02-2007 02:00 AM
كنت مبتدءا عندما شاهدت رياض الشعيبي لاول مره في دبي ... ذهبت مع صلاح ابو هنود من عمان لاعمل ممثلا في مسلسل رجم الغريب الذي كتبه الراحل روكس بن زائدة العزيزي ... في فندق فيدرال بالشارقة كان ضجيج توفيق الدقن وامينة رزق وفردوس عبد الحميد يختلط بانغام عود بهاء ابو طه واحتجاج عادل عفانة ومحمد العبادي ... زملائنا المصريون يعملون في مسلسل مصري لمؤسسة الخليج للاعمال الفنية ..كان توفيق الدقن يخلط الجد بالهزل وهو يطلق النكات .. وكانت امينة رزق تطلب اليه الهدوء فهي تريد سماع انغام اغنية لام كلثوم يعزفها زميلنا بهاء ابو طه ( متعهد ومقاول متحرك للديكور في شيكاغو حاليا ) اما احتجاج عادل عفانة وابو شريف فهو بسبب عقد احتكار لمدة عام بين رياض الشعيبي وبينهم للعمل في المسلسلات الاردنية التي ينتجها تلفزيون دبي وقد اخذت مكانها على الشاشة العربية الصغيرة .. كان الرجل حريصا على الاستمرار في انتاج الدراما الاردنية ...ونجح عفانه والعبادي بزيادة اجورنا جميعا على المسلسل الذي عملنا فيه .. وكانت فرحتي بالعشرة دنانير الاضافية طاغية .. فهي ستزيد الهدايا البسيطة التي سأحملها معي من دبي الى غريسا .. رضخ رياض الشعيبي لمطالب الفنانين الاردنيين لانه يريد وباصرار المساهمة في بناء الدراما الاردنية التي كانت تحبو على يديها وقدميها ... فيما بعد كتبت مسلسل هبوب الريح لمؤسسة الخليج اياها .. صورنا في البترا وسافرنا الى دبي ... لم يكتمل المسلسل بعد ولم يشتهر شهرته المعروفة ... كنت في الاستراحة وهي فندق اقامتنا والمسلسل لم يزل تحت التصوير ... طرق الباب في غرفتي وكان خلفه رياض الشعيبي ... رايته للمرة الثانية في حياتي ... قبل ان يجلس ازال كل عناصر الغربة بيني وبينه ...( انا شاهدت بعض لقطات هبوب الريح وقرأت ملخص النص ... نريد منك ان تكتب لنا مسلسلا مماثلا لتوثيق تاريخ النضال العربي الفلسطيني منذ بدايات الاستيطان )... قلت له اني بدأت في مسلسل تل العناب .. قبل هبوب الريح الذي تصورونه الان ... رفع حاجبيه دهشة وقال ... هو انت ؟ المسلسل لم يذع الا في الكويت .. قلت له صحيح ... فيما بعد استدعاني الى مكاتب الشركة الاردنية للانتاج السينمائي والاذاعي والتلفزيوني ووقع معي عقدا لكتابة مسلسل الارملة والغريب وجاء بمحمد عزيزية ليوقع عقد الاخراج ... بدأت بالكتابة وكنت اقابل ابو محمود بين حين واخر في مكاتب الشركة ( ضمن بناية فندق ) قال لي سأنسحب من الشركة .. لا فائدة .. واسترسل .. هناك عشرات الشاشات في الاستديوهات التي لا حاجة لها وتتطلب صيانتها مبالغ تاكل الارباح .. بداية هذه الشركة غير صحيحة ... وتركها ابو محمود ... وغادرها الاخرون وهي مدينة بستة ملايين دينار .. حينها تذكرت العقلية الاقتصادية مع الالتزام بثقافة جادة .. المره الاخيرة كانت في مهرجان دبي للتسوق .. كنا نشارك في المهرجان بتكليف من وزارة السياحة .. وفيما كنا نحتفي بالضيوف في البيت الاردني الذي استعرناه من سلامه حماد الهقيش وهو بطول ستين مترا مع الساحات والرواق والاعمدة .. فوجئت برياض الشعيبي يشدني من عباءتي وبابتسامته التي لا انساها قال مرحبا ... تعانقنا واجلسته في صدر البيت قائلا ( ليش ضعفان ؟؟) جلس ببطء وهو يقول ( صحتي مش بزيادة يا زيودي ) كانت ام محمود برفقته تحمل مجموعة من نسخ رسومات المستشرقين التي اطلعت عليها وهما يشربان القهوة .. تلك السيدة الذواقة في الاختيار جمعت مشروع تسجيل تاريخي لبلاد الشام ومصر من خلال تلك الرسوم ... تحدثنا كثيرا وقهقه ابو محمود بصوته المجلجل ونحن نستعرض ايام البدايات بطرائفها .. لم اشاهد الرجل بعدها حتى قرأت نعيه ... والان وانا اكتب يوم دفنه اسجل لرياض الشعيبي انه ساهم في تطوير الدراما الاردنية ... وساهم في تقديم جيل من الكتاب والمخرجين والفنانين .. رحمة الله عليك يا ابو محمود |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة