(الإسلام هو الحل) ليسَ مجرّد شعار
ابراهيم العجلوني
03-11-2007 02:00 AM
الإسلام كبديل، أو الإسلام بديلاً، أو الإسلامُ هو البديل أو الإسلام هو الحل. هذه كلها عناوين مقترحة لكتاب المفكر الألماني مراد هوفمان الذي اختار له ناشره العنوان الأوّل؛ على اعتبار أنه يشكّل بديلاً حضاريّاً ذا طابع شمولي يستغرق جوانب الحياة المختلفة في العالم المعاصر ماديّها ومعنويها على حدّ سواء.والذي يتتبعُ أعمال هذا المفكر الألماني، ويرى إلى الأبعاد الكونية والإنسانية لفلسفته، لا يمكن له بحال من الأحوالَ أن يحسبه على نزعة جزئيّة ضيقة، أو يضعهُ في حَمَلة الشعارات، أو يرى في توكيده أن الإسلام هو الحل مجرّد لافتة ترفع في الانتخابات.
إنّ المسألة أبعد من هذا كلّه. وهي في اعتقادنا أقرب شيء إلى ما ظل يردده بعضهم من أن الاشتراكية هي الحل، أو إلى ما يعلو ضجيجه اليوم في الدوائر الغربية من أن الليبرالية هي الحل أو هي خاتمة المطاف التي لا محيد عنها؛ وإن كان ذلك بفوارق جوهريّة هائلة.
وكونُ الإسلام هو الحل بهذا المعنى الواسع لا يَضيره أو يثلمُ مشروعيته أن ترفعه هذه الجهة أو تلك، حزباً كانت أو دولةً شعاراً، ثمّ لا تنجح في تمثّل دلالاته أو جعله واقعاً ملموساً على نحوٍ أو آخر.
إننا أصحاب رسالة عالميّة مضمونها أن الإسلام بعقائده وتشريعاته وآدابه وجملة تصوراته هو الحل لأزمات هذا العالم وتناقضاته، وهو البلسم الشافي لجراحاته الرغيبة التي أدمته بها القوة العارية من كل قيمة او القوّة التي ترى انها هي القيمة الأُولى والأخيرة، والذي تمثّل السوق هوّتها الفاغرة التي تلتهم الأنفسَ والأعمار. وإن من حقنا، انطلاقاً من ذلك كله، أن نرى في هذا الإسلام البديل - على حد تعبير هوفمان - حلاًّ أمثل لمشاكل العصر، كالتنمية والتضخم والمديونية والبطالة.
إن للإسلام أحكامه الواضحة فيما يخصّ الأسلحة النوويّة أو أسلحة الدمار الشامل بوجه عام، وفيما يخص نظافة البيئة، وفيما يخصّ حقوق الإنسان، وفيما يخصّ المواثيق والمعاهدات، وفيما يخصّ الحرابة والبغي - أو الإرهاب فيما فرضه علينا قاموس الإعلام الغربي - ، وهو يجعل الأخلاق مرجعه الأعلى لا القوّة، كما أنه يرفض الربا والإحتكار والدعارة، ويسدّ على الفساد الذرائع، ويربط مقاصد الشريعة بمصالح الناس.
بهذا كلّه نفهمُ أنّ الإسلام هو البديل أو أن الإسلام هو الحل، لا أنّه مجرّدُ شعار يُرفع، يُفيدُ منه مغامرٌ من الخلق، او تستظهر به جماعةٌ من الجماعات، أو يراه بعضهم ممّا يُثير حفيظة هذا أو ذاك.
إنّها رسالةُ رحمة للعالمين، وهي واضحة المعالم لمن شاءَ منكم أن يَسْتبين، أو لمن لا يحولُ بينه وبين الإنصاف والموضوعيّة حميّةٌ جاهلية أو شنآن..