الاسلام السياسي قادم .. فراقبوه ** أسعد العزوني
02-07-2012 02:07 PM
عمون- أنا من الذين يتمنون ليل نهار أن يحكم الاسلام الصحيح، وأن نصبح تحت الحكم الاسلامي، وعندها فاني واثق أن كافة مشاكلنا ستحل، وسوف لن تكون لنا أراض محتلة، لأن قوتنا ستكون كفيلة بتغيير واقع الحال، ولن يكون بيننا فقراء لأن الزكاة كفيلة بسد هذه الفجوة، ولن يظلم بيننا احد لأن الخليفة سيكون عادلا وسوف لن يفرق بين ابنه واحد رعاياه، كما ان "الخليفة" سيرفع من شأننا لأنه سيخاطب قادة الغرب بما يستحقون.
قد يقول قائل إن عليّ أن أستعد للفرح، لأن الاسلام السياسي بدأ يتسنم الحكم، بدءا من تونس، وها هو يتربع على عرش مصر مرورا بليبيا! ولكن حجتي القوية هنا، هي أن هؤلاء ومن سيليهم في الدول العربية الأخرى التي ستشهد التغيير المحتوم، يندرجون تحت لواء الاسلام السياسي، بمعنى أنه لا يمكن أن نصفهم بالاسلاميين على شاكلة الاسلام الذي حكم في عهد الخلفاء الراشدين وما بعدهم، الى أن انحرف البعض عن الصراط، وانتهينا الى ما نحن عليه، وأصبح الخليفة الحاكم يستنجد بالغرب ضد أخيه الحاكم الآخر.
انهما نهجان مختلفان، وهما خطان متوازيان لن يلتقيا، وبالتالي فانه ليس صحيحا، وصم الاسلام السياسي بأنه الاسلام الذي ننتظره، وهو الذي سيخلصنا من واقعنا الذي لا يرضي صديقاً ولا يسر عدواً.
حكم الاسلام الذي نريد، هو حكم الرسول "ص" الذي قال: لو أن فاطمة بنت رسول الله سرقت لأقمت الحد عليها. وحكم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ومن أتى بعدهم ممن حفظوا كرامة الأمة ووسعوا رقعة الأرض الاسلامية، وأشاعوا العدل بين الناس ونال اليهود في عهدنا أقصى درجات الحماية والعدل ولكنهم خانونا لأن هذا هو ديدنهم.
سيقول آخرون دعوا الاسلام السياسي يجرب حظه ومن ثم احكموا عليه، وأنا لا أمانع منح الفرصة لمن يستحقها، لكن تجربة الاسلام السياسي واضحة للعيان منذ تحالفه مع الرأسمالية الأمريكية في أفغانستان ضد الاتحاد السوفييتي ،وما أفضى اليه هذا التحالف من هزيمة للسوفييت انتهت الى تفكيك الاتحاد السوفييتي وعموم المنظومة الشيوعية.
عند ذلك تغيرت المعادلة وانقلبت المعايير وأصبح الاسلام هو العدو الأول للغرب بعد انقراض العدو الشيوعي وتجلى ذلك بمسرحية تفجير البرجين في الحادي عشر من أيلول 2001 التي باركها زعيم القاعدة الشيخ أسامة بن لادن وهو منها براء براءة الذئب من دم يوسف .
ما بيننا وبين الحكام الجدد في العالم العربي هو العلاقة مع أمريكا بالتحديد والنظرة لاسرائيل، فان رأينا واقعا يختلف عن واقع الحكام المنقرضين، سنهلل ونكبر للقادمين الجدد، وان لمسنا عكس ذلك فنحن غير ملزمين بالتأييد والولاء. لأننا لن نرغب بتطبيق المثل القائل: جمل محل جمل برك.
قيل الكثير عن الحكام الجدد ومن أبرز ما قيل انهم حلفاء للغرب ربما بدرجة أكبر من تحالف الحكام المنقرضين بدليل أنهم انقادوا لأمريكا وأصبحت واشنطن مربط خيلهم، كما أنهم لم يتطرقوا بسوء الى اسرائيل وتحديدا في مصر حيث معاهدة كامب ديفيد التي وقعها السادات والتزم بها مبارك.
من هنا يحق لي أن أتساءل وبقوة: ما الفرق بين الحكام القوميين والعلمانيين المنقرضين، وبين حكام الاسلام السياسي الجدد؟ لا فرق جوهريا، وهذا يقودنا الى ماهية الربيع العربي الذي يقوده كل من الأمريكي فيلتمان والفرنسي ليفي.