أذكر مقطعاً من إحدى الأغنيات القديمة والجميلة للثورة الفلسطينية كان يقول:
"لا يهم المقاتل حين يضحي،
أن يرى لحظة الانتصار،
سأرى لحظة الانتصار،
سأراها بعيني رفيقي"
أكتب هذا كمقدمة لكي أهمس في أذن نشطاء التحركات الشعبية في العاصمة بشكل خاص، من اسلاميين وقوميين ويساريين و"بدون"، بالملاحظة التالية التي سجلتها على هامش نشاطهم: إذ تغيب عن وجوه المشاركين مشاعر المحبة والاستمتاع.. نعم! المحبة والاستمتاع.
يفترض أن المناضل (أو المجاهد) من أجل قضية نبيلة، يمارس فعلاً انسانياً خالصاً واثقاً ومستبشراً ومتفائلاً ومتأملاً.. إلى آخره. وذلك حتى لو كان في حالة قلق أو توتر أو خشية على المشروع والفكرة أو توقع تقديم التضحيات.
ليسمح لي القارئ بالاشارة إلى أنني في عمر مكنني من معايشة العمل السياسي بصورة واعية (من ناحية عمرية على الأقل) منذ أكثر من 35 عاماً، وقد كنت أرى المناضلين في حالة محبة لنضالهم ولرفاقهم ولفكرتهم ولقضيتهم حتى وهم يتعرضون للبطش أو وهم يمضون أحكاماً طويلة بالسجن.
ما أشاهده اليوم في العاصمة خاصة وبدرجة أقل خارجها، هو حالة من الضيق والتجهم تطغى على وجوه المشاركين بالتحركات، التجهم وليس الجدية، إنهم يستعجلون انتهاء العمل، ويتلقون مكالمات يعدون فيها بالعودة سريعاً، ويحدّثون بعضهم إنْ كان من الضروري البقاء حتى النهاية، وسمعت عشرات منهم يظهرون رغبتهم بأن ينهي المتحدث كلامه، وتتطاير خلال التحركات كلمات مثل: "خلّصوا"، "خلْصت"، "قرّبت تنتهي"، "روّحنا"، "اختصر يا زلمة".. وما يعادلها.
أيها الاخوة، انتبهوا إلى أنكم "تعدونا" بمستقبل مشرق ولا "تتوعدونا" به .
ahmadabukhalil@hotmail.com
العرب اليوم