وبعد أن حمدت الله واستغفرته، شرعتُ أنثر من تلك الكلمات التي فاض بها الخاطر ذهني .
ثم أبحرت اكتب رسائلي إليها . – رسائلٌ تسمو ب الحزن حِسَّها - مروراً بتمنِّ سعى إلى إيجاد اختصار للفرح ولو ضمن أحرفٍ تُنشر.
سادَ الصمتُ بلغتهِ من جديدْ .
يبدو أن للأقدار تصاريفٌ أخرى شاءت بما شاءت إلى أن وافت ذاك الإحساس الوفاة، لتجدد بها روحاً تتلوها في حياة عتيدة، غير تلك الحياة التي اعتادها هذا القلب.
فمنها جعلتُ انتفض إليها كل حين، لأخط تأملاتي التي انتهت في أشجان هذه السياسة محاولةً التفريغ عن النفس بما أحبت.
تلكَ السفينة التي فقدها هذا الرّبان ولَّت – وها قد ( فقدها كاتبٌ امتزجت جمالية سطوره بسطوتها )، وبحوافِ قبورٍ ضربته بسيفٍ حاد استطاع أن ينسيها كُل ما فيها .
ومع هذا و رغم سريانها وبُعدها لم يكن بطلُ سيرتنا إلا باعثاً للعشق ومراقباً لها في كل أحوالها ونواحيها – بدت - أنثى ليست ب أنثى من هذا العصر ولا من ذا الطيف . – بلى – . وكأنه العشقُ وهاهي الرسائل تسيلُ إليها مبللةً بالصدق ومرصعة بالوفاء.
لقد كانت الرسائلُ تئن من استحالة تحقيق نسماتها من ذاكَ السكون الآسر .
أحزانٌ تحولت إلى صور من الفِراق غير الفراق الذي ينقل الإنسان من المحيى إلى الممات ، إنه فِراقٌ في حياة أولى فقط.
لكن النقيض تجلى على قلبي دونَ حربٍ تقلبُ نتيجةَ المشهد .
هي السهولةُ في سلاسةِ سماءِ العشق منسابة ، تتسابقُ في روعةِ اصطياد الرضى لمفقودةٍ سكنت صدرَ كاتب هذا الأحرف ، لكننها مشيئة الأقدار على صفحات كتاب هذا الزمان بنبض لم يدرك سوى هبات برودة تُعزز حضورها الكلمات والوصف لمعانٍّ ابتدأت شهيقها بالصلاة وكذلك حال في غيابها رحلت بالصلاة – صلاةٌ لا ركوع لها . لم ينتهِ الوصف – غير أنها أجملت في رحلة صامته.