facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




جرذان وعصابات واخيرا .. شذّاذ افاق


عمر كلاب
27-06-2012 03:57 PM

ثلاثة أوصاف أضافها زعماء عرب إلى شعوبهم , تستحق المتابعة , وتؤكد ان سمة التعلّم من اخطاء الاخرين غائبة عن عقولهم , فقد اضاف الرئيس السوداني عمر البشير وصفا جديدا للشعب السوداني وحراكه , قائلا انهم شذّاذ افاق , وهو وصف لقطّاع الطرق من مجهولي الأصل والنسب , ليكون بذلك ثالث زعيم عربي يُدخل موسوعة الشتائم لشعبه .

الرئيس الليبي رحمه الله بعمله , وصف شعبه بالجرذان , قبل ان يعلن الشعب خلاصه من نظامه الفقير انجازا والمفقر شعبيا ووطنيا , والرئيس السوري وصف الحراكيين السوريين بأنهم عصابات مسلحة , تستهدف اثارة الفتن والقلاقل , وثالثهم عمر البشير بوصفه الجديد .

الشعب السوداني اكثر الشعوب طيبة , واكثرهم عشقا للسياسة , فهو شعب مسيّس بالكامل , ولعل شغفه بالسياسة والنقاش دفعه الى مجافاة العمل قليلا لحساب التنظير السياسي وقدّم هذا الشعب الطيب نماذج سياسية شكلّت علامات فارقة في المشهد السياسي العربي من حسن الترابي الى المنصف الميرغني وقبلهما الشهيد عبد الخالق محجوب الذي انتج تنظيما يساريا من المسجد .

وانتج ادباء كبارا مثل الفيتوري و الطيب صالح وكتاب وصحفيون , وظل على الدوام الشعب الذي يضرب المثل بتماسكه وحرصه على اخيه السوداني , وما زلت اذكر حادثة حصلت في احد المستشفيات الاردنية , حين طلب مريض سوداني من زائر لمريض يتقاسم معه نفس الغرفة ان يخبر اي سوداني بأن له اخ مريض في المشفى , وكم كانت صعقة الزائر الذي اوصل الامانة الى زميل سوداني تشرّفنا بصحبته في زميلة اسبوعية , بحجم زوار المريض السوداني , دون قرابة دم او سابق معرفة .

فهل هذا الشعب الطيب شذّاذ افاق , ام انه مرض العظمة الذي أعمى زعماء عرب عن مشاهدة حراك شعبهم والاستجابة اليه , بشرف وكرامة قبل ان يسبق السيف العذل , فمواقيت الاستجابة العربية في الدول التي شهدت تغييرات وإزاحات لحكّامها سلما وقتالا , لعب الوقت فيها لعبة خطيرة ومريرة , فما قاله الرئيس المصري السابق مبارك يوم 25 يناير لو قاله قبل اسبوع لربما جنّب النظام والشعب الكثير مما حدث , وهكذا مع القذافي وهذا ما حدث مع الرئيس التونسي بن علي .

سامرَ تونسي صديقا ليبيا همومه السياسية , فقال له هل تصدّق ان رئيسنا بعد ثلاثين عاما قال لنا الان فهمتكم , هل هذا معقول ؟ فأجابه الليبي قائلا : “ إحمد ربك بعد اربعين عاما قال لنا رئيسنا “ من انتم “ فهو لم يعرفنا رغم كل هذه الفترة , واخشى ان الشعب السوري والشعب السوداني , سيضيفان لنا , طرائف جميلة ومريرة , رغم خفّة دم الطرفة السابقة.

السودان ونظامه , يجب ان يلتفت الى جواره وتوأمه المصري , الذي نجح في انتاج حالة سلمية في حراكه , عجز نظامه السياسي السابق عن قراءة مطالبه , فكان التغيير السلمي ايضا رغم دماء الشهداء التي سالت غيلة وغدرا , وعليه ان يستلهم من المغرب الشقيق جاره في القارة السمراء سرعة الاستجابة وتجاوز المرحلة الحرجة بدل ان يستلهم ارث الزائلين ممن خالفوا وجدان شعوبهم ومارسوا اطلاق الاوصاف السيئة على شعوبهم فكان رد الشعب اكثر قسوة , الشعب السوداني سيبقى بسمرته العذبة الاكثر بياضا في القلب والاكثر طيبة وتسامحا وعلى الزعيم ان يعيد قراءة المشهد السوداني الذي يتقسّم كل يوم في غفلة من الزعيم الملهم .

omarkallab@yahoo.com
الدستور





  • 1 مواطن 27-06-2012 | 05:15 PM

    طيب والذي يتخلى عن التحرير والعوده ماذا تسميه

  • 2 شاذ افقى 27-06-2012 | 05:33 PM

    ثورتنا قائمة حتى نصر

  • 3 دكتور فيصل المحيسن 28-06-2012 | 11:31 AM

    اين كنت ...


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :