facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




السيناريو البديل" على الطاولة


د. محمد أبو رمان
27-06-2012 04:08 AM

ثمة ما يدفع إلى القناعة بأنّ خيوط سيناريو بديل بدأت تنسج خلال الأيام الماضية لدى صانع القرار بشأن مصير قانون الانتخاب. وتتم اليوم دراسة البدائل والخيارات الممكنة في حال عدم توقيع الإرادة الملكية عليه، وإدراج بعض بنوده "الإشكالية" على الدورة الاستثنائية.
المبررات التي تمنحنا الأمل بأنّ "السيناريو البديل" بات مطروحاً على الطاولة اليوم، قوية ومنطقية، تعزّزها وقائع مهمة صعدت إلى السطح مؤخراً.
أولاً؛ الخشية من تكرار سيناريو 2010، بعد بروز مؤشرات قوية عليه، من زاوية مناخ المقاطعة المتوقعة الذي بدأ يخيم على البلاد، وتحديداً في الأوساط السياسية المعارضة وفي المدن الكبرى، ما يعني عملياً أنّ الانتخابات لن تخرج البلاد من الأزمة السياسية، بل ستعزّز الفجوة وتبقينا في "عنق الزجاجة"، ما دفع بشخصيات مخضرمة إلى التساؤل عن جدوى حل مجلس النواب الحالي وإجراء الانتخابات في مثل هذه الأجواء!
ثانياً؛ رفض القانون لا يقتصر اليوم على قوى المعارضة، كما كانت الحال في 2010، بل يضرب اليوم عمق مؤسسات القرار والشخصيات السياسية والقريبة من خط الدولة؛ فهنالك حالة من الاستقطاب والانقسام الداخلي الواضحة، وثمة تيار في محيط الدولة يبدي قلقه الكبير من المسار الحالي.
يمكن ملاحظة الاستقطاب، الذي لم يعد خافياً، في موقف كلّ من رئيس مجلس الأعيان (رئيس لجنة الحوار الوطني) طاهر المصري، وعبدالإله الخطيب (رئيس الهيئة المستقلة للإشراف على الانتخابات)؛ إذ يتحفظ كلاهما على الصيغة الحالية لقانون الانتخاب. وتنضم إليهما شخصيات سياسية مخضرمة عديدة من أركان حكومة د. معروف البخيت، وحتى من داخل التيار المحافظ، ومن القوى السياسية القريبة من الدولة، مثل المهندس عبدالهادي المجالي زعيم التيار الوطني، وعدد كبير من أعضاء لجنة الحوار الوطني.
إدراك صعوبة الموقف يكمن حتى في نسبة التصويت داخل كل من مجلسي النواب والأعيان؛ فبرغم تمرير "الصوت الواحد"، إلاّ أنّ الاحتجاج داخل النواب كان واضحاً على القانون وعدد المؤيدين من الحضور فقط 57 نائباً، ومن الأعيان فقط 35 عيناً، وهي نسبة ضعيفة تعكس بوضوح حجم الاستقطاب والاختلاف حول القانون الحالي.
ثالثاً؛ المؤشرات الحالية تؤكّد أنّ الدولة مهما فعلت ستكون ضعيفة، إن لم نقل عاجزة، عن تسويق القانون الحالي، حتى وإن دشّنت حملات إعلامية وحاولت اختراق الكتلة السكانية الواسعة في المخيمات والمدن الكبيرة، فكل ذلك تمّت تجربته سابقاً، وفشل، ولا توجد أي مؤشرات في الاتجاه الآخر، ما يعني إذا كانت نسبة التصويت ضعيفة وحجم المقاطعة كبيراً، أنّنا دخلنا مأزقاً أخطر من الحالي!
تلك المعطيات لا تدع مجالاً للشك والنقاش بأنّ "حلف الصوت الواحد"، على حد تعبير الزميل فهد الخيطان، لم يستطع إدارة القانون وتسويقه، لا في داخل الدولة، ولا بالقرب منها، ولا مع المعارضة، ولا حتى في الشارع، ما يجعل الإصرار على هذا "المسار المغلق" عناداً سياسياً، وإقحاماً للدولة في حقل متفجرات في خضم أزمة اقتصادية قاسية وتدهور الأساس الأخلاقي لعلاقة الدولة بالمجتمع.
السيناريو البديل يفترض أن تتم إعادة النظر في قانون الانتخاب وتحسين الصيغة، بالعودة عن الصوت الواحد إلى الصوتين، ومن الدائرة الصغيرة إلى المحافظة، باستثناء بعض المحافظات التي تقتضي الضرورة القبول بتقسيمها بين الدوائر، وأخيراً رفع القائمة الوطنية بصورة مقنعة وجيّدة، ما يجعل من قانون الانتخاب مدخلاً ممكناً لإصلاح جوهري في الحياة السياسية.
اللحظة تقتضي التفكير خارج "الصندوق التقليدي"، والتخطيط للسيناريو البديل ولرسالته السياسية ولإخراجه الإعلامي، بما يعيد وضع القطار على سكّة أكثر وضوحاً وضمانة.
m.aburumman@alghad.jo


الغد





  • 1 اقتراح 27-06-2012 | 05:10 AM

    تقسم الاردن الى دوائر بعدد النواب ، على ان يفوز من يحصل على خمسين بالمئة زائد واحد ، وفي هذه الحالة لا ينجح الا الممثل الحقيقي للشعب ، علما ان هذا النظام معمول به في بريطانيا وهو الذي ساهم بافراز نظام الحزبين خاصة وان اعلى مرشحين يخوضان الاعادة اذا لم يحقق اي مرشح نسبة خمسين بالمئة زائد واحد في الجولة الاولى .

  • 2 عبدالله السوالقة 27-06-2012 | 06:22 AM

    مبدع في تحليلكم لقانون الانتخاب المقدم من مجلس الأمة بشقيه الكارثي بكل حيثياته التي ستكون وبالا على الاستقرار لانها ستنتج مجلسا لن يرضى به كل من يريد الخير لهذا الوطن وفيه تقزيم للارادة الشعبية التي اكتوت بنار المجالس السابقة التي لم يكن همها الا مصالحها الخاصةوأولوياتها على حساب الوطن

  • 3 رنا 27-06-2012 | 06:31 AM

    انا بشكر على كلامك وانا بحب دائما اقراكل شي من مقالتك مع الشكر

  • 4 رنا 27-06-2012 | 06:31 AM

    انا بشكر على كلامك وانا بحب دائما اقراكل شي من مقالتك مع الشكر

  • 5 المحامي احمد ابورمان 27-06-2012 | 11:55 AM

    دكتور محمد اشكرك على هذا التحليل والنظره العامه والشامله والنصيحه التي اثق كل الثقه ان رغباتهم عكسها تماما دكتور القطار لن يعود الي مساره الصحيح الا اذا سار في شارع الشعب اوعلى طريق المطار الله يحفظ البلد

  • 6 د. سعد الخرابشه 27-06-2012 | 05:40 PM

    يا أخ محمد "مفيش فايده" من قانون الصوت الواحد أو قانون العشر أصوات ما دامت ثقافة التزوير موجودة في حياتنا السياسية. أقترح عدم حل مجلس النواب الحالي وتوفير الأموال التي ستنفق على إنتخابات جديدة ستفضي إلى إنتاج مجلس جديد على نفس الشاكلة.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :