تتسرب المعلومات حول قرب الغاء المركز الاردني للاعلام ، والمجلس الاعلى للاعلام ، واذا كانت دائرة المطبوعات والنشر ايضا بلا مدير ، فان كل هذا يؤشر على ان السياسة الاعلامية غير واضحة وغير محددة ، ولا توجد استراتيجية للاعلام الرسمي.
لماذا يتم الغاء المركز الاردني للاعلام ، واذا كانت الحكومة اليوم تستمتع بألف واسطة لتعيين مدير للمركز الذي هو بلا مدير اعتبارا من اليوم ، فان الحكومة ترد ان لا شيء واضحا بشكل نهائي بشأن المركز ، وان كل شيء تحت الدراسة ، من اجل توزيع مائة موظف ، هم موظفو المركز ، ما يزيد عن نصفهم من حملة الثانوية العامة ، وقد تم تشكيل لجنة في رئاسة الوزراء لاجل هذه الغاية.
لا يجوز ان يتم الغاء المركز ، ونسف الجهد المبذول خلال السنوات الماضية ، واذا كانت حجة البعض عدم وجود توصيف وظيفي للمركز ، فالاصل ان تتم مراجعة هذا التوصيف ، ووضع اهداف محددة ، وخطة عمل واضحة ، وتفعيل المركز ، بالطريقة التي تريدها الحكومة ، اما الغاء المركز فهو خطأ كارثي ، فمن سينفذ كل المهمات التي يقوم بها المركز ، خصوصا ، ان هناك مهمات فنية عديدة ، بحاجة الى جهة للتعامل معها ، واذا كان المركز وامكاناته وموظفوه بات امرا واقعا ، فمن المحرج ان يتم الغاؤه ، فتارة تلغى وزارة الاعلام ، ويتم تأسيس المركز ، ثم يتم الغاء المركز ، ولا نعرف من الذي سيرثه ، والى اين ستذهب بنا هذه المتواليات ، من عدم الوضوح ، ثم كيف يتم الغاء المركز والحكومة امامها مهمة الانتخابات ، ومن سينفذ مئات المهمات الفنية المتعلقة بالاعلام والانتخابات ، وهل التوقيت يسمح اصلا بألغاء المركز؟؟
اما المجلس الاعلى للاعلام ، فنقد واقعه محرج ، فمن هو قائم عليه اليوم ، هم من درسونا الصحافة والاعلام في الجامعة ، فلا يصح ان يقال علمته الرماية فلما اشتد ساعده رماني ، غير انني اسأل.. هل المشكلة هي في وجود المجلس الاعلى للاعلام ، ام في منافسة المؤسسات الاخرى له ، هل المشكلة في وجود المركز ، ام في حالة "المباطحة" بين المؤسسات الاعلامية ، التي لا تعرف توصيفها الوظيفي ، فيحدث التداخل ، ويحدث الحرج بين كثير منها ، ولربما بدلا من الغاء المجلس الاعلى للاعلام ، فان الواجب وضع توصيف وظيفي ، له ، يجعله يرتاح ويريح ايضا ، بدلا من استهدافه كل ثلاثة اشهر.
ثم تأتي دائرة المطبوعات والنشر ، التي ما زالت بلا مدير ايضا ، وتحظى بألف واسطة يحركها اعلاميون من اجل الوصول الى موقع المدير ، ونسأل بصراحة.. ما الذي نريده من الدائرة اذا كانت المطبوعات والكتب لم تعد تتم مراقبتها ، واذا كان تسجيل المطبوعات ، ليس ذا اهمية ، ما دمت انا وغيري نطلق مواقع انترنت مؤثرة ومشاهدة ، ويدخل عليها زوار بعدد قراء الصحف اليومية والاسبوعية.
لو كنت محل المسؤولين في الاعلام ، والحمد لله انني لست كذلك ، لما تحدثت عن اغلاق المؤسسات واقامتها على ذات طريقة محلات القهوة الامريكية في أي سوق حرة في مطار ، ولراجعت التوصيف الوظيفي لمؤسسات الاعلام ، ولقررت ما الذي اريده وما الذي لا اريده ، وكل ما يجري دليل على اننا لا نعرف ما نريد ، واننا نستنبط سياسة لكل مرحلة ، دون حساب لكلف الثقة وتأثرها بهذا الذي يجري.