تركيا : سوريا اسقطت طائرتنا ب"صاروخ" واستهدفت ثانية
26-06-2012 03:39 AM
عمون - قالت تركيا الاثنين إن القوات السورية أطلقت النار على طائرة تركية ثانية كانت في مهمة للبحث عن طائرة الاستطلاع إف-4 التي أسقطها السوريون يوم الجمعة الماضي، لكن الطائرة الثانية لم تسقط، بينما حث الاتحاد الأوروبي أنقرة على ممارسة "ضبط النفس" حيال الوضع المتوتر مع سوريا.
واتهم نائب رئيس الوزراء التركي بولند ارينج سوريا بانها اسقطت "عمدا" المقاتلة التركية "اف 4" قبالة سواحلها باستخدام صاروخ وليس بواسطة مدفع مضاد للطائرات كما اكدت دمشق.واوضح "المعطيات التي لدينا تظهر ان طائرتنا اصيبت بصاروخ موجه بواسطة الليزر او بنظام الحرارة".
وقال بولنت أرينك في مؤتمر صحفي عقده الاثنين "إن تركيا ستحمي نفسها في إطار القانون الدولي" ضد ما وصفه بـ "العمل العدائي" من سوريا باسقاط طائرتها الجمعة الماضي.
وأضاف أرينك في ختام اجتماع للحكومة التركية استمر سبع ساعات بشأن الحادث إن إسقاط سوريا لطائرة الاستطلاع "لن يمر دون عقاب."
إلا أن المسؤول التركي قال "إن تركيا ليست لديها أي نية لخوض حرب مع أحد، فكل ما يتعين فعله سيتم بالتأكيد في إطار القانون الدولي."
* امريكا تتضامن :
وقالت الولايات المتحدة مساء الإثنين إنها ستعمل مع تركيا على محاسبة سوريا على إسقاطها مقاتلة تركيا الذي يعتقد المسئولون الأمريكيون أنه كان متعمدا.
قال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني إن الولايات المتحدة تتضامن مع تركيا وهي تحقق في حادث إسقاط الطائرة الذي وقع يوم الجمعة وتحدد ردها.
لكن كارني تجنب الإجابة عن الأسئلة بخصوص ما يعتقد أنه الرد المناسب على الحادث الذي أدى إلى اشتداد التوتر بين أنقرة ودمشق في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس السوري بشار الأسد لسحق الانتفاضة المناهضة لحكمه.
* الاتحاد الاوروبي :
في غضون ذلك، حث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين أنقرة على "ضبط النفس" ودعوها إلى "رد هاديء" بعد أن اتهمت تركيا جارتها الجنوبية سوريا بإسقاط إحدى طائراتها الاستطلاعية العسكرية، لكنهم تعهدوا في الوقت ذاته بزيادة الضغوط على الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت كاثرين آشتون، مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي: "إننا نشعر بقلق بالغ إزاء ما حدث، وبتعاطف شديد مع أسرتي الطيارين المفقودين، وننتظر من تركيا بالطبع التحلي بضبط النفس في ردها."
* اجتماع لوكسمبورغ:
وقد جاءت تصريحات آشتون على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ في مؤتمر اعتيادي عُقد قبل يوم من الموعد المقرر لاجتماع حلف شمال الأطلسي "الناتو" لبحث كيفية الرد على حادث إسقاط سوريا للطائرة التركية، وذلك كون تركيا عضوا في الحلف المذكور.
وتقول تركيا إن السوريين أسقطوا طائرتها العسكرية "عمدا" عندما كانت تقوم "بطلعة تدريبية في المجال الجوي الدولي، وبلا سابق إنذار"، إلا أن سوريا أكدت أن الطائرة أُسقطت بمدفع رشاش مضاد للطائرات يبلغ مداه الأقصى 2.5 كيلو مترا.
وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن الوزراء المجتمعين في لوكسمبورغ أضافوا شخصا واحدا وست شركات وكيانات أخرى إلى قائمة الشخصيات والجهات المشمولة بالعقوبات المفروضة على سوريا.
وقد فرض الاتحاد الأوروبي حتى الآن عقوبات على سوريا شملت تجميدا للأرصدة، وحظرا على منح تأشيرات الدخول لأكثر من 100 شخص لهم علاقة بقمع السكان المدنيين في سوريا، كما جمدت أرصدة 43 كيانا.
بدوره، دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إلى زيادة الضغوط على دمشق، لكنه قال "إن حادث الطائرة لم يغير بالأساس الوضع في سوريا حيث يقمع الأسد الانتفاضة المستمرة ضد حكمه منذ 16 شهرا."
وقال هيغ: "لا أعتقد أن الحادث يبرز مرحلة مختلفة. فمن المهم للغاية أن نزيد الضغوط بفرض عقوبات إضافية، وستعمل دول أخرى بقوة لاستصدار قرار جديد من مجلس الأمن."
وقد تحاشى رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، حتى الآن التصريحات التي تتحدث عن القيام برد عسكري ضد سوريا، وبدا أنه يبتعد عن أي تلميح بعمل مسلح.
وبدعوته لعقد اجتماع للناتو الثلاثاء يضع أردوغان موضع التنفيذ بندا في معاهدة حلف شمال الأطلسي ينص على إجراء مشاورات عاجلة إذا ما اعتبرت إحدى الدول الأعضاء أن مصالحها الأمنية مهددة.
"غير مطروحة"من جانبه، قال وزير الخارجية الهولندي أوري روزنتال: "إن التدخل العسكري في سوريا مسألة غير مطروحة، فهذه مسألة ليست محل بحث من جانب الحكومة الهولندية."
وكانت دمشق قد دعت في وقت سابق الاثنين حلف "الناتو" إلى لعب "دور إيجابي لتثبيت الأمن والاستقرار" في المنطقة في أعقاب إسقاط الطائرة التركية، محذرة من مغبة اتخاذ أي قرار "عدواني" على سوريا خلال الاجتماع الذي سيعقده الحلف الثلاثاء بشأن الأزمة.
ففي مؤتمر صحفي عقده في العاصمة السورية دمشق الاثنين، قال جهاد مقدسي، المتحدث باسم وزارة الخارجية والمغتربين السورية: "يجب أن يكون اجتماع حلف الناتو (الثلاثاء) لتثبيت الأمن والاستقرار. ولكن إذا كان عدوانيا، فبالطبع نحن نقول إن الأراضي والمياه والأجواء السورية مقدسة بالنسبة للجيش السوري."
وأكد مقدسي أن الطائرة العسكرية التركية التي أسقطتها سوريا الجمعة "انتهكت بشكل صريح السيادة السورية وفق الوقائع والمعلومات والاعتراف التركي الأولي."
وقال مقدسي: "إن الرد السوري كان تصرفا دفاعيا سياديا من قبل رشاش أرضي مضاد للطائرات مداه الأقصى 2.5 كلم فقط."
وبشأن قول تركيا إن السوريين لم ينذروا الطائرة التركية، قال مقدسي إن التعليمات المعطاة لوحدات الدفاع الجوي السورية هو التصدي السريع والمباشر لأي هدف كان في مثل هذه الحالات.
وأضاف: "لو كانت الطائرة سورية، ودخلت بهذه الطريقة لاستهدفناها بنفس الطريقة."
وشدد على أن سوريا متمسكة بعلاقات حسن الجوار مع تركيا، وقال: "من أساء إلى العلاقات الثنائية ليس سوريا، فنحن طبقنا مبدأ المعاملة بالمثل، ولا نحمل أي عدوانية تجاه الشعب التركي."
"حشد الشعب"وأضاف: "إن الهدف من تصريحات الحكومة التركية هو حشد الشعب التركي وراء تصرفاتها تجاه سوريا، والتي لا تخدم تركيا نفسها."
وذكر المسؤول السوري أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو "روى رواية مخالفة ومغايرة لحقيقة إسقاط الطائرة العسكرية التركية."
وأشار إلى أن عمليات البحث عن حطام الطائرة التركية لا تزال جارية "وبتعاون بين الجانبين السوري والتركي"، قائلا: "لقد طلبنا من الجانب التركي تشكيل لجنة عسكرية تأتي إلى مكان الحادث، لكنه لم يرد على هذا الطلب."
من جانب آخر بحث مجلس الوزراء التركي اليوم الاثنين حادث إسقاط الطائرة العسكرية التركية، وهي من طراز (F4)، ولم تصدر عن الاجتماع أي خطوات تصعيدية بشأن الأزمة.(بي بي سي ووكالات)