اعداء سورية ما بين المطرقة والسندان
محمد سلامه
25-06-2012 02:30 AM
اعداء النظام السوري اليوم ينطبق عليهم المثل العربي الشهير أنهم واقعون ما بين المطرقة والسندان (السندان هو ما يطرق عليه الحداد الحديد) ولذا هم ما بين امرين كلاهما شر.. ما بين ازمة افتعلوها وصاروا عبئاً على حلفائهم وما بين نهاية محتومة تنتظرهم.
السيل من التقارير والتصريحات الروسية تؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك أن أمام شلة اسطنبول والهيئة والناشطين.. الخ) طريق واحد هو القاء السلاح والجلوس الى طاولة الحوار, وغير ذلك يتحملون نتيجة ما ستؤول اليه اعمالهم في تحمل مسؤولية دوامة العنف القائمة اليوم, والذي لا شك فيه ايضا هو ان قصة التدخل العسكري الغربي قد انتهت وان اسقاط الدولة والنظام صار من الماضي وان ما بعد تقرير لجنة المراقبين الدوليين هو ان النظام السوري يواجه عصابات مسلحة وارهابيين خارجيين عن القانون ولهذا فان الموقف الدولي بات لصالح النظام فيما الموقف الاقليمي ممثلا بتركيا والمجموعة الخليجية ما زال بحاله ويراهن على تأجيج الداخل السوري لتحقيق مأربه وسوف يفشل.
بعض الاقلام التي ما زالت ترى الامور في غير طريقها وتتحدث عن احلامها وتتلقف اصوات اعداء النظام السوري وتتحدث عن عفو الرئيس والابقاء على النظام.. هذه الاقلام رهينة لمواقف وتصريحات اسرائيلية امريكية,, وهذا الامر هو اضغاث يعتاش عليها المعادون للنظام, فقد سبق لهم ان كتبوا عشرات المقالات قبل عام ونيف وتحدثوا عن اسابيع وشهور وقالوا ان النظام يقترب من السقوط وانه يترنح وان الخطاب الروسي في طريقه الى التغيير وان الشعب لن يقبل برحيل الرئيس وبقاء نظامه وان انتصار ما يسمى الثوار قريب.. هذه الفقرات المنسوخة ضمن مقالات متكررة لم تجد لها طريقاً واحداً الى النفاذ, وعلى العكس تماماً فالذي اقتربت نهايته هو العصابات المسلحة والذي يترنح اليوم هو مجلس اسطنبول واذنابه. والخطاب الروسي ما زال بموقفه الرافض لاي تدخل سياسي او عسكري في الشأن الداخلي السوري وان الشعب الذي يتحدث عنه هؤلاء يقف مع رئيسه ونظامه السياسي وان معركة الحسم والانتصار باتت قريبة لصالح النظام وفي هذا تؤشر على الاتي.
ادار النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد المعركة السياسية الدولية بكل فطنة وذكاء, فقد تعامل مع بعثة المراقبين الدوليين وقدم كل التسهيلات الممكنة لهم باعلانه وقف اطلاق النار في نيسان الماضي ورفض العصابات المسلحة الالتزام بذلك بشهادة المراقبين امام مجلس الأمن مما دفع برئيس البعثة الجنرال روبرت مود الى الاقرار بذلك وتحميلهم المسؤولية او لعل هذا يؤكد على ان المسار الذي تتجه اليه اليوم الاعمال هو توجيه ضربة قاسمة للمسلحين واخراجهم من المدن الكبرى كخطوة اولى تمهد لملاحقتهم في الريف والمناطق النائية والقضاء عليهم بمرور الوقت .
الموقف الروسي يتشدد الى جانب حماية الدولة والنظام السوري معا فرد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على تصريحات رئيس وزراء بريطانيا غولدن براون واعلانه رفض بلاده التدخل السياسي بالشأن السوري وربط ذلك بان سورية هي بوابة العبور الى تهديد روسيا ذاتها من قبل الغرب يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك ان موسكو قالت لامريكا والغرب واذنابهم بالمنطقة ان الازمة عندكم وليست عندي وان عليكم ان تبحثوا عن حل سياسي يلزم المسلحين وقف العنف والتفاوض وغير ذلك لا مكان له في اجندة الدولة الروسية.
الموقف الاقليمي ممثلا بالجامعة العربية وتركيا وبعض الاطراف ليس حاسماً في الازمة السورية, فهو موقف تخريبي يعمل على اطالة امد الازمة عبر مد العصابات بالسلاح واستمرار تدفق المال والعبث بالامن الاقليمي, وهذا نهايته معروفة وواضحة وهي ان اطالة امد الازمة للرهان على تغيير المواقف الدولية لن يجد له طريقاً ولهذا نقول ان الذي يترنح اليوم هو اعداء النظام السوري وحلفائهم بالمنطقة.
هناك عامل داخلي ومهم وهو ان الشعب السوري بغالبيته الساحقة تساند نظامها السياسي كما ان لسورية الدولة جيش وطني قوي له دوره القومي في الذود عن فلسطين واهلها فقد خاض ستة حروب مع اسرائيل منها اربعة مباشرة في اعوام (,48 67و ,72 82) وكان له دوره في حربي (2006 و2008) ولولاه لما انتصر حزب الله في لبنان ولما انتصرت حماس بغزة.
سورية ما بعد »الارهاب« ستعود الى موقعها الطليعي في قيادة المنطقة, وسيعود نظامها السياسي اكثر قوة وصلابة, وسيكون لرئيسها بشار الأسد حضوره السياسي القوي الى جانب حلفائه في هذه المعركة المصيرية والتي اوشك على توجيه اخر لطمة لاعدائه ودفن المؤامرة والمتآمرين على سورية.(صحيفة الديار)