عمون - حثّ رئيس مجلس النواب السابق العين عبد الهادي المجالي كل القوى الوطنية، على إطلاقها، أن تشاركَ في الانتخابات النيابية المقبلة.

وطالب في كلمة له امام مجلس الاعيان خلال مناقشات مشروع قانون الانتخاب "أن نتجاوز إشكالاتنا الداخلية لأن محيطَ الوطنِ ملتهبٌ واستحقاقاتهُ مقلقةٌ مرعبةٌ تستدعي منا رفعَ الوطنِ فوقَ خلافاتنا واختلافاتنا".

وأكد المجالي أنه لا يجدُ ضيراً من إقرار الاعيان لصيغةِ القانون كما وردت من الحكومة والتي تمنحُ الناخبَ ثلاثة أصواتٍ، صوتين للدائرة والآخر للقائمة ، لكنه نفى صفة الصوت الواحد على ما افرزه مجلس النواب.

وطالب المجالي برفع عدد مقاعد البرلمان الى 150 ومقاعد القائمة الوطنية (الدائرة العامة) إلى 21 مقعداً .

وتاليا نص كلمته :


بسم الله الرحمن الرحيم
دولةَ رئيسِ المجلسِ المحترم
الزميلاتُ والزملاءُ الأعيان المحترمون
السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته

نُناقشُ اليوم، في مرحلةٍ دقيقةٍ حساسة، قانونَ الانتخاب، هذا القانون الذي نُعولُ عليه في الانتقالِ بالحالةِ البرلمانيةِ من واقعها الراهن بكلِ ما عليه من ملاحظاتٍ إلى واقعٍ أفضل وأنضج، لأننا جميعا نُريدُ سلطةً تشريعيةً أكثرَ مؤسسيةً وأعمق ديموقراطيةً تُفضي بنا إلى اليومِ الذي يناطُ بالأغلبيةِ النيابيةِ، حزبيةً أو ائتلافيةً، تشكيلُ حكومات هذا الوطن.

نُناقشُ في مجلسِ الأعيان، اليومَ، هذا القانون بعد أن ناقشهُ وأقرهُ مجلس النواب، وأظنه خَلُصَ إلى صيغةِ القانونِ التي بين أيدينا بعد دراسةٍ معمَّقةٍ وحواراتٍ متنوعة، وبذل جُهداً مقدراً، ووقتاً نراه كافياً في بحثِ وفحصِ كل الخياراتِ التي تأخذُ بالاعتبارِ الواقعَ الوطني، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

دولةَ رئيسِ المجلس.. الإخوةُ الأعيان

مثلما لمجلسِ النوابِ في القانونِ رأيٌ عبّر عنه في الصيغةِ التي نُناقشها الآن، فإن بمقدورنا، بموجبِ الصلاحياتِ الدستورية، أن نُعدِّلَ على تلك الصيغةِ ما نراه مناسباً ومكملاً لإنتاجِ قانونٍ يُمكن أن تتحقّقَ حوله أعلى درجةٍ من درجاتِ الإجماع.

وعليه، أقترحُ رفعَ عددِ أعضاءِ مجلسِ النواب من 140 مقعداً، كما في النصِ محلَّ النقاش، إلى 150 مقعداً على أن ُتقسَّم الزيادةُ المقترحةُ على النحوِ الآتي:

ثلاثةُ مقاعد لدوائرِ العاصمةِ الانتخابيةِ ذات الكثافة السكانية وهي: الأولى والثانية والرابعة. كذلك تخصيصُ مقعدٍ لمحافظةِ أربد، ومقعدين لمحافظة الزرقاء، وفي كلا المحافظتين أرى أنْ تُمنحَ الزيادةُ للمناطقِ الأكثر كثافةً سكانية.

ومن ثم أقترحُ زيادةَ مقاعد القائمة الوطنية أربعة مقاعد لترتفع حصة القائمة من 17 مقعدا إلى 21 مقعدا.

أما بشأن عددِ الأصوات الممنوحةِ للناخب، فبقناعتي ويقيني، أن الحديثَ عن أن صياغة مجلسِ النواب للقانون فيها عودة إلى نظام الصوت الواحد يجافي المنطق الموضوعي لأن الناخب يملك صوتين، واحدٌ للدائرة وآخر للقائمة.

ومع ذلك لا أجدُ ضيراً من إقرارنا لصيغةِ القانون كما وردت من الحكومة والتي تمنحُ الناخبَ ثلاثة أصواتٍ، صوتين للدائرة والآخر للقائمة.

دولة الرئيس .. الأعيان الأعزاء ..

من هذا المنبرِ المحترمِ أستميحكم بتوجيه النداء إلى كل القوى الوطنية، على إطلاقها، أن تشاركَ في الانتخابات النيابية المقبلة، وأن نتجاوز إشكالاتنا الداخلية لأن محيطَ الوطنِ ملتهبٌ واستحقاقاتهُ مقلقةٌ مرعبةٌ تستدعي منا رفعَ الوطنِ فوقَ خلافاتنا واختلافاتنا.

وأن ندرك، كقوى سياسيةً وحزبيةً مهما تعددت رؤانا ومواقفنا، أهمية السعيِ إلى المشاركةِ في السلطةِ التشريعيةِ، فمن خلالها يمكنُ لكلِّ صاحبِ رأيٍ وموقفٍ أنْ يعبِّرَ عن رِأيهِ وموقفهِ في كلِّ شأنٍ تشريعيٍ ورقابيٍ وسياسيٍ، ويسعى إلى الإصلاحِ بكلِّ الوسائلِ الدستوريةِ والقانونية.
دولة الرئيس .. الإخوة الأعيان
الوطنُ لا يُختلفُ عليه، قد نختلفُ من أجله. ولكلٍ منا رأيٌ َشرْطَ أنْ لا نُقصي الرأيَ الآخر، ونسعى إلى التوافقِ من غيرِ تضييقٍ وإنكارٍ ومن غيرِ احتكارٍ للحقيقة.
والسلامُ عليكُم ورحمةُ وبركاته
العين عبد الهادي المجالي