المناذرة والغساسنة الجُدد .. !!أ.د عمر الحضرمي
24-06-2012 05:44 PM
عام 1945 أنشأنا (تحت ظروف مشوهّة ومشبوهة) جامعة الدول العربيّة التي، من ذلك الحين، فشلت في تقديم أي مشروع قومي عربي ناجح. بل على العكس من ذلك فقد أبقت على تبعية سياسية واقتصادية وأمنية إلى الخارج الغربي وذلك الشرقي. ورغم التطورات والتغيّرات الإقليمية والدوليّة التي مرّت بها المنطقة والعالم، فقد شهدنا انهياراً مفزعاً في المنظومة العربيّة، بعد أن تهاوت الشعارات التي أطلقتها الشعوب العربية ابتداءً بالوحدة أو العمل العربي المشترك أو التنسيق في حده الأدنى. حتى القضية العربية المركزية في فلسطين، فقد باتت نهباً لإرادات "الروم والفرس" الجدد. ورحنا نحن العرب نستنهض المناذرة الذي ركبوا قوارب فارس، في مقابل الغساسنة الذين تلحّفوا الجلباب الرّومي، الأمر الذي خلق منا ضحايا بلغت أقساها في التغوّل الإسرائيلي وفي احتلال العراق وتدمير ليبيا وتخريب سوريا، بحيث أصبحنا عملاء لأطراف خارجيّة تسوقنا من مكان إلى آخر. حتى قضايانا الداخلية لم نعد قادرين على حلّها إلا على موائد القوى العالميّة، فبتنا نلجأ إلى مجلس الأمن أو محكمة العدل الدولية أو محكمة الجنايات الدولية لحل هذه المشاكل، بعد أن استسلمنا للقرار المستورد، وبعد أن نمنا في أحضان الاقتصاد المستورد والأمن المستورد والثقافة المستوردة. وغدونا منقادين للشرق نستعين به أو للغرب نستنجد به. حتى الصدام بين هذين المعسكرين صرنا نحن جنوده نحارب بعضنا بعضاً خدمة لأجندات الاستقواء الدولي.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة