ماذا بعد فوز الأخوان في مصر؟ * خالد وليد نصار
24-06-2012 03:47 AM
نجح الشعب المصري الشقيق بانتخاب رئيسهم بشكل ديمقراطي، بطريقة عجزت عنها العديد من الأنظمة حول العالم، و لو أن مأخذي على الشعب المصري بأن رئيسهم اختياره ليس من حقهم فقط، بل من بل من حق كل عربي أن يختار رئيس مصر لما تعني لنا مصر من حامية للعروبة و أم العرب أجمع.
لم تخلو هذه الانتخابات من الاثارة في جولتيها الأولى و الثانية، 350 مليون عربي لم ينم ليلة نتائج الجولة الأولى و ان نام لم تخلو أحلامه من ارهاصات نتائج هذه الانتخابات.
فوز مرسي و شفيق في الجولة الأولى كان له الدور الكبير في عدم وضوح الصورة المستقبلية لمصر، و ذلك بسبب فوز فريقين كل له موقف مغاير بخصوص الثورة، أحدهم من بقايا النظام السابق و الاخر الى حد ما يعتبر أنه من أبناء الثورة، فظهرت المخاوف من فوز شفيق و عودة النظام القديم الى الحكم من جديد، وفي الجهة المقابلة ظهرت المخاوف أيضا من فوز الأخوان و استبدادهم بالسلطة الكاملة في مصر.
انتهت الجولة الثانية، و فاز د.محمد مرسي بالرئاسة، لا أحسده أبدا على هذا المنصب نظرا للمرحلة الحرجة التي تمر بها مصر الان، و خصوصا أن أخوان مصر لم يسبق لهم و أن تقلدوا مناصب الحكم لذلك هي مهمة صعبة جدا بالنسبة اليهم، لا أدري ان كان فوز الأخوان هو خروج من الأزمة المصرية أم دخول في متاهة أزمة أخرى، و لكني أؤكد على أنه اختبار جيد لهم في عدة قضايا و التي كانت تمثل نقطة أساس في معارضتهم للأنظمة الحاكمة كقضية السلام مع اسرائيل و قضية الديموقراطية و الحريات والعدالة الاجتماعية في الدول العربية.
بالنسبة للسلام، فان دور الأخوان يأتي في الغاء اتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية أو تجميدها على الأقل، و هذا ليس رأيي و لا رأي الشارع العربي، بل هو الرأي الذي يتبناه الأخوان و النابع من فكرهم الذي يقوم على أن التعامل مع دولة مثل اسرائيل هو حرام شرعا و خيانة بحد ذاتها.
أما بالنسبة للديموقراطية، ترى الاتجاهات السياسية الأخرى أن الديموقراطية التي يكفلها الأخوان و النابعة من تعاليم (الشورى) في الدين الاسلامي انما هي ديموقراطية ناقصة و تتعارض مع مباديء الدولة المدنية و خصوصا في دولة مثل مصر التي تضم المسلمين و الأقباط، و لكن الأخوان كان ردهم الأخوان كان ردهم بأن الخلافة الاسلامية كانت تتمتع بالحرية لجميع الأديان و كفلتها لهم على مر التاريخ.
لا نعلم ان كان الأخوان قادرون على اصلاح ما أفسده الدهر في مصر، أم أننا سوف نواجه نظام اخر من الديكتاتورية و لكن بحجة الدين و ان عارضتهم سيكون ردهم قال الله و قال الرسول اذا انت مخطئ و نحن الصواب!!!
نصيحة مني للأخوان أن لا يكرروا سيناريو الخمسينات عندما تقلد القوميون مناصب الحكم في معظم الدول العربية ثم أصبحوا رمزا للفساد فكفرت الشعوب العربية بالقوميين فلا تجعلوا الشعوب العربية تكفر بكم مرة أخرى!
أتمنى أن الفكر الذي سيهتدي به الأخوان في المرحلة القادمة هو فكر حسن البنا المستنير، و على جميع الدول العربية و القوى السياسية المختلفة في مصر أن تساعد الأخوان في النهوض بواقع مصر في مرحلتهم القادمة، و خصوصا أنهم كانو خيار الشعب المصري،و نحن نحترم الخيار الديمقراطي للشعوب، و على الأخوان أيضا أن يكونوا على مستوى المرحلة المقبلة و على قدر المسؤولية الموكلة اليهم و خصوصا بأن قواعد الحكم الثلاث أصبحت بيدهم، و أن يكونوا قادرين على أن يوقفوا أطماع المجلس العسكري و اجهاض أحلام الشعب المصري و اجهاض ثورتهم العظيمة، و لكن رئيس شرعي منتخب ديمقراطيا بلا صلاحات أفضل من رئيس لا شرعي بكامل الصلاحيات.
Khaled_nassar@hotmail.com