هل الصحافة الأردنية محايدة؟
موفق محادين
01-11-2007 02:00 AM
الفرق بين الصحافة الحزبية والصحافة المحترفة هو ان الاولى تعبر عن تصورات ايديولوجية واحدة, سواء في تعليقاتها وتغطيتها العامة او في الزوايا المخصصة لكتابها, فيما تتسم الصحافة المحترفة بالتنوع الذي يأخذ مظهرين:- المظهر الاول بتنوع كتاب الزوايا وتباين منظوراتهم وافكارهم وتحليلاتهم.
- اما المظهر الثاني, فيتميز بموضوعية تناول الاخبار والاحداث والتحقيقات المختلفة والحرص على اظهار الاراء المتعددة ازاء اية قضية.
واهمية ذلك لا تنبع فقط من تحري الحقائق والتعددية بل من حماية الصحيفة نفسها من ان تتحول الى منبر منحاز لجهة بعينها, حيث غالبا ما تتحول التعليقات والتغطيات الى اعلانات غير مباشرة قد تكون مدفوعة من جهات محلية او خارجية.
وعلى سبيل المثال لا يجوز تناول الصراع الفلسطيني الداخلي بين حماس وفتح من منظور واحد من خلال استخدام عناوين وايحاءات محددة كما لا يجوز تناول عملية اغتيال هذه الشخصية اللبنانية او تلك بهذه الروح الاحادية ايضا سواء بصورة مباشرة او غير مباشرة كأن تقول الصحيفة مثلا »اغتيال النائب الفلاني المناهض للدولة الفلانية.
وذلك لا يمنع طبعا من ان يكتب اي صحافي او مسؤول في الصحيفة او خارجها مقالا باسمه الشخصي يقول فيه ما يشاء ويتهم فيه من يشاء..
ومن المؤسف الاضافة, كذلك, ان غياب الموضوعية او توظيف الصحافة لا يقتصر على السياسة فقد يمتد الى الثقافة والرياضة وغيرها على طريقة »الشاعر الكبير« او الفريق الذي لا يهزم.. الخ.
ان الصحافة مسؤولية اخلاقية اولا ولا يجوز لأي صحافي او كاتب ان يستغل ثقة القراء او رئيس التحرير لتمرير مواقف مبطنة في ثنايا العناوين والتغطيات العامة حيث بإمكانه كتابة ما يريد بتوقيعه العلني, مستعدا في الوقت نفسه لنشر اية ردود عليه.