مزارعو وادي الأردن يقاضون اسرائيل
22-06-2012 01:16 PM
عمون - علا عبد اللطيف - هدد مزارعون في وادي الأردن بتصعيد إجراءاتهم ومقاضاة الحكومة الإسرائيلية ما لم يتخذ ما وصفوه بـ "موقف حاسم" من قبل الجهات المعنية تجاه تكرار امتداد الحرائق من الجانب الاسرائيلي الى الجانب الاردني، والحاقها الخسائر بالمزارع الحدودية.
وتأتي التهديدات في أعقاب اندلاع حريق مساء أول من أمس في المزارع الحدودية بمنطقة المنشية في لواء الغور الشمالي، تباينت التصريحات حول مصدر نيرانه، ففيما أكد مصدر في الدفاع المدني أن الحريق امتد من الجانب الاسرائيلي الى الجانب الأردني، قال متصرف اللواء عدنان العتوم إن الحريق وقع عند الحد الفاصل بين الأردن وإسرائيل.
وأوضح العتوم أنه ولغاية الآن لم يعرف بعد مصدر الحريق، مشيرا الى تشكيل لجان من عدة جهات للتحقيق في ظروف الحادثة، للتأكد من مصدر النيران التي ألحقت خسائر مالية لعدد من مزارعي منطقة المنشية. وكانت قوات الإسناد التابعة لإقليم الشمال ودفاع مدني الشونة الشمالية ودفاع مدني إربد قد تمكنت من إطفاء الحريق ومنع انتشاره.
واعتبر العتوم أن التصدي للحرائق مسؤولية مشتركة تستوجب تعاون جميع القطاعات الرسمية والشعبية، لافتا إلى ضرورة تعاون المزارعين في إزالة الأعشاب الجافة من المزارع قبل بداية أشهر الصيف، وإيجاد منافذ لسيارات الإطفاء وتنفيذ الخطط التي أعدتها وزارة الزراعة من خلال الاجتماعات التي عقدت مع المزارعين والمعنيين بالقطاع الزراعي في وادي الأردن من حيث إنشاء خطوط نار على محاذاة نهر الأردن.
واكد العديد من المزارعين انهم بصدد رفع دعوى قضائية ضد الحكومة الاسرائيلي، بسبب تكرار الحرائق الحدودية التي تسببت بإشعالها وألحقت أضرارا وخسائر كبيرة بمزارعهم المحاذية للمنطقة الحدودية.
واكد المزارع ابو عبدالله الحوراني ان الحريق الأخير الحق الضرر بـ 30 شجرة من الحمضيات إضافة إلى اتلاف أنابيب المياه والتي يقدر طولها بنحو 50 مترا، وبعض المعدات الأخرى.
وانتقد الحوراني الاجراءات الوقائية المتخذة من الجانب الاردني تجاه مشكلة تكرار امتداد النيران من الجانب الاسرائيلي، مطالبا من الحكومة الاسرائيلية بتعويض المزارعين عن الخسائر المالية والمعنوية التي لحقت بهم.
ويؤكد محمود ابو سالم ان قرابة 50 شجرة في مزرعته تضررت بفعل الحريق الاخير، لافتا الى ان المزارعين في الغور الشمالي يعتمدون على موسم الحمضيات لتسديد الذمم المتراكمة عليهم لمؤسسة الاقراض الزراعي والجهات الدائنة الاخرى.
وقالت مصادر زارعية مطلعة أن أغلب الحرائق التي حصلت في الأعوام الماضية كانت بفعل قنابل تنوير يطلقها الجيش الإسرائيلي بغرض مراقبة الحدود، وانفجار الألغام، وحرق أعشاب على الأسلاك الشائكة لمراقبة الحدود، بذرائع "الدواعي الأمنية ومنع التسلل"، وانتقلت تلك الحرائق إلى العديد من المزارع في الجانب الأردني.
وأشارت إحصائيات وزارة الزراعة الى أنه في 10 ايار العام 2004 وقع حريق في منطقة غرب وقاص بمنطقة الزور، وبلغ مجموع الأضرار المالية (1365) دينارا، وفي 13 تموز العام 2005 اندلع حريق في الوحدة رقم (565) في منطقة الزور وكانت قيمة الاضرار (17792) دينارا، ويؤكد تقرير أعدته مديرية زراعة الأغوار الشمالية أن حريقا شبّ في منطقة الباقورة العام الماضي، بلغت قيمة التعويضات المطلوبة (23,495) دينارا.
وفي يوم 23 حزيران العام 2010 امتد حريق ضخم الى منطقة تل الأربعين في الاغوار الشمالية، على امتداد مساحة تزيد على 20 كلم مربع، وأدى الى اتلاف أكثر من ست مزارع من الحمضيات، فيها آلاف الأشجار المثمرة التي يزيد عمرها على 20 عاما، وتعود الى 15 مزارعا، مثلما أتلف مزارع زيتون وأنابيب ري وتراكتورات ومعدات حراثة وبيوت زراعية بلاستيكية وأشجار حرجية ولوازم زراعية وآبار ري بالإضافة لأضرار بيئية ناتجة عن تلويث الجو.
عن الغد.