الامير الحسن:فهم الدين فهما مقاصديا هو الملهم والداعم لبناء الدولة المدنية الرشيدة
22-06-2012 12:45 PM
عمون - (بترا)-قال سمو الامير الحسن بن طلال "إنَّ فهم الدّين فهمًا اجتزائيًا ضيقًا فيه تقييد للسياسة وإعاقة لها، لكن فهم الدين فهمًا مقاصديًا جامعًا هو الملهمُ والداعمُ لبناءِ الدولةِ المدنيّة الرشيدة. مشيرا الىّ (وثيقة المدينة)، التي جُعِلَت بعد وصول محمّد (صلى الله عليه وسلَّم) وثيقة لتنظيم العَلاقات المدنيّة بين الجماعات المختلفة في المجتمع الواحد، فكانت أوّل وثيقة من نوعها على المستوى الإنسانيّ وفي تاريخ الدول قاطبةً".
واضاف في مؤتمر بيت المقدس الاسلامي الدولي الثالث الذي افتتحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله تحت عنوان (اشكالية العلاقة بين الدين والسياسة) ان التداخل بين الدّينيّ والسياسيّ ليس أمرًا جديدًا أو طارئًا في تاريخ المجتمعات الإنسانيّة؛ وإنْ كانت هذه العَلاقة بين الدّين والسياسة هي عَلاقة جدليّة في أفكار الفلاسفة والمنظّرين على مدى العصور.
واوضح في الكلمة التي القاها نيابة عن سموه نائب مدير المعهد الملكي للدراسات الدينية في عمان الدكتور عامر الحافي انه ولفهم ما يجري اليوم على الساحة السياسيّة الدينيّة والمدنيّة يقتضي بالضرورة التمييز بين الإسلام بوصفه واقعًا دينيًا يمارسهُ المسلمون على تنوّع ثقافاتهم وأعراقهم، وبين الإسلام كواقع سياسيّ لحركات وتنظيمات سياسيّة.
ونوه الى ان الدين لا يزال مصدر القيم الاجتماعيّة الأوّل لدى الإنسان العربيّ، ومن الصعوبة بمكان القول إنَّ السياسي يمكن أن يتحرَّك خارج المنظومة الاجتماعيّة الدينيّة السائدة. ولا بدَّ من البحث عن وسائل وآليات جديدة لإيجاد العَلاقة المنشودة بين الدين والسياسة لتحقيق الإصلاح الشامل في العالم العربيّ، مؤكدا على ان مهمةُ الفِكر أن يسعى إلى سدِّ الفجوة المتسعة بالتمزق والانقسام والإخفاق في عالمنا العربيّ والإسلاميّ بسبب التنافر بين النظام السياسيّ والتصوّر الدينيّ الخلاصيّ الصاعد، ولا طريق لهذه المهمّة دون تفكير عقلانيّ متوازن وحرّ. ودعا المشاركون في ختام مؤتمرهم الى احياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم بشد الرحال الى زيارة المسجد الاقصى المبارك و القدس الشريف ما استطاعوا الى ذلك سبيلا ، وذلك تأكيداً على اسلاميته و دعماً لصمود أهله، والتأكيد على الوحدة بإعتبارها فريضة شرعية وضرورة وطنية واجتماعية، وان الفرقة والانقسام حرام شرعاً. واكدوا على ضرورة تعزيز الإجراءات التي تسهم في كسر حصار الاحتلال الاسرائيلي للقدس،وموقع المرجعية الإسلامية في تحديد الهوية الذاتية للأمة الإسلامية مع الانفتاح المنضبط، على كل المكتسبات الحضارية الحديثة الإيجابية؛ كأداة استباقية لمكافحة جميع ظواهر التطرف والانفلات، والغلو والتمييع، والجمود والتلّون.
ودعوا الى تفعيل دور الإسلام في حماية السلم المجتمعي وصيانة الوحدة بين مكونات المجتمع، وتمتين مظاهر التدين في الحياة العامة للأمة المسلمة.اضافة الى ادماج حركات الإسلام السياسي في الحياة المعاصرة؛ لأنها أفضل طريقة لتجفيف منابع الغلو والتطرف والإرهاب. والتاكيد على إعادة قراءة تراثنا السياسي الإسلامي؛ لاستلهام التاريخ المشرق، وربطه بمستجدات العصر في ضوء فقه النوازل لمساعدة الدولة بالقيام بوظيفتها التي مناطها إقامة الدين وسياسة الدنيا بما لا يخالف الدين.