كيف نشهر حقيقة الشفافيه التي هي من صنع أنفسنا؟!!! ..
د. محمد الخصاونه
21-06-2012 09:55 PM
فلا تلبث أن تشد الرحال إلى وليمة من ولائم الكرم الحاتمي في بلدنا حتى تغوص الأيدي وربما الأرجل في تيهات ما طاب من ملذات المآكل والمشارب من الهش والنش ولبن المخيض من ألبان مؤابٍ وكركٍ وسمن بلقاوي من منسف لذة للآكلين ومن المعصرات ماءاً ثجاجا... حتى إذا ما استنفذت المهمه تجدهم من لذة ما ملؤوا به البطون سكارى كأعجاز نخل خاويه!! ... هكذا وجدنا الكرم الأردني الأصيل على ما هو عليه في الأساطير.... يتخلل هذا الأمر في كثير من الأحيان وعود بمنصب عال هنا أو حقيبه هامه هناك ولكن ما بال الموائد والولائم في العزائم التي لم يسفر عنها منصب أو جاه أو تسليط للأضواء الساطعه على من ألقيت الموائد من أجلهم؟؟!!... أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون... قال عفريت أبرق من الإنس أضغاث أوهام أو أن بك من الأمر جنه وما نحن بتأويل الأوهام بمسؤولين!!.. إنما هي حياتنا المثلى فيما وجدنا عليه آباؤنا من قبل ومن وحي ما آوتينا من توجيهات عليا ونحن قائمون... إنما هي الشفافية بعينها نطبقها كما كان عليها آباؤنا الأولون وما الديمقراطيه التي تتحدثون عنها إلا القدر اليسير من أبواب الحرية التي نمارسها نبيع بها الأوطان وننصب من نشاء في عليين وما أدراك ما علييون... ولما نجد طريقنا متجها إلى كواليس مكافحة الفساد اتجهنا دربنا مستعجلين إلى أعتاب السفارات نستنجد بها مدعين بأننا هددنا في قوتنا ورزقنا وتم التمييز ضدنا حتى إذا ما أًرجعنا في سيرتنا الآولى لم نجد بداً من طرق الطريق كما طرقناه أول مرة وإن عدتم عدنا!!
إن الحديث عن الشفافيه قد أصبح موضوع ذو شجون... فقد بات كل من يتخذ قراراً تشوبه الشبهات يتغنى بموضوع الشفافيه ويكتب بها الأشعار من شدة هول ما صنع... فهو يتحدث عن النزاهه وهو عنها بعيد ويتحدث عن الشرف وهو منه بريء ويتحدث عن العفه وهي منه براء... لقد باتت الشفافيه المتعلقه بشغر المناصب شيء هلامي وقد اختلط به شيء من زئبق من شدة مطاطيتها... فيات الحرامي والمختلس في هذا الوطن العزيز هم أول من يتحدثون منظرين عن موضوع الشرف والعفه والنزاهه وأهمية الشفافيه التي باتوا يفسرونها تفسيرا.....
أما إذا ما تحدثنا بلغة الشخص العادي فإنك ستجد بأن الشفافيه التي يتحدثون عنها بشغف إنما هي باتت من الأسرار المعتمه التي أصبحت الجرائم المرتبطه بها تغوص في تيهات الأدراج لدى المسؤول يؤولها كيف يشاء من حديث الأولين والآخرين... فبدلاً من كشف الأوراق على الملأ بعد الإنتهاء من المهمه وتوضيح الطريقه التي اتبعت في اختيار المسؤول الذي فقد حياءه وبدأ بالحديث بأن من أتى به هي المؤهلات التي تفوق بها على من دونه وحسب، فإن الحديث يبدأ عن الشفافيه بما دعت له القياده والدوله وكلا من القياده والدوله من كل ذلك هم منهم براء!!!
إن كل من شعر بغبن في انتهاك حقوقه من قبل المسؤول وطمس معالمه مناشد للتوجه لأعتاب ذات المسؤول مسائلاً إياه عما صنعت يداه في دثر المستحقات العائدة له والتي تم إخفاؤها عن الملأ... فإن لم يستطع فنقول له لعل قاض لا يحمل أكثر من مؤهل البكالوريوس بخبره لا تزيد عن عام واحد في القضاء على الرغم مما قد يكون قد انتاب السلك القضائي من تباطؤ أو ترهل من نوع ما يتمكن من كشف خبايا الترهات الدفينه ويخرج الحقائق من طيات الأدراج المغلقه... بعدها فقط نستطيع القول أو الإفتاء بأن هذا الشكل أو ذاك من أشكال الشفافيه المزعومه يتحقق من حولها أنواع الشرف والنزاهه والعفه المنشوده التي تسهم في نهاية المطاف في بناء المجتمعات النظيفه.
إلا أننا بكل الأحوال لا نريد ولا نقبل الحديث عن أنواع النزاهه التي يترتب عليها فني الأوطان وتقديم الضيافات والقرابين التي هي على حساب الغير، ولا نريد للنزاهه أن تتخذ في العلن شكلاً يناقض الشكل المعمول به في الخفاء... وكذلك فإننا في غنى عن أنواع النزاهه التي تبنى على شيء يراد به باطل وتقديم الرويبضه على من هم من أصحاب الكفاءآت والخبرات الحقيقيه التي شهد لها العدو قبل الصديق... ولا يفوتنا هنا القول بأن الحاجه للحديث عن الشفافيه والنزاهه عندما تأتي من أناس قد امتدت أياديهم وألسنتهم بالتهديد لمرؤوسيهم إن هم لم ينفذوا لهم أشكال المخالفات الصارخه مما يريدون لأنفسهم وأصدقائهم لم يعد لها مكان بيننا...ونقول لأولئك المتشدقين من الناس لا داعي لهروبكم واللجوء إلى أعتاب السفارات لإنقاذكم من أيادي قضاة الفساء أو تهديدات الغير لكم لما أسأتم لهم... فأنتم في نظر المجتمع قد بتتم من الجبناء وليس من الشجاعة في شيء مقاتلة من اتصفوا بالجبن وتقمص رؤوس النعام عندما تدس في التراب...
هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا... قضي الأمر الذي فيه تستفتيان وكفى بالله حسيبا!