احمد اللوزي وبحر الذكريات ..
20-06-2012 06:56 PM
عمون - بقلم الاستاذ الدكتور سعدابوديه ..
سعدابوديه
سعدت كما سعد غيري بلقاء استاذنا العزيز احمد اللوزي في نادي الفيحاء وتدفقت الافكار والمعاني من الطرفين الضيف والحضور اذ ان طلاب احمد اللوزي اذهلوا الحضور برواياتهم وذكرياتهم كما ان احمد اللوزي غرف من بحر الذكريات و تحدث عن التعديلات الدستوريه وتفاصيلها وتحدث عن عمله في معية الحسين رحمه الله وكيف بادر و طلب من الحسين ان يتنحى عن رئاسة الديوان مفسحا المجال لغيره بعد خدمة طويله مميزه وتحدث عن نواحي انسانيه عديده في الاداره مثلا في يوم تم تخصيص ارض للكلية العلميه الاسلاميه في الجبيهه (عام 1965)و كان هناك رجلا يسكن في مغارة في قطعة الارض وحفاظا على مصير الرجل تم استدعاوءه ومنح 1300 دينارا ولم يكن ذلك الا سمو في الخلق في التعامل مع انسان لايملك شبرا واحدا في الارض . انها روح رجال تلك الحقبه الهامه وانها اخلاقيات استمدها اولئك الرجال الكبار من الرجل الاول الذي يعملون في معيته وانها ايضا تعبير حقيقي عن الماثر العظيمه لاولئك الرجال والناس على دين ملوكهم فعلا .
ومن فيض الخاطر روى عثمان بدير كيف تم تمديد الكهرباء لخارج قصبة العاصمه الى الضواحي اذ طلب ابو ناصر تمديد الكهرباء لهذه المنطقه المحاذيه للجامعه شمالا .ويومها قال له الرجل الكبير مدير الشركة محمد علي بدير انه لاتوجد موازنة ولكن هناك حل ادفعوا انتم نصف التكاليف وتم توصيل الكهرباء وبعد اعوام 1968 وصلت الماء وهكذا وبمناسبة الحديث عن محمد علي بدير سأروي قصه عن ماثر الرجل وهي مثال اخر على ماثر الرجال الذين عمروا وبنوا البلد .في يوم اتصل معي سفير الباكستان السابق من كراتشي وقال لي ان مجموعة من نسخ القران الكريم المترجمه من المترجم المميز احمد علي والتي ارسلت لدار توزيع في الاردن لم تجد طريقها الى المكان الذي يجب ان تذهب اليه .طلبت من السفير ان ينتظر وان يحتفظ بها موءقتا في السفاره وذهبت دون تفكير الى محمد علي بدير ودون موعد ودون ان يكون هناك اية معرفة اولقاء سابق مع الرجل واعطيته قائمة كتبتها وفيها اسماء الجهات التي يمكن ان (توهب) لها هذه النسخ وطلبت منه ان يغطي هو التكاليف .كانت مفاجاه ساره اسعدتني اذ قام الرجل عن الكرسي وقال لي من يشكر الاخر انت ام انا . ومضى قائلا : انا اشكرك لانك احضرت لي الاجر من الله تعالى الى مكتبي . وبدوري لا يمكن ان انسى هذا اليوم ماحييت . وهذه رسالة لشبابنا الاعزاء :هؤلاء هم الرجال الذين بنوا الاردن وهم قدوتكم الصالحه ايها الشباب ولا شك ان الابناء سائرون على نهج الاباء انشاء الله وكما قال الشاعر .
تشبهوا بهم ان لم تكونوا مثلهم ان التشبه بالكرام فلاح
وبشكل عامابدى ابوناصر احمد اللوزي روح التفاؤل واجاب على الكثير من الاسئلة الهامه وقال مجيبا على سوءال من الحاج حمدي الطباع عن المواقع التي شغلها وذكر انه بدأ حياته معلما ونوه لاهمية التعليم والمعلمين وان للمعلم رساله وهنا عاد لخاطري عن غياب رسالة التعليم عند بعض الدكاتره في الجامعات وان الامر يستدعي اعادة النظر في النهوض برسالة التعليم نهوضا حقيقيا مدروسا تراقب نتائجه اولا باول وهذا الامر له اولوية هامه .تحدث البعض من الحضور عن انهيار اللغه العربيه واقول بدوري ان هذا صحيح وان ابداع الاجيال الحاليه في التعامل مع الكومبيوتر لايواكبه اي تقدم في الانسانيات ولاحظت ان الاجيال المعاصره احيانا عندها اميه فكريه وانها فكت الارتباط مع الانسانيات واقول ان الاجيال الاقدم اكفأ بكثير في الانسانيات وهذا امر يستحق الانتباه والتخطيط له في المناهج لمواجهته
.واخيرا اشير الى علاقتي مع ابي ناصر اذ بدأت اثناء عملي في السفاره بمصر وبعد عودتي من السفاره استمرت و لم تنقطع .
كان ومازال يقدر من يعمل و يملك الوقت والروح الطيبه ليبعث لي رسالة بعد صدور كتاب لي يمتدح او يشجع و من الذكريات الخالده في مره ودون ان اعرف و بعد ان نجحت ابنتي حنين واحرزت المركز الاول في اللغه الفرنسيه في الجامعه الاردنيه بادر و خاطب رئيس الجامعه الدكتور عبد الله الموسى مشيرا ان حنين حصلت على الترتيب الاول و بالاضافة لذلك هناك تقدير لما قدمه والدها للاردن وطلب ارسالها في بعثه لاستكمال الدكتوراه في فرنسا ووافق الدكتور مشكورا و حققت حنين امنيتها بعد ان كان الاخ محمد ابو عريضه قد اختار لها وظيفة في العلاقات العامه - بنك الاسكان .
واخيرا اشير لنقطتين هامتين الاولى ان ابا ناصر بين مايجمع الناس مثل المسجد والمدرسه والنادي واللجان الخيريه فيه التي تبني المساجد واقول بدوري ومثلك يا ابا ناصر يجمع ويوحد و يبشر ولاينفر وان المركز لم يؤثر يوما على تواضعك الجم . والشئءالاخر الذي اشير اليه لباقة الاخ عبد الله كنعان في ادارة الجلسات وخلق الروح الطيبه وتقدير الناس