المجلس الأعلى للكبابد. ماجد الخواجا
31-10-2007 02:00 AM
تذكرون تلك القصة التي تتحدث عن مسؤول طلب شراء (30) كيلو كباب من أجل إطعام أعضاء الوفد الضيف الذي يزور المؤسسة، وحيث أن الوفد لم يحضر، فقد بدأت مرحلة من المداولات الخطيرة والحاسمة للبحث عن حلٍّ لقضية الكباب، وقد تفتقت العبقرية لجملة الأفكار بأن يتم تكليف أحد الموظفين لحراسة الكباب بعد أن تمت الموافقة على شراء ثلاّجة لحفظ الكباب.. وتطورت القضية والحالة بزيادة عدد الموظفين الذين يتناوبون حراسة الكباب، إلى أن أصبحت هناك مديرية بكامل هيبتها وطواقمها تعنى بشؤون الكباب.. ولكي لا نشذّ عن هذه القاعدة العبقرية، فقد طوّرنا الفكرة بصورةٍ أكبر، حيث أصبح لدينا مجلس أعلى للكباب.. لقد وصلتُ من العمر الزمني ما يجعل تصنيفي خارج قاموس مجلس الشباب، مع أنني متأكد بعدم دخولي لمرحلة الطفولة حتى الآن.. فنحن من جيلٍ عاش زوراً ما تسّمى بمرحلة الشباب في ذلك الزمن الشحيح.. فلم تكن هناك فعاليات ولا روابط ولا منتديات ولا مؤتمرات ولا برلمانات للشباب وطبعاً ولا مجلس أعلى أو أدنى للشباب أوللكباب.. بل عندما كنتُ طفلاً كانت الحكومة تهتم بكبار السّن، وعندما كنتُ شاباً بحسب التعريف الرسمي والحكومي، كانت الحكومة تهتم بالأطفال وحقوقهم، وعندما صرتُ رجلاً أيضاً بالتعريف الرسمي، كانت الحكومة تهتم بالمرأة وحقوقها، وعندما صرتُ كهلاً، كانت الحكومة ينصبّ اهتمامها على الشباب، وعندما أدخل الشيخوخة سيكون الاهتمام الحكومي بالرجولة، وهكذا دواليك.. حقاً فأنا سيّد المراحل المنسيّة.. أنا وارث كلّ الأشياء المؤجلة.. أنا صاحب شعار بعد فوات الأوان.. أنا بهّمة الحكومات الحاضر زوراً والمغيّب فعلاً.. أنا من لا تحمل ذاكرته اللعينة سوى رائحة المزبلة والحمّام العمومي والواد والعبّارة.. أنا وباء متحرك وشلل دائم.. جاء كتاب لدائرتي يفيد بتوافر إمكانية المشاركة بدورة للقادة الشباب في اليابان، فقلت: أخيراً جاء الفرج، وعندما شرعتُ بتعبئة طلب الترشيح، كان هناك شرط بأن لا يزيد عمر المشارك عن ثلاثين عاماً.. حينها أدركت بأن الحكومة سرقت عمري ومراحله الواحدة تلو الأخرى.. حينها أدركت أنه لم يعد يعترف لي بالشباب، علماً بأنه قد تمت مصادرته مني قبل أن أعيشه.. مناسبة كلّ ما سبق هو أنني كنت بزيارة للمجلس الأعلى للشباب أو للكباب- لا فرق- فخطر لي سؤال: ماذا يفعل المجلس وماذا يقدم للشباب؟.. وسرعان ما جاءت الأسئلة منهمرة من حالها لبالها والتي أضعها بين يدي رئيس المجلس الذي ضحّى بمنصب رئيس جامعة وبراتب (4500) دينار من أجل خدمة الشباب وبراتب لا يتجاوز (1500) دينار، أما الأسئلة يا عطوفة رئيس المجلس فهي: ? كم هو حجم ميزانية المجلس وأوجه إنفاقها؟ ? ما مبرر إقامة فنادق خمس نجوم في المدن الرياضية؟ ? ماذا قدمت المعسكرات الشبابية؟ ? كيف تصلون إلى الشباب وكيف يصل الشباب إليكم؟ ? كم هو عدد المؤتمرات والورشات والخلوات والمهرجانات والسفرات التي قمتم بها وأعضاء المجلس؟ ? ماذا قدمتم إلى الشباب المهمشين في إسكانات المنارة وأم نوارة وهاشم وجبل الزهور والمريخ وحي نزال.. بل ماذا قدمتم لطلبة التدريب المهني كمثال؟ ? كيف تتم تعيينات المسؤولين والمستشارين الكبار في المجلس؟ ? ماذا يحدث في مدينة الحسين الرياضية؟ ? كم هو مبلغ الإيجار السنوي الذي يدفعه المجلس عن البناية المستأجرة كمقر له، ومن هو صاحب البناية السعيد؟ ? ما هو حجم المبالغ التي تنفق على الأنشطة والكرنفالات المسماة بالشبابية؟ ? أستحلفكم بالله كيف يتم اختيار الشباب للندوات والمؤتمرات والوفود والسفرات؟ عطوفة رئيس المجلس: اقسم بالله العظيم أنكم إذا أجبتم عن هذه الأسئلة، فإنني أعلن اعتذاري لكم أمام الشعب، وندمي وأسفي مسبقاً، وأتعهد بأن أكون أحد المدافعين الشرسين عن كلّ مشاريعكم وكلّ ما تقومون به.. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة