صحيفة الـ (ديلي تلغراف) البريطانية قالت: ان الولايات المتحدة الاميركية وبعلم من الرئيس اوباما تسلح قوات المعارضة السورية وما يسمى بالجيش الحر باسلحة متقدمة !!.. وهنا نتساءل..لماذا واشنطن تسلح المعارضة السورية وهي التي ما انفك رئيسها اوباما واركان ادارته يؤكدون بصورة شبه يومية دعمهم لمهمة المبعوث الدولي كوفي عنان وصولا الى حل سياسي بعيدا عن سياسة استخدام العنف ؟!..
اما الصحف ووسائل الاعلام الاسرائيلية فهي ترحب بهذا الدور الاميركي المتطور والذي جاء تجاوبا مع نداءات اسرائيل ( حسب قولها ) من اجل تقوية وتعزيز وضع المعارضة السورية ودورها في استنزاف قوة الجيش السوري اولا واضعاف نظام بشار الاسد وصولا الى اسقاطه ثانيا.. ادارة الرئيس اوباما كانت قبل هذا التحول العلني في موقفها من الازمة السورية تتجنب الحديث عن اي دعم عسكري تقدمه للمعارضة السورية حتى لا تتطور الامور الى نشوب حرب اقليمية تحترق مصالحها الهائلة في اتونها.. اما وان ثمة مؤشرات الى احتمال نشوب حرب اهلية فأن ادارة اوباما ترى اليوم ضرورة في تسليح المعارضة السورية للتعجيل في نشوب الحرب الاهلية التي قد تاتي على الاخضر واليابس في هذا البلد العربي.. الولايات المتحدة كعهدنا بها تمارس ازدواجية في المواقف.. فهي تدعو الى السلام في المنطقة وتقدم المبادرات السلمية في حين انها تقدم اخطر الاسلحة الحديثة لاسرائيل..
وهنا نقول اذا كان اسقاط نظام بشار الاسد فقط هو هدف المعارضة السورية وهدف واشنطن وحليفاتها وهدف اسرائيل فثمة سبل غير الاقتتال واراقة الدماء في حرب اهلية.. لكن واشنطن وحليفاتها ومعها اسرائيل لا تكتفي بسقوط نظام بشار الاسد بل انها تريد تدمير سورية - تدمير جيشها وتدمير البنى التحتية والفوقية وتدمير اقتصادها الوطني ومنشآتها المدنية والحضارية.. وبالضبط على غرار ما فعلته في العراق الشقيق..
جميع الدول في المنطقة وفي العالم وقبل ذلك دمشق والمعارضة السورية قد ايدت مهمة المبعوث الدولي كوفي عنان التي اختارت الحل السياسي وتجنب العنف والمواجهات العسكرية.. وذلك عن طريق الحوار وصولا الى توافق وطني حول برامج الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي وحول اطلاق الحريات العامة والتحول الديموقراطي.. وحول التعددية السياسية وحول تداول السلطة عن طريق صناديق الاقتراع..
لكن واشنطن لا ترى بديلا عن تدمير سورية وابادة وتشريد الملايين من ابناء شعبها.. وليكن ذلك عن طريق حرب اهلية وليس عن طريق حرب اقليمية تكون مصالحها الهائلة في المنطقة وقودا لها..
الرأي