اطلاق مبادرة سعودية لقضية اللاجئيين غداً
18-06-2012 10:07 PM
عمون - بدأت على شاطئ البحر الميت اجتماعات اللجنة الاستشارية لوكالة الغوث الفلسطينية "الانروا"، التي بحضور وزير الخارجية بالوكالة وجيه عزايزة.
وقال عزايزة في كلمته الافتتاحية إن قضية اللاجئيين الفلسطينيين مرتبطة في قضية الصراع الفلسطيني، وان أي حل للصراع يتطلب التوصل الى حل لقضية اللاجئيين، مؤكداً أن تحقيق السلام يتطلب اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، اضافة إلى ايجاد حل شامل لقضية اللاجئيين.
وطالب سلطات الاحتلال الاسرائيلي وقف كافة اشكال الاستيطان مؤكدا أن " القدس خط احمر بالنسبية للاردنيين"، وشدد على أآهمية دعم حقوق الفلسطينيين.
وقال إن اكثر من 64 عاماً مرت على انشاء وكالة الغوث "الانروا" وهي تقوم على خدمة اللاجئيين لما تتمتع به من كفاءة في عملها، وهي تحمل رسالة سياسية لاحفاد اللاجئيين الاوائل.
واضاف أن الاردن يعد من اهم مناطق عمليات الوكالة، إذ يتواجد اكثر من 42 بالمئة من اللاجئيين، والاردن يقدم لهم الدعم والخدمات المباشرة وغير المباشرة رغم محدودية الموارد المالية.
وطالب اعضاء اللجنة الاستشارية انصاف منطقة العمليات في الاردن، من ناحية تقديم الدعم المالي، خصوصاً وأن الموارد المرصودة من قبل الوكالة لا تفي بعدد اللاجئيين، مطالباً الدول المانحة والمجتمع الدولي بتحمل المسؤوليات لمساعدة الانروا لضمان استمرارية عمل الوكالة وتخفيف الاعباء المالية التي تقع على عاتق الدول المضيفة.
وشجب العزايز دعوات تقليص خدمات الانروا، مشددا على أهمية المبادرة باتخاذ اجراءات جديدة لدعم برامج الوكالة، والنظر بجدية الى مطالب العاملين في الوكالة لتحسين اوضاعهم المعيشية.
ولفت الى الاضراب المفتوح الذي نفذه العاملون في وكالة الغوث للمطالبة بزيادة رواتبهم أسوة بنظرائهم في الاجهزة الحكومية المختلفة.
واشار الى ان الاضراب المفتوح أدى الى تعطل جميع الخدمات الصحية والتعليمية والاغاثة الاجتماعية لمدة اسبوع ما أدى الى زيادة معاناة المرضى والمستفيدين من الخدمات الصحية التي تقدمها الوكالة اضافة الى تراكم النفايات بشكل يهدد البيئة والصحة العامة في الوقت الذي كان يفترض فيه ان تعد الوكالة خطة طوارئ خاصة للتعامل مع الحالات المرضية والبيئية والصحية الطارئة.
وجدد عزايزة المطالبة بدعم الانروا باعتبارها "عنوان لقضية سياسية".
من جهته قال رامون آنسيون إن اسبانيا حاضرة في الوكالة كنائب لرئيس الهيئة الاستشارية، وهي تتعاون مع الحكومة الاردنية من اجل خدمة قضية اللاجئيين، مثمناً الدور الدعم لعدد من الدول.
وبين أن اسبانيا ستترأس هذه اللجنة بعد اسابيع قليلة وهو الامر الذي سينعكس ايجاباً على على عمل الانروا.
واضاف انه وبعد 64 عاماً من مشكلة اللاجئيين فإن اعدادهم بازدياد مع ازدياد الكلف المالية المترتبة لتقديم الخدمات لهم، وهو ما يهدد مستوى الخدمات المقدمة لهم.
وذكر أن عدم التوصل الى حل لقضية اللاجئيين فإن قضيتهم ستصبح مع الزمن مشكلة دائمة.
وانتقد العقبات التي تضعها سلطات الاحتلال الاسرائيلي بوجهه الوكالة، والخدمات التي تقدمها في قطاع غزة والضفة الغربية، خصوصاً وأنها تحول دون استيراد مواد البناء اللازمة لبناء المباني التي هدمتها اسرائيل في غزة.
واكد أن اسرائيل مطالبة باظهار نواياها الحسنة تجاه القضية الفلسطينية، من خلال تجنب وضع العقبات امام الوكالة، التي شانها أن تزيد من كلف الخدمات المقدمة لتحسين اوضاع اللاجئيين في غزة.
واشار الى أن الوضع السياسي في سوريا شأنه أن يؤثر ايضاً على طبيعة ونوعية الخدمات المقدمة هناك الى اللاجئيين .
من جهته اشار المفوض العام للوكالة فيلبو جراندي إلى دور الوكالة في البحث عن تمويل يديم الخدمات المقدمة للمستفيدين.
واشار الى التحديات المالية التي تقف عقبة بوجه خدماتها، لافتاً إلى أن قضية اللاجئيين تراوح مكانها جراء توقف عملية السلام.
وحذر من تخفيض مستوى خدمات عمليات الانروا في المناطق المستهدفة جراء العقبات التي تعترضها، مشيراً إلى أن الوكالة تبحث عن داعمين جدد للتغلب على المشاكل المالية التي تعاني منها.
وبين ان نحو 30 الف موظف وموظفة يعملون لدى الوكالة في مناطق عملياتها.
وذكر أن الوكالة اطلقت سلسلة من الاصلاحات لبرامجها خصوصاً ما يتصل في الجانب الصحي والتعليمي وهو ما اثمر بنتائج ايجابية، وحذر من خطورة الوضع السياسي في سوريا وتأثيره على مستوى خدمات الوكالة.
يشار إلى أن اللجنة المكونة من 24 تناقش دولة مانحة للوكالة اوضاع العمليات في مناطق الوكالة المختلفة، إضافة إلى الموازنة المالية المخصصة.
وعلى هامش الاجتماعات ستوقع يوم غد اتفاقية منحة تقدمها حكومة المملكة العربية السعودية لوكالة الغوث "الانروا" قيمتها خمسة ملايين دينار.
يشار إلى أن الأونروا تقدم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في الأردن ولبنان وسورية والأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم.
وتقدم عدد من خدمات التنمية البشرية والخدمات الإنسانية لما يقارب من 7 مليون لاجئ في مجالات التعليم الأساسي والمهني وخدمات الرعاية الصحية الأولية وشبكة الأمان الاجتماعي وخدمات المساندة المجتمعية وتطوير المخيمات والبنية التحتية، علاوة على خدمات التمويل الصغير والاستجابة الطارئة، بما في ذلك حالات النزاع المسلح.
ويشمل دور الأونروا مجالات كسب التأييد واتخاذ الإجراءات الكفيلة بالتعامل مع مسائل حقوق الإنسان واحتياجات الحماية للاجئين الفلسطينيين.
وفي حديث لـ"عمون" قال مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية المهندس محمود العقرباوي ان الدول العربية المضيفة للاجئين الفلسطينيين ترفض أي تقليص أو تراجع في مستوى الخدمات التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في مناتطق عملياتها جراء عجز الموازنة.ودعا الى دعم موازنة الوكالة بما يمكنها من مواصلة الخدمات التي تقدمها للاجئين لهم في المجالات التعليمية والصحية والاجتماعية لحين حل قضيتهم وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة.
وتقدم الاونروا خدماتها في مجالات الصحة والتعليم والاغاثة الاجتماعية لنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني يقيمون في مناطق العمليات الخمس وهي الاردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة.
وتعاني ميزانية الوكالة للعام الحالي من عجز مالي يقدر بحوالي 70 مليون دولار من إجمالي موازنتها لمناطق العمليات الخمس ومقداره 560 مليون دولار.
واضاف العقرباوي إن هذا الاجتماع يأتي انطلاقا من حرص الاردن على تفعيل العمل العربي المشترك والخروج بتصور مشترك تجاه وكالة الغوث ، مشددا ان الدول العربية المضيفة للاجئين لا تقبل أن تتحمل أية أعباء إضافية نتيجة لهذا العجز الذي سيؤدي الى تقليص مستوى تلك الخدمات خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة على الجميع مؤكدا على ضرورة عقد هذه الاجتماعات التنسيقية بشكل مؤسسي ومنتظم لبحث أية تطورات تتعلق بعمل الوكالة والخدمات التي تقدمها.