"معذرة يا دولة الرئيس" * الشاعر محمد السواعير
18-06-2012 09:27 PM
(1)
معذرة يا "دولة الرئيسْ"
إن كان في قصيدتي
توجّع من داخلي مشتعل ٌ ،
خال من التهويل والتسييسْ !!
يشرح حال شعبنا ،
ويكشف القناع عن عيوبنا
والهدف ...... الرئيسْ !!
فإنني منذ نويتم سيّدي
أن ترفعوا الأسعارْ
أسير في دوّامة ٍ
أصبحت ..... طلطميسْ !!
والعقل مني شاردٌ
وصرت لا أميز السبت َ
من الخميسْ .
*****
معذرة يا "دولة الرئيس"
إن كانت القصيدة ُالعصماءُ في زماننا
تضمّ في أبياتها
كلّ معاني الزور والتقديسْ !!
معذرة إن لم تكن قصيدتي
تعجّ بالنفاق والتدليسْ !!
فوضعنا يرثى له
تالله لم يقبل به
شيخ ولا قسّيسْ !!
أو تابع يا سيّدي
لمذهب ..... الهندوسْ !!
*****
(2)
معذرة يا "دولة الرئيس"
إن كنت في قصيدتي منفعلا ً
فلعنة الله على "إبليسْ" !!
قد أخرج الإنسانَ من مسكنه ِ
في جنة الفردوسْ
حياتنا مرعبة ٌ، أحلامنا مزعجة ٌ
يتبعها .... كابوسْ
الصبح في مدرستي
في قاعة التدريس
والعصر أرعى غنما ً
وآكل الخبيزة َالخضراء و"الضرّيسْ" !!
وخبزي اليوم بلا خميرة ٍ
أكلته ....... عويصْ !!
لم يبق في جيوبنا بريزة ٌ
لأجرة "السرفيسْ"!!
يا سيّدي الرئيسْ !!
*****
(3)
معذرة يا "دولة الرئيسْ" !!
فأنت من بادية ٍ
وكلنا سواءْ
وأنت لم تعش بها
معذرة ..... وتسمع الصهيل والثغاءْ !!
فأهل عمّان من الغرب بلا
هم ولا ...... غلاءْ !!
في كلّ شهر همّهم
أن يشتروا "ركوبه"
يغيّروا الكساء والغذاء والنساءْ !!
ما ضرّهم يا سيّدي
إن زدتهم "البنزين َ "
أو أمّمتم ............ الهواءْ !!
فلم يجوعوا مرة ، لم يعطشوا
لم يركبوا حمارْ !!
معذرة
فربّما قد ركبوه مرة
تنزها ً
في داخل "البتراءْ" !!
يا لهف نفسي حينما
قد زرتها
وقبل شهرين خلت
حتى تمنيت بها ، أن أركب الحمارْ
من بعدماقد قصّرت خطاي في رجعتنا
في "السيق" قد جلست قرفصاءْ !!
كي آخذ الدّواء
قد سكر الشريان عندي مرة ً
من كثرة العناء
من رؤية الفساد في أمتنا
من شدة البلاءْ !!
من كثرة الطبول والغناءْ
لمن سيأتي موقعا ً
بوابة الثراءْ !!
لمن سيبني قصرَه ُ
لمن سيعلي مجدَه ُ
يأكل من .... أموالنا
يمصّ من ... دمائنا
يعانق ... الفضاءْ
يطاول ... السماء ْ
يا سيّدي الرئيس !!
*****
(4)
معذرة يا "دولة الرئيسْ" !!
لم يبق في قريتنا
"نير ٌ" ولا "فدّانْ" !!
شبابنا بالرغم من أصولهم
لا يعرفون "شرعة"
لا يعرفون "مسحة"
لا يعرفون "ركنة"
"وعبّة" بسوطها تزدانْ !!
إن ذكرت في جلسة ٍ
نلاحظ ......... استهجانْ
ولم يذرّوا "عُرْمة"
ولم يكيلوا "صبّة"
وهم بلا ......... عنوانْ !!
وأرضنا يا سيّدي
قد بعثرت ، وبُيّعت
بأبخس الأثمانْ !!
وما تبقى لم يعد
يصلح للزرع ولا يكفي
لموسم ...... الحيتان ْ!!
وأصبحت معمورة ً
تعتزّ ........ بالبنيان ْ!!
آه ، وآه يا سيّدي
لو نلتقي بليلة صيفيّة ٍ
على ذرى "حسبانْ"
وبعدها ننزل للسيل الذي
يعجّ بالطيون والدفلى ولا
يزال في خريره ِ
معطرا ً بالحبّ والريحانْ
تشنف الأذان من
تغريدة الطيور في "فارعةٍ"
وشربة من مائها
للظامىء العطشانْ !!
ما دنستها أرجل ٌ
ما لوثتها جيفة
من زمرة ......... الشيطانْ !!!
*****
(5)
معذرة يا "دولة الرئيس"
قد قصمت ظهورنا وساطة
تدمّر ....... الأوطانْ !!
فمنذ قرن سيّدي
نركض خلف "نائب"
أو سيّد بمجلس الأعيانْ !!
خلف وزير ، أو أمين ماله
دخل ، بغير صهره ، وصحبه
وزمرة ....... الخلاّنْ !!
من أجل حبّه الدواءْ
من أجل لقمة الغذاءْ
نلهث طول يومنا
نلهث طول شهرنا
نعوم في الطوفانْ !!
من أجل أن أخدم في الجيش وفي
قوافل ....... الفرسانْ !!
أو سط الصبح عميدا ً لامعا ً
وبعده ........ لواءْ !!
فهذه أيامنا مظلمة
وما لها أمان
ويستر الإله من زماننا
وما سيأتي لاحقا ً
في قادم الأزمانْ !!!
*****
(6)
معذرة يا "دولة الرئيس"
أجدادنا يا سيّدي
لم يعرفوا النفط ولم
يتاجروا ...... "بالغاز" !!
كرسيهم من أرضهم
لم يجلسوا عليه في أكذوبة
أو "شيخة" تأكل حق غيرهم
ولم يكن هزّازْ !!
تغمرهم محبّة ،
يحترمون شيخهم ،
ولم يكونوا أبدا ً
إلا رجالا ً همّهم
بالوطن ........... اعتزازْ !!!
ولبسهم ما كان من "انجلترا"
من أحدث الطرازْ !!
تجمعهم عقيدة الإسلام
ونحن في رجوعنا
قد نعبد الأصنامْ !!
والهاتف النقالْ
مرتب ، معلق ٌ
بنقطة .......... ارتكازْ !!
يزهو به البنطال ْ،
يهزنا ، يرحبنا
بنغمة .......... اهتزاز !!
*****
(7)
معذرة يا "دولة الرئيس"
فهذه أحوالنا
في الريف ، في بادية
مليئة بالجوع والحرمانْ !!
فنحن من أبناء هذا الوطن الغالي
ولا نقبل بالخذلانْ !!
فكم حكومة أتت ، ثمّ أعتلت
ثمّ استوت ، ثمّ انتهت
ولم نزل يا سيّدي
نفوز ...... بالخسرانْ !!
هل يقبل "ابن فايز" ؟
أن نشحد الملح وإن
نسرق خبزنا ولا
نصيح ......... بالملآنْ !!!!
معذرة يا "دولة الرئيس" !!!!
معذرة يا "دولة الرئيس" !!!
****