النظام, الشعب, "الخواجا", ولعبة الكراسي: من الأسرع ؟... ومن يلهث وراء من؟!
فتنة "العيون الزرق" بين أصحاب "العيون السود" والعدسات الاصقة, فتنة نعشقها ونستهويها مهما بانت عيوبها واتضحت صورتها. فعقدة الأجنبي والخواجا, عقدة الماضي والحاضر, كانت ومازالت من أعظم تحدياتنا منذ ما قبل أيام "الملهم القيادي" لورنس العرب! فنتة الخوجا اليوم بين ظهرانينا تتعاظم ودورة المزدوج مع "الفوق" و"التحت" أقوى من أي وقت مضى!
أصبح الخواجا اليوم محبوبا من "فوق" ومن "تحت". استطاعوا بقوة دبلوماسيتهم وضعف ارادتنا, التسلل وملئ الفراغ بين "يلّي فوق" و"يلّي تحت" وتقسيم العرب الى "عربين" بمهارة وابتسامة. اذ يأتي دور السفارات اليوم كدور الحكم "أبو عرب" بين فريقين متخاصمين متناحرين, كلّ فريق ينافس الاخر في حب الخواجا لنيل رضاه وفي المقابل نجده ايضا رافعا قبعته مادا يديه مبتسما للطرفين المختصمين ويسعى "لارضائهما".لا لجمعهما. والأهم في تلك اللعبة المزدوجه الخطيرة, في كون الحكم الخواجا لا يسعى اطلاقا لانهاء "المباراة" الاّ حين تتضح رؤيته وتستقر مصالحة! وعليه استطاع أن يكون "المحبون" و"القريب" وحبيب الكل وابو الشباب وابو المرأه ووزارة المرأة وأبو "الجميع"... وعشان هيك بطلعلو "حبيبنا" الخواجا, مقسّم العرب عربين, لقب ... الخواجا "أبو عرب"!
الشيخة "فرونستا" في مضارب "العشائريون الجدد" ...
توسطت "الشيخه فرونستا", سفيرة الاتحاد الاوروبي, وجلست في صدر "بيتها" بين محبيها "المعارضين", وتربعت تربع المعلم للتلاميذ. فقام احدهم وجلس الاخر وتكلم الثالث واختتم الرابع قبل ان تختتم المعلمه دروسها الخصوصية لطلابها وطالبيها. ومع انني لم ارى في تلك الصورة عباءه واحدة ترمز الى "العشائريه" لا من بعيد ولا من قريب, الا أنها كانت معبّرة وغير مبشّرة. ونقول, لو كانت الشيخة فرونستا تنتظر الرد من شبابنا لاستقبالها لكانت مصيبه, اما وانهم كانوا على شغف انتظار تشريفها كل هذا الوقت, وانها زيارتها جاءت متأخرة وعندما سمح الوقت بذلك, فتلك مصيبه ونص ... واكبر.
هل نفترض ان تلك الدعوة جاءت لنشكو لها حالنا ونبث لها شكوانا؟ فلجأنا اليها كونها "المنجيّة" أو "الضاغطة"؟ ام نظروا اليها نظرة " الوسيطة" بينهم وبين "أهلهم" في الفريق الاخر "يلي فوق"؟ كلتا الحالتين غير مبررة وغير منطقيه مهما عظم الامر واستفحل الوضع بين الاهل في "اسرتنا" الاردنية. أما وان نظروا اليها دور "الضاغطه المنجيّه" فقد أخطاؤوا, واما ان نظروا اليها "كوسيطة" فعندها يكون اللوم مشتركا مع بعض أصحاب القرار في اخفاقهم في احتضانهم بدلا من ذهابهم الى أحضان الخواجا الحكم.
بغض النظر على من يقع اللوم, فالخطأ قاسم مشترك للحالتين. لان في مثل هذه الامور اذا تعودنا عليها, يصبح حينها الخواجا المرجع والقاضي والوسيط لا قدر الله. بالتأكيد, هذا لا يعني اتباع سياسة النطواء والعزلة والمجافاة, فلا مانع من "دخول" السفارات وقبول الدعوات, شأننا شأن الامم الاخرى, ولكن لا يجب أن لا نفتح لهم المجال في التوسط في داخل اسرتنا والتحكم في تدبير شؤونها.
الخاتمة: لا للمزايدة أو المزاودة على أحد ولكن لتنسأل جميعا... من هو الأحق باللوم والائمة؟
المبالغة في توصيف الاحداث بعض الشئ, لا تعني "انتقاد" الاشخاص والافراد بقدر ما انتقد الواقع المرعب المتقلب المؤلم. فانا لا اعرف جلّهم جلّ المعرفه بقدر معرفتي بالواقع جلّ المعرفه. فكلهم, ابناء وطن ولا مجال قطعا للمزاودة عليهم... وفي المحصّلة كلّنا في الهمّ شرق. ولكن تبقى الصورة في نظري معبّرة ومحزنة بغض النظر عن من في داخل الصورة وعن النوايا والتفاصيل... فلست انا بمحل المزاودة ولا بطلعلي لا قدر الله.
ولكن يبقى السؤالين الأهمين هنا: لماذا ذهب اولئك الى هؤلاء؟ وكيف يمكن استرجاعهم واسترجاع الوطن للوطن قبل فوات الاوان لا قدر الله؟ الحل ان اردنا, يكمن في جعل الفريقين فريق واحد بارادتنا وحوارنا وبدون وسيط وحكام!
كنّا نلوم الكبار ويلّي فوق, من حيث ندري أولا ندري, من العلاقة "المبالغ بها أحيانا مع الاجنبي (الخواجا) ولكن اتضح مع "الربيع العربي" انو يلي تحت كمان ... بحب وبموت "بالخواجا" بس ما كان "يصحّلو". ظننت ان نخوتنا وحدها كانت تزجرنا من الترامي على أحضان الخواجا... ولكن تبيّن ان نخوتنا طلعت دق الماني دق اروروبي دق امريكي! الخواجا والسفارات اليوم تخرج علينا اليوم خروج الثعلب بثياب الصالحين, الدور المزدوج للسفارات بين ظهرانينا يستوجب الوقفه والتأمل من "الفوق" "و "التحت" على حد سواء ... حيث نتمنى من الفوق بسط يده "شوي" أكتر لتحت ومن التحت التمسك بتلك اليد وترك خواجا للسياحة والسفر لا أكثر .اذا كنّا فعلا... احنا "غير"!
السبب وراء هذه "النداء" بسيط: أولا, كون الخواجا اصلا مش بحاجة لأحد, حتى لو وضع عدسات لاصقة بجميع الوانها, وكونة ايضا يستطيع أن يعيش ويتعايش مع هذا وذاك وتحت أي ظرف وان تطلّب الامر مع "اعدى أعدائه". ثانيا كون المضمون غير مضمون! فاذا كانت الرياح لصالحك اليوم, فقد لا تأتي على كيف كيفك غدا, خاصة كون الخواجا كان ولا زال وسيكون بين ظهرانينا. ومن هنا تأتي بما تسمى بالنظرة الاستراتيجية, وعلية فلنملأ الفراغ معا .. وبأيدينا.
Dr_waleedd@yahoo.com