لصوص الحطب يدمرون غابات الصفصافة في عجلون
16-06-2012 08:42 PM
عمون - علي فريحات- ادى الحريق المفتعل من قبل نفر من اللصوص ومافيات الحطب الذين قاموا باشعال النيران في مواقع مختلفة بمنطقة الصفصافة الى اتلاف وشفط ما يزيد على 2500 شجرة معمرة ونادرة كالصنوبر واللزاب والسنديان والبطم والقيقب التي يزيد عمرها على ألف عام.
وأكد مهتمون بيئيون في محافظة عجلون لوكالة الانباء الاردنية(بترا) السبت، ان افتعال الحرائق خلال الاسبوع الماضي في مناطق مختلفة من المحافظة اصبح يهدد الثروة الحرجية التي تعتبر ثروة
للوطن .
ودعا المهتمون الجهات الامنية ملاحقة الاشخاص المشتبه بهم في إشعال الحرائق بصورة متعمدة من اجل الكشف عن هويتهم ومعاقبتهم من خلال القانون ليكونوا عبرة لغيرهم اضافة الى فرض الرقابة الامنية على المواقع الحرجية التي تتعرض دائما الى عمليات تقطيع وابرام الحرائق وذلك بهدف تخفيف الضغط عن الاشجار التي اصبحت مهددة بالزوال .
وطالبوا وزارة الزراعة العمل على زيادة الرقابة والمحافظة على الغابات الكثيفة وتعيين اعداد اضافية من الطوافين وعمال الحماية والتنسيق مع وزارة الاشغال العامة لترسيم طرق زراعية بين الغابات تمهيدا لفتحها لتتمكن الكوادر من الوصول الى المواقع الصعبة في حال نشوب الحرائق المختلفة، ومتابعة الاعتداءات على هذه الثروة، وضرورة مراقبة الثروة الحرجية بصورة دقيقة خصوصاً مع دخول فصل الصيف الذي تكثر فيه الحرائق المفتعلة التي تقضي على مئات الاشجار وذلك من اجل حمايتها من التهديدات التي قد تعترضها من خلال عمليات التقطيع لاستخدام الحطب في التدفئة والمتاجرة بها وافتعال الحرائق .
وطالبت النائب سلمى الربضي وزارة الزراعة باعادة النظر بقرارها الذي يتضمن تخفيض كميات المحروقات المخصصة للسيارات التي يستخدمها مراقبو الثروة الحرجية خاصة في منطقة المحافظة التي توجد فيها غابات حرجية بحاجة الى اهتمام ومراقبة والمحافظة عليها من العابثين والمعتدين على هذه الثروة، مؤكدة مراعاة خصوصية المحافظة الحرجية والتي تستقطب السياحة الداخلية.
واشارت النائب الربضي الى مخاطر الوضع الذي تتعرض اليه الغابات من اعتداءات متكررة،
محذرا من استمراراها الذي سيشكل خطورة من تحويل المناطق الخضراء الى مناطق جرداء.
وطالب رئيس غرفة تجارة عجلون النائب السابق عرب الصمادي جميع الجهات المعنية، العمل على الحفاظ على الثروة الحرجية ومنع الاعتداءات عليها، مناشدا وزارة الزراعة زيادة كميات المحروقات المخصصة لزراعة عجلون لتتمكن من القيام بواجباتها خصوصا ان المنطقة جبلية والطرق التي تتواجد فيها الاشجار الحرجية تضاريسها صعبة وتحتاج الى متابعة ومراقبة لمنع اعتداءات اصحاب الماتورات والمناشير ومفتعلي الحرائق .
وأكد عضو مجلس استشاري المحافظة علي بني عطا ضرورة تنفيذ توصيات الوثيقة الزراعية من أجل حماية الثروة الحرجية التي تم إعدادها قبل أكثر من 3 اعوام من قبل لجنة شكلت لهذه الغاية، والتي تركز على دعم مديرية زراعة المحافظة بالكوادر وزيادة عدد الطوافين والأجهزة والمعدات وإنشاء المحطات الحرجية والأبراج للمحافظة على الغابات، إضافة إلى إيجاد طرق زراعية داخل الغابات لمكافحة الحرائق.
وحذر مدير محمية عجلون المهندس ناصر عباسي من غياب التشريعات التي لا تتناسب مع واقع الاعتداء على الثروة الحرجية، مبينة انه لا بد من اجراءات رادعة للحفاظ على الغابات والمراعي .
ولفت إلى عباسي ان الاعتداءات على الغابات من خلال تقطيعها لتحويلها الى فحم والرعي الجائر وغير المنظم ومنح الرخص للمقالع الحجرية على حساب الاشجار بدأ يهدد هذه الثروة وان لم ننتبه فقد تتحول الى ارض جرداء .
وقالت رئيسة لجنة البيئة في محافظة عجلون التابعة لجمعية البيئة الاردنية ربيعة المومني ان اللصوص والمافيات الذين اشعلوا الحريق المتعمد في منطقة الصفصافة التي تمتاز بجمال اشجارها الحرجية وطبيعتها الساحرة والخلابة لم يفكروا بعقولهم وضمائرهم وانسانيتهم عن حجم الضرر الذي لحق بتلك الغابات لان ضميرهم ميت وينفذون عمليات اجرامية دون انسانية ورحمة ويعملون ضد الوطن .
وبينت المومني ان الحريق افقدنا الاف الاشجار النادرة والمعمرة وتكليف الخزينة دفع مبالغ طائلة للقيام بعمليات الاطفاء اضافة الى الجهد البشري الذي بذل رغم حرارة الطقس وصعوبة الوصول والتحرك في المنطقة، مثمنة الجهود الكبيرة التي بذلتها الكوادر البشرية في الزراعة والدفاع المدني في المساهمة في اطفاء الحريق الذي استمر ثلاثة ايام وسط حرارة الطقس .
وقال المهندس الزراعي ماهر الصمادي ان الاشجار التي اتلفت تعتبر خسارة كبيرة خصوصا شجرة اللزاب التي تنمو ببطء ويحتاج اكتمالها الى مائتي عام على اقل تقدير.
وبين الصمادي ان حرائق الغابات تعتبر من اشد الاخطار التي تهدد الثروة الحرجية وتقضي على مجهود سنوات طويلة لعدد كبير من العاملين في وقت قصير من الزمن مما يهدر الثروة الوطنية ويرفع التكاليف العالية التي تصرف على زراعة الغراس والعناية بها حتى تصل الى مرحلة اردن اخضر .
وقال ان اشجار اللزاب والبطم والملول والصنوبر وغيرها من المعمرات في المحافظة اصبحت تتعرض لهجوم شرس ويتم تقطيعها وبيعها واستعمالها كحطب دون أي وازع من ضمير بيئي ابسطه ان الاشجار حق للاجيال القادمة.
وأشار احد المهتمين بالبيئة والسياحة عضو بلدية الجنيد سابقا حسين المومني إلى تضرر الثروة الحرجية في المحافظة نتيجة لجوء مواطنين إلى عمليات التحطيب وقطع الأشجار لغايات التدفئة خصوصا إن المحافظة شهدت خلال الأعوام الأخيرة ظاهرة تقطيع الأشجار بكميات كبيرة فضلا عن عملية الحرائق التي تبيد مئات الأشجار، مطالبا بزيادة عدد الدوريات والكوادر العاملة ومراقبي الحراج وتكثيف عمليات المراقبة على التقاطعات داخل المحافظة بالإضافة إلى مضاعفة العقوبات والغرامات الرادعة.
وأكدت نائب رئيس لجنة البيئة في عجلون ناديه العنانزة ضرورة استصدار قوانين تمنع استيراد ماتورات الحطب لأخطارها على الثروة الحرجية، إضافة إلى إنشاء المحطات الحرجية والأبراج لحماية هذه الثروة التي تعتبر كنز المحافظة الطبيعي.
وقال مدير الحراج في وزارة الزراعة المهندس محمد الشرمان ان الوزارة ستقوم بالعمل على قطع الطريق على مفتعلي الحرائق من الاتجار بها واستخدامها للغايات المنزلية من خلال العمل من خلال الفرق العاملة لدى الحراج لجمع الأشجار المحترقة جراء حريق الصفصافة وبيعها لصالح خزينة الدولة، لافتا إلى أن هذا الإجراء سيصبح متبعا من قبل الوزارة في حال احتراق أي من الأشجار الحرجية بحيث لن تترك في مواقعها .
وكشف الشرمان عن أن التقارير النهائية المتعلقة بحصر أضرار الحريق الذي اندلع في منطقة الصفصافة الواقعة بين محافظتي عجلون وجرش مطلع الأسبوع الحالي أظهرت احتراق ما يزيد على ألف شجرة حرجية نادرة ومعمرة بالكامل، إضافة إلى تضرر ما يزيد على ألفي شجرة بدرجات متفاوتة.
وتابع أن كوادر الزراعة ستراقب خلال موسم أو موسمين الأشجار المتضررة بشكل جزئي، بحيث تعمل على عمليات التقليم للأجزاء المتضررة في محاولة لإعادتها إلى طبيعتها، مؤكدا أنه في حال لم تنجح تلك الإجراءات العلاجية فإنه سيتم إزالتها وبيعها هي الأخرى.
وبين الشرمان أن الوزارة انتهجت منذ عامين خطة تتعلق بزيادة المساحات الخضراء في المملكة، وتوفير المشاتل الحرجية، لافتا إلى أن مشاريع التحريج أصبحت تركز على تحريج المساحات الخالية الواقعة على جوانب السدود والطرق وبالقرب من محطات التنقية بهدف ضمان ريها وإدامتها.
وأشار مدير الحراج إلى أن الوزارة تستهدف في مشاريع التحريج إشراك جميع المؤسسات الوطنية كالمدارس والقوات المسلحة، بحيث اشترطت منذ عامين أن تتم عمليات التحريج في ساحات المدارس والجامعات والدوائر الحكومية والمستشفيات وغيرها من المؤسسات لضمان رعاية الأشجار ونجاحها، لافتا إلى وجود مشاريع تحريج ناجحة نفذتها الوزارة منذ عامين ستصبح غابات كثيفة مستقبلا.
وقال إن الوزارة تخصص سنويا حوالي مليون غرسة حرجية توزع على مختلف محافظات المملكة، لافتا إلى أنه وضمن إعادة خطة المشاريع الحرجية للوزارة فقد أصبحت تخصص لكل محافظة أنواعا من الأشجار الحرجية التي تتناسب وبيئتها، بحيث أصبحت نسبة النجاح في تلك المشاريع تصل إلى 80بالمئة من الأشجار الحرجية التي تتم زراعتها.
وبين الشرمان ان تكرار مثل هذه الحرائق يؤدي الى تهديد الثروة الحرجية في محافظة عجلون خصوصا ان معظم الحرائق مفتعلة بهدف استخدامها للاحطاب من قبل المواطنين والتعدي على الاراضي، داعيا الجهات المعنية التعاون مع وزارة الزراعة للحد من هذه الظاهرة الخطيرة وذلك من خلال تفعيل الرقابة وفرض العقوبات بحق المعتدين .
واشار الى ان الحرائق التي انتشرت خلال فترة اسبوع التهمت مئات الاشجار الحرجية في عدة مناطق منها الصفصافة وعجلون وحلاوة وكفرنجه ومثلث ارحابا وحولت اكثر من 200 دونم الى منطقة جرداء خالية من الاشجار .
وبين ان المحافظة تشهد اعتداءات متكررة على الثروة الحرجية والاشجار النادرة والمعمرة من خلال تقطيعها بهدف التجارة بالاخشاب اضافة الى الرعي الجائر واضرام الحرائق المفتعلة الامر الذي يهدد الاشجار التي تعد ثروة وطنية.
واوضح مدير الحراج ان الوزارة وضعت خطة للمحافظة على الثروة الحرجية حيث يتم حاليا انشاء برج للمراقبة في منطقة عنجرة بمنحة اوروبية، اضافة الى خزان مياه في نفس الموقع لاستخدامه في عملية اطفاء الحرائق عند الحاجة، وكذلك تتجه النية حاليا لبناء اربعة ابراج اخرى في مناطق صخره وعين جنا وكفرنجه وعرجان من مخصصات الموازنة، مشيرا الى انه سيتم طرح العطاءات لها في وقت قريب.
وبين ان الخطة تتضمن كما اعلنها الوزير عندما زار موقع الحريق، زيادة الرقابة والمحافظة على الغابات الحرجية وتعيين اعداد اضافية من الطوافين وعمال الحماية في المحافظة .(بترا)