ساكب .. وحكومة لا حياة لمن تنادي
عماد شاهين
30-10-2007 02:00 AM
قبل اسبوعين تقريبا تناولنا نحن في صحيفة «المواجهة» تقريرا هاما يؤكد يؤكد على وجود تلوث واضح وصريح في شبكة مياه قرية «ساكب» في محافظة جرش. وأملنا بان تنهض الحكومة او هبة حكومي واحد لانقاذ وتدارك وقوع اي مصيبة، ومما زاد املنا بالحكومة هو خوفنا وخوفها بحسب الاعتقاد من تكرار ما حدث في منشية بني حسن قبل اشهر، الا اننا فوجئنا بالحكومة تغيب وتغيبنا عن اي حدث بحجج ومبررات واهية تتمحور حول عدم توفر الموازنة ووجود خطة خمسية واخرى عشرية واخرى سوف تلحقك الى القبر ان قدر الله لك ومت قبل تنفيذ الخطة المدروسة باحكام ومقفلة بمفتاح عدم التنفيذ.غريب جدا ان تحظى هذه القرية بمساحات اعلامية واسعة بعد ان سجلت اعلى نسبة في الانجاب عالميا وان لا تحظى ولو بخطة جزئية من قبل الحكومة لتلبية متطلباتها التي اصبحت حتمية وعالمية بحسب نسبة الانجاب فيها.
الحكومة الحالية وبكل صراحة لم تتعظ من المشاكل السابقة والمتعلقة وكما يشاع بالخطوط الحمراء «الماء، الغذاء، الدواء»، وراحت تبرر بان سبب التلوث وحالات التسمم هو الغذاء، لا الماء، كما المتبع مسمار «عجل كوشوك» لا يعرف اوله من اخره، فما الجديد في انجاز الحكومة لهذا التصريح.. أو هو استبدال الغذاء بدل المياه، أَو تعتقد انها بذلك فعلت انجازا غير مسبوق .. حكومتنا ان كلتا الحالتين تشير الى وجود خلل كبير جدا من قبل المراقبين على الماء والغذاء والدواء.
ساكب وبكل عفوية ترجلت باب الصوت العالي لعل وعسى ان تكون الحكومة مجيبة على مبدأ ان ما بين الجوع والطفر والقهر والبطالة والتلوث والتسمم ثمة شبح حكومي يقف بالمرصاد لاي بارقة امل، كما يقف كالغول لحماية الحكوميين الذين لا يعرفون اوجاع «ساكب» ولا يعرفون طعم المياه والغذاء فيها.
لماذا يتوجب على مواطننا المغلوب.. الغلبان على امره ان يدفع بدل الدعم الحكومي على سلع لم يرها في حياته ولا حتى على شاشة التلفزيون لماذا تصر الحكومة على بقاء ظاهرة مرتادي الحاويات ومكبات النفايات؟ بل لماذا تعمل جاهدة على اقصاء المناطق النائية والاقل حظا عن الخارطة؟ لماذا الجوع المستفحل والاف الحالات لاطفال سوء التغذية وفقر الدم؟ لماذا تحسب الحكومة حساب فئة بعينها وتفقأ عين فئة اخرى ايضا بعينها؟ ما الذي يتوجب علينا نحن كأعلاميين من ان نؤكد للحكومة والمتناسين فيها بان مياه ساكب ملوثة وبحاجة ماسة لدرء المصيبة، او كانت الاوراق المنشورة عبر الصحيفة من خارج الحلقة الوطنية، ام ان الحكومة اعتبرت ما نشر على صفحات «المواجهة» قبل اسابيع هو عبارة عن منشور سياسي لا يتوجب التعامل معه لا من قريب ولا من بعيد ولكن لمن نقل في ظل حكوميين لا حياء لمن تنادي.
* الكاتب رئيس هيئة التحرير/صحيفة المواجهة