facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




كوميديا المواطن .. وأكشن المسؤول


د. هاني البدري
14-06-2012 04:36 AM

ثمةَ ما تغيرَ فينا، حتى بدأنا نعرف كيف نضحك على أنفسنا، وأن نثأر لأوجاعنا بالابتسامة، وأن نتقن مثل باقي الشعوب التي سبقتنا على هذا الدرب، كيف نصنع لهزائمنا غطاءً ندرك أنه من صنع أيدينا ثم نمعن في طاعته.
تغيرنا إلى أن أصبحت النكتة المتلمسة للألم واحدة من أدوات دفاعنا عما تبقى منا ومن كراماتنا، ودرعاً نتصدى به للأخبار السيئة، ونحن الذين كنا بالكاد نبتسم للخبر الجيد!
ما فعله الأردنيون حين تلقفوا الأهداف الستة في موقعة طوكيو المُذهلة هو أبلغ رد على حجم الدعابة التي اكتسبناها بسعة صدر لم تُعرف عنا من قبل، وهو أيضاً ردنا على خيبة الأمل التي تُزيد كل يوم المساحة بين سقف توقعاتنا وحقائق الأمور على الأرض.
"هوندا" ذلك اللاعب الياباني (الآلة) حفزنا لعشرات النكات والطرائف التي أظهرت خصوبة لافتة في كوميديا الناس، وفي فن الابتسام الخارج من الألم، تماماً مثل تجاربنا مع مسؤولينا وحكوماتنا وقراراتها التي أتت أو تكاد على حياتنا لكنها زادتنا سُخرية.
تأثرنا بأشقاءَ عرب عرفوا فن النكتة في مواجهة قروع الحياة وهموم السياسة ولقمة العيش، وبتنا نعرف أن الأزمات التي لا قِبلَ لنا عليها، لا تحتمل سوى "التنكيت" والضحك على النفس، وهو ما يبدو خنوعاً واستكانة، لكن أولئك المتحفزين دوماً لقهرنا لم يدركوا بعد أن هذا الذي يدعونه "تنفيساً" يزيدنا خبرة وقوة.
يميل الدارسون المتحفزون أيضاً لتفسير هذه الظواهر الجديدة في المجتمع الأردني للتأكيد أن الضحك الذي يساعد على إفراز هرمونات السعادة هو أفضل الوسائل التي نتسلح بها لمواجهة أزماته، ما يشي بأن الأردنيين قد دخلوا مرحلة التفكير الإيجابي أو ما يصفها الآخرون أكثر واقعية "بالخمول".
فكيف إذن لدراسات علماء الاجتماع والنفس بشأن ظاهرة صناعة النكتة في الأردن، أن تقنعنا بأن الضحك المتولد من هذه الظاهرة من شأنه التأثير على دماغنا وتوسيع أوعيتنا الدموية وعضلات قلوبنا، فيما نحن كل ساعة في مواجهة قرارٍ حكومي أو خبرٍ محبط أو تصريحٍ مطاطي لمسؤولٍ يخبط دماغنا ويأتي على أوعيتنا الدموية والعصبية وعضلات قلوبنا.
ارحموا عضلات قلوبنا إذن!
وارحموا أدمغتنا، فعشرين بالمائة منا تقريباً يعاني من اضطرابات نفسية، فيما أربعة وخمسون ألفاً يراجعون عيادات نفسية بسبب "ضغوط" تؤدي إلى الاكتئاب والقلق.. والسبب أن المواطن أي نحن، عليه أن يتهيأ أمراً وطاعة لقرارات الأسعار وتلاعب أصحاب المحطات وسائقي الصهاريج وأن يشتري أدوية وأغذية منتهية الصلاحية وأن يتحمل خطابات النواب وسعة كرمهم في الثقة وأن يأكل مما يعاد نبشه من المكبات، وأن يلتزم بالدور فيما الواسطة والمحسوبية تنهشه، وأن يتلقى صفعات رفع رسوم المدارس والجامعات وأن لا يحلم باصطحاب أطفاله إلى ما يقولون عنه "البحر الميت" بسبب احتكار أصحاب الفنادق وأسعارهم الفلكية وان يحتمل "خفة دم" المسؤولين ووعودهم ويتعايش مع أزمة المياه والكهرباء في الصيف وأن يسامح إذا ما تعرض لخطأ طبي أو فاتورة مستشفى خيالية.
يقال إن الأردنيين جاؤوا في دراسة، في المرتبة الثانية عربياً من حيث درجة الرضا عن الحياة وسنوات السعادة.. ألا يفتح هذا شراييننا أكثر؟!
hani.badri@alghad.jo


الغد





  • 1 متابع 15-06-2012 | 10:03 AM

    لا فض فوك يا هاني البدري


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :