لماذا دعوة إيران لمؤتمر يخص سورية؟
جهاد المومني
14-06-2012 04:22 AM
لماذا تصر موسكو على دعوة ايران الى المؤتمر الدولي الخاص بسوريا, هل تنطوي دعوة الروس للإيرانيين على رغبة بتشكيل معسكر جديد رافض لاسقاط النظام السوري وتجميع أكبر عدد ممكن من الاصوات المعارضة للمواقف العربية والغربية من الازمة السورية، ام أن بقاء نظام عائلة الاسد من عدمه لا يعني لروسيا الكثير بالفعل كما تعلن الخارجية الروسية، على عكس الموقف الايراني المتشدد لجهة بقاء الاسد في السلطة؟
الموقفان الروسي والايراني من مستقبل سوريا ينسجمان من حيث الشكل،ولكن لكل من موسكو وطهران مآرب مختلفة وإن تطابقت تكتيكيا حول بقاء نظام الاسد،فروسيا معنية ببقاء الحال السوري على ما هو عليه من حرب دموية لتحقيق هدفين،الاول استمرار رهن الارادة السورية وضمان تبعية النظام في دمشق لموسكو وهذا يعني بقاء سوريا المشتري الأول والرئيسي للسلاح الروسي،والثاني فان سوريا تعتبر ميدانا سياسيا تحتكره روسيا في هذه المرحلة لمناكفة الغرب وتحصيل تنازلات استراتيجية على صعيد دولي اوسع، في المقابل او الى جانب ذلك فإن ايران معنية ايضا ببقاء الحال السوري ما بين حياة النظام وموته مع الحرص على اسناده اذا آل للسقوط ولاسباب استراتيجية بالنسبة لايران، فالعالم الآن خفّض من مستوى اهتمامه-اعلاميا على الاقل-بالملف النووي الإيراني من جهة،ومن جهة أخرى فان ايران وجدت في سوريا ساحة تستنزف فيها دول الخليج العربي, ومنطقة استفزاز سياسي كما هي حال الجزر الاماراتية الثلاث المحتلة من قبل ايران،كما ان سوريا الضعيفة بالنسبة لايران فرصة لتفعيل الممر الجغرافي ما بين ايران وحزب الله اللبناني خاصة مع استعداد اسرائيل لتوجيه ضربة قاصمة للمشروع النووي الايراني،ولا تطلب دمشق مقابل ذلك أكثر من مساندتها ماديا في تحمل العقوبات الدولية،وتقديم خدمات استخبارية وعسكرية يحتاجها نظام الاسد بشدة.
من السذاجة تجاهل حقيقة ان روسيا وايران معنيتان باستمرار الوضع في سوريا على ما هو عليه لاعتبار سياسي آخر مهم وهو أن السنوات الثلاث الماضية شهدت تقاربا سوريا غربيا على حساب تحالفات ايران وروسيا التقليدية معها،وليس سرا ان الغرب وخاصة فرنسا والولايات المتحدة نجحتا في التأثير على المواقف السورية وحققتا الكثير من التغيرات على صعيد ابعاد دمشق عن الالتزام بتحالف اعمى مع ايران لمجرد شعور نظام الاسد بعزلة سياسية سببها دور سوريا السلبي في الازمة اللبنانية ودعمها لحزب الله وحلفائه على حساب الاستقرار اللبناني.
وكل من ايران وسوريا تستغلان حزب الله لنفس الغاية وهي التحرش باسرائيل واحيانا محاربتها بدماء اللبنانيين والجنوبيين منهم بالذات, ثم عندما فتح الغرب ابوابه للقيادة السورية كي تخرج من ثوبها الايراني قبل خمس سنوات وجدت دمشق فرصة سانحة للتقرب من (معسكر الاعتدال) والتوجه غربا مما انذر بخسارة كل من ايران وروسيا لحليف مهم وها هو الآن يعود مجبرا تحت وطأة الثورة السورية كي يقبل بما لم يقبل به من قبل فيفتح موانئه للبوارج الروسية،ومدنه وقراه للجواسيس الايرانيين, بل أن سوريا في هذه اللحظة من تاريخها مستعدة لمعاداة العرب أجمعين من اجل إيران.
الرأي